ليس الراوي في هذه القصة المرعبة \"شاهد عيان \" مأجور يتصل بعربي برس من مكتبه في عمان أو اسطنبول أو الدوحة ويروي مشاهداته عن درعا أو حمص أو اللاذقية، بل هو أحد الناجين من سواطير الثوار السلميين الذين ارتبكوا مجزرة مروعة في حي الشيخ مقصود ، كان أبز ضحاياها الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن الذي تم التمثيل بجثته وتعليق رأسه على مئذنة الجامع ليكون نموذجاً للحرية التي جاءت بها ثورة الناتو في سورية.
فجر الجمعة الماضي أيقظت أم علي زوجها ليسمع أصوات تكبيرات المسلحين التي تتصاعد في الحي، وبعد أن أدى أبو علي صلاة الصبح وشرب القهوة جلس مع زوجته يراوده القلق على مصير العائلة و يداعب ابنه علي ذا الأربع سنوات.
وعند الساعة السابعة سمع صوت قرقعة سلاح، و أحد الجيران (للأسف كان جاري من عشر سنوات.. يقول أبو علي بمرارة ) يدل أشخاصاً إلى المنزل \" هذا هو المنزل صاحبه من الطائفة ... خلاص خلاص عرفته ارجع انت \" عدة رفسات على الباب الخارجي للبناية كانت كفيلة بخلعه، لحظات مضت رهيبة قبل أن يبدأ مسلح برفس باب الشقة الخشبي ، صرخت أم علي لزوجها إياك أن تفتح لهم فقال لها سأفتحه أفضل من أن يفتحوا الرشاش علينا .
الشقة التي يسكنها أبو علي و عائلته المكونة من ثلاثة أطفال تسمى غرفة و صالون تمتدان أمام باب الشقة وأي إطلاق للنار على باب الشقة يعني قتل الجميع .
فتح ابو علي الباب فسأله المسلح: \"هل أنت من الطائفة ... \".
فأجاب: \"نعم\".
فرد المسلح : \"تعال معنا\".
يقول أبو علي: \"ما أن وضعت قدمي خارج باب بيتي حتى انهال علي خمسة مسلحين بالضرب و الرفس ،وضعوا الأصفاد في يديّ ، وعندما أخرجوني من باب البناية كان هنالك نحو ثلاثين مسلحاً ينتظرونهم، يكبرون و بينهم من يصورون بجوالاتهم .. الله أكبر الله أكبر أسر أحد شبيحة الاسد في حي الشيخ مقصود الله اكبر اذبحوه للشبيح الله أكبر..\".
وضع مسلحو الحرية أبا علي في سيارة، و انطلقوا به نحو مقر لهم بالقرب من نهر قويق مقابل حي بستان الباشا .
يتابع الناجي من المجزرة قصته \"هناك شاهدت عدداً من المخطوفين بينهم الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن القريب من منزلي، و الدكتور وليد عبد النور مدير و صاحب مشفى المحبة الخاص وعشرات الأشخاص الآخرين من طوائف مختلفة و يحيط بهم مئات من المسلحين\" .
في ذلك الصباح طاف المسلحون في شوارع الحي الذي يسكنه سوريون من شتى الأديان و المذاهب و القوميات، وهم ينادون بمكبر الصوت على ثلاث فئات وهم الموظفون في الدولة و أبناء عشائر الماردللية و الطائفة العلوية تسليم أنفسهم لأنه \"نعرف بيوت الجميع \".
و يقول : \"اقترب أحد متزعمي المسلحين من إمام الجامع وهو في عقده السابع وقال له من سيدك فرد الشيخ سيدي الله عز وجل فقال له لا سيدك العرعور يا شبيّح ، فقال له الشيخ لا الله مولاي و مولى كل مؤمن ومؤمنة ، فانهالوا بالضرب عليه بشكل وحشي . ثم طلب منه قائد المسلحين أن يقبّل بوط العرعور الذي يرتديه فرفض الشيخ فانهالوا عليه بالضرب و الرفس و أجبروه على تقبيل أحذيتهم، و استمروا في تعذيبه \" .
و يضيف: \" قال له أحدهم نريد منك خمسين مليون ليرة التي قبضتها ثمن كل قبر 25 ألف ليرة ، فقال لهم لم أقبض شيئاً، ونحن كنا نساعد الناس في الدفن ولا نأخذ منهم شيئاً .. وهذا الكلام غير صحيح فانهالوا عليه بالضرب مجدداً \" .
و يتابع: \" بعد الظهر أركوبنا ثلاث سيارات انطلقت الأولى و الثانية نحو مقر الأمير في حيبستان الباشا، لكن السيارة الثالثة التي كنت فيها لم يشتغل محركها، فطلبوا منا أن ننزل منها ريثما تدور وبعد دقائق بدأ هجوم للجيش السوري فانبطحنا جميعاً لمدة نصف ساعة شاهدت خلالها أحد جيراني ويدعى أبو مصطفى فناديته واقترب مني و فوجئ بوجودي وقال لي من أحضرك إلى هنا، فقلت له أبو محمود الحربلي وسيذبحوني لأني من الطائفة العلوية فقال لي أنا سأنقذك، وقال لهم من يمد يده على صديقي كأنه يمد يده علي، و طلب منهم أن يجلسوني في إحدى الغرف و ألا يضربوني ثم ذهب\" .
و يضيف \"هدأت الاشتباكات فطلب متزعم المجموعة من المخطوفين أن يتوجهوا للسيارة ، فقلت له أنا تحدث من أجلي أبو مصطفى وطلب منكم أن تتركوني فقال لي ليست من صلاحياته سنأخذكم إلى الأمير وعقوبتكم الذبح بعد أن نحاكمكم، تشهدوا على أرواحكم يا كفار \" .
و يضيف \" قلت له يا أخي أنا مسلم مثلك ولم أؤذ أحد و أبو مصطفى جاري يعرفني لا علاقة لي بالدولة ولست موظفاً بل أنا عامل مياوم و أكل لا يوجد في بيتي، فقال لي انت مؤيد و ابنك مؤيد سألناه من تحب فقال أحب بشار الأسد، وقلنا له هل تعرف من نحن فقال انتم \" الجيش الكر \"ما رأيك أن نذبحه ؟ فقلت لهم يا أخي أنا مؤيد وهذه ليست جريمة، و ابني طفل عمره أربع سنوات هل تذبح طفلاً، وهنا لمحت جاراً آخراً لي يدعى حسام فصرخت له فاقترب، و تعاطف معي وقال لهم أبو علي هو علوي سني مثلنا ويحب الرسول محمد مثلنا وهو ليس علوي علوي ! و الشيخ سيكتشف ذلك عند محاكمته \" .
ويتابع الناجي من المجزرة روايته \" بعد كلام جاري الثاني معهم قام متزعم المجموعة بإعطائي عبوة مياه و باكيت دخان، وقال لي انظر كيف نحسن معاملتك كأسير، نحن لسنا مجرمين مثل بشار الأسد، وعندما هدأت الاشتباكات فكوا الأصفاد مني، وطلبوا أن أذهب سيراً إلى الشيخ مقصود غربي حيث اتصلت بصهري وهو بالمناسبة من الطائفة السنية حيث أخرجني من المنطقة \".
و يتابع \"هذه الطائفية و الممارسات الإجرامية ليست من طباع شعبنا، عندما وصلت إلى حي الشيخ مقصود غربي بانتظار من ينقلني إلى المناطق الآمنة، كان هنالك نازحون مرعوبون يتحدثون عن ذبح الشيخ حسن سيف الدين، و سحل جثته، وتعليق رأسه في الجامع \" .
و انهي الناجي من المجزرة قصته بالقول: \" لقد وشى بي جار ، و لكن أنقذني جار آخر، ما يجري في حلب وسورية هو فتنة و جنون، كما نعيش أسرة واحدة متضامنة، و أنا اضطررت لمغادرة حلب التي ولدت وعشت فيها 40 سنة، صحيح أنهم كبروا على بيتي و واعتبروه غنيمة لهم، لكن علينا أن نتمسك بالأمل. فسورية المحبة ستنتصر على دعاة الفتنة
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ليس الراوي في هذه القصة المرعبة \"شاهد عيان \" مأجور يتصل بعربي برس من مكتبه في عمان أو اسطنبول أو الدوحة ويروي مشاهداته عن درعا أو حمص أو اللاذقية، بل هو أحد الناجين من سواطير الثوار السلميين الذين ارتبكوا مجزرة مروعة في حي الشيخ مقصود ، كان أبز ضحاياها الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن الذي تم التمثيل بجثته وتعليق رأسه على مئذنة الجامع ليكون نموذجاً للحرية التي جاءت بها ثورة الناتو في سورية.
فجر الجمعة الماضي أيقظت أم علي زوجها ليسمع أصوات تكبيرات المسلحين التي تتصاعد في الحي، وبعد أن أدى أبو علي صلاة الصبح وشرب القهوة جلس مع زوجته يراوده القلق على مصير العائلة و يداعب ابنه علي ذا الأربع سنوات.
وعند الساعة السابعة سمع صوت قرقعة سلاح، و أحد الجيران (للأسف كان جاري من عشر سنوات.. يقول أبو علي بمرارة ) يدل أشخاصاً إلى المنزل \" هذا هو المنزل صاحبه من الطائفة ... خلاص خلاص عرفته ارجع انت \" عدة رفسات على الباب الخارجي للبناية كانت كفيلة بخلعه، لحظات مضت رهيبة قبل أن يبدأ مسلح برفس باب الشقة الخشبي ، صرخت أم علي لزوجها إياك أن تفتح لهم فقال لها سأفتحه أفضل من أن يفتحوا الرشاش علينا .
الشقة التي يسكنها أبو علي و عائلته المكونة من ثلاثة أطفال تسمى غرفة و صالون تمتدان أمام باب الشقة وأي إطلاق للنار على باب الشقة يعني قتل الجميع .
فتح ابو علي الباب فسأله المسلح: \"هل أنت من الطائفة ... \".
فأجاب: \"نعم\".
فرد المسلح : \"تعال معنا\".
يقول أبو علي: \"ما أن وضعت قدمي خارج باب بيتي حتى انهال علي خمسة مسلحين بالضرب و الرفس ،وضعوا الأصفاد في يديّ ، وعندما أخرجوني من باب البناية كان هنالك نحو ثلاثين مسلحاً ينتظرونهم، يكبرون و بينهم من يصورون بجوالاتهم .. الله أكبر الله أكبر أسر أحد شبيحة الاسد في حي الشيخ مقصود الله اكبر اذبحوه للشبيح الله أكبر..\".
وضع مسلحو الحرية أبا علي في سيارة، و انطلقوا به نحو مقر لهم بالقرب من نهر قويق مقابل حي بستان الباشا .
يتابع الناجي من المجزرة قصته \"هناك شاهدت عدداً من المخطوفين بينهم الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن القريب من منزلي، و الدكتور وليد عبد النور مدير و صاحب مشفى المحبة الخاص وعشرات الأشخاص الآخرين من طوائف مختلفة و يحيط بهم مئات من المسلحين\" .
في ذلك الصباح طاف المسلحون في شوارع الحي الذي يسكنه سوريون من شتى الأديان و المذاهب و القوميات، وهم ينادون بمكبر الصوت على ثلاث فئات وهم الموظفون في الدولة و أبناء عشائر الماردللية و الطائفة العلوية تسليم أنفسهم لأنه \"نعرف بيوت الجميع \".
و يقول : \"اقترب أحد متزعمي المسلحين من إمام الجامع وهو في عقده السابع وقال له من سيدك فرد الشيخ سيدي الله عز وجل فقال له لا سيدك العرعور يا شبيّح ، فقال له الشيخ لا الله مولاي و مولى كل مؤمن ومؤمنة ، فانهالوا بالضرب عليه بشكل وحشي . ثم طلب منه قائد المسلحين أن يقبّل بوط العرعور الذي يرتديه فرفض الشيخ فانهالوا عليه بالضرب و الرفس و أجبروه على تقبيل أحذيتهم، و استمروا في تعذيبه \" .
و يضيف: \" قال له أحدهم نريد منك خمسين مليون ليرة التي قبضتها ثمن كل قبر 25 ألف ليرة ، فقال لهم لم أقبض شيئاً، ونحن كنا نساعد الناس في الدفن ولا نأخذ منهم شيئاً .. وهذا الكلام غير صحيح فانهالوا عليه بالضرب مجدداً \" .
و يتابع: \" بعد الظهر أركوبنا ثلاث سيارات انطلقت الأولى و الثانية نحو مقر الأمير في حيبستان الباشا، لكن السيارة الثالثة التي كنت فيها لم يشتغل محركها، فطلبوا منا أن ننزل منها ريثما تدور وبعد دقائق بدأ هجوم للجيش السوري فانبطحنا جميعاً لمدة نصف ساعة شاهدت خلالها أحد جيراني ويدعى أبو مصطفى فناديته واقترب مني و فوجئ بوجودي وقال لي من أحضرك إلى هنا، فقلت له أبو محمود الحربلي وسيذبحوني لأني من الطائفة العلوية فقال لي أنا سأنقذك، وقال لهم من يمد يده على صديقي كأنه يمد يده علي، و طلب منهم أن يجلسوني في إحدى الغرف و ألا يضربوني ثم ذهب\" .
و يضيف \"هدأت الاشتباكات فطلب متزعم المجموعة من المخطوفين أن يتوجهوا للسيارة ، فقلت له أنا تحدث من أجلي أبو مصطفى وطلب منكم أن تتركوني فقال لي ليست من صلاحياته سنأخذكم إلى الأمير وعقوبتكم الذبح بعد أن نحاكمكم، تشهدوا على أرواحكم يا كفار \" .
و يضيف \" قلت له يا أخي أنا مسلم مثلك ولم أؤذ أحد و أبو مصطفى جاري يعرفني لا علاقة لي بالدولة ولست موظفاً بل أنا عامل مياوم و أكل لا يوجد في بيتي، فقال لي انت مؤيد و ابنك مؤيد سألناه من تحب فقال أحب بشار الأسد، وقلنا له هل تعرف من نحن فقال انتم \" الجيش الكر \"ما رأيك أن نذبحه ؟ فقلت لهم يا أخي أنا مؤيد وهذه ليست جريمة، و ابني طفل عمره أربع سنوات هل تذبح طفلاً، وهنا لمحت جاراً آخراً لي يدعى حسام فصرخت له فاقترب، و تعاطف معي وقال لهم أبو علي هو علوي سني مثلنا ويحب الرسول محمد مثلنا وهو ليس علوي علوي ! و الشيخ سيكتشف ذلك عند محاكمته \" .
ويتابع الناجي من المجزرة روايته \" بعد كلام جاري الثاني معهم قام متزعم المجموعة بإعطائي عبوة مياه و باكيت دخان، وقال لي انظر كيف نحسن معاملتك كأسير، نحن لسنا مجرمين مثل بشار الأسد، وعندما هدأت الاشتباكات فكوا الأصفاد مني، وطلبوا أن أذهب سيراً إلى الشيخ مقصود غربي حيث اتصلت بصهري وهو بالمناسبة من الطائفة السنية حيث أخرجني من المنطقة \".
و يتابع \"هذه الطائفية و الممارسات الإجرامية ليست من طباع شعبنا، عندما وصلت إلى حي الشيخ مقصود غربي بانتظار من ينقلني إلى المناطق الآمنة، كان هنالك نازحون مرعوبون يتحدثون عن ذبح الشيخ حسن سيف الدين، و سحل جثته، وتعليق رأسه في الجامع \" .
و انهي الناجي من المجزرة قصته بالقول: \" لقد وشى بي جار ، و لكن أنقذني جار آخر، ما يجري في حلب وسورية هو فتنة و جنون، كما نعيش أسرة واحدة متضامنة، و أنا اضطررت لمغادرة حلب التي ولدت وعشت فيها 40 سنة، صحيح أنهم كبروا على بيتي و واعتبروه غنيمة لهم، لكن علينا أن نتمسك بالأمل. فسورية المحبة ستنتصر على دعاة الفتنة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat