صفحة الكاتب : سحر سامي الجنابي

استيراد حاكم
سحر سامي الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

الخلاف قائم  بسبب هذا الذي يريد حاكم شيعي وذاك الذي يريد حاكم سني وانا لي رأي آخر . 

     فبعد أنْ اثبتتْ التجربة  فشلا ً ذريعا ً  بتنصيب حاكم سني ثلاث عقود من السنين واكثر  على العراق وتنصيب آخر شيعي عقد من السنين  أو اكثر .

   علينا اذن أنْ نستورد للوطن حاكم اثبتَ جدارته في وطنه ِمع شعبه ِ إذ يبدو انه  لايوجد امامنا حلُّ آخر . وارجو ان لاتأخذ البعض العزة بأنفسهم من كلامي لأنّ عزة بلادنا  اولي .

      فلاعيب ان ْ  نؤثر مصلحة البلد على مصالحنا الشخصية  فقد ذاق شعبنا الويلات والمصائب على ايدي حكام  هم من بين ابنائه ... فمن الجوع والحروب انتقلنا الى الارهاب  وهلــمّ جرّا ً.

     علينا اذن استيراد حاكم .. لكننا لن نذهب بعيدا ًجدا ًو نطمح في استيراد حاكم  من  المانيا  او بريطانيا  .. لكن من الممكن من دولة عربية..اقلها نفهم لغته ويفهمنا ..

مثلا ً من  دولة الامارات العربية  من سلالة  شيخ زايد بالذات  ...على أن يكون غير متعصب دينيا ً ويفرض عقده الدينية علينا  ...ويحتفظ بعلاقته مع ربه لنفسه ِ ...فننعم في ظلال حكومته بالراحة والامان ... فاقل مايمكن ان يقدمه ُ لي كمواطن هو كهرباء لاتنقطع ابدا ً وخاصة ً في فصل الصيف ...وخاصة ً في شهر رمضان الكريم وخاصة ًانْ  صادفت ْ ايامه  ايام تموز و آب اللهاب 

...فإنّ الحاكم المــُستورَد   لن يستهين  بمعاناتنا حتما ً..مثل حكــّامنا  

    ويقول :-  تحمّل ياشعبي فإنه جهاد للنفس ...

     واقل ما سيقدمه لأبناء الوطن هو توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل من الشباب الذي يقضي وقته متسكعا ً مابين المخدرات  او معاكسة  طالبات المدارس في الذهاب والإياب ..او يقع بسبب فراغه وضياعه ِ فريسة سهلة  للارهاب ..

      فإن ّ بناء عدة مصانع ومعامل يقضي على جزء مهم  وكبير من الأوضاع الامنية والاقتصادية المتردية  في البلد ... فعذر حكومتنا بعدم البدء بالاعمار هو الارهاب اذ هو السبب الرئيسي الذي يمنعها من ذلك ...والعذر افضع من الذنب فكيف بحكومة تخشى الارهاب انْ تحمي شعبها .

   ثــُمّ  ألا توجد مناطق كثيرة في العراق ظلــّت آمنة  !! 

      أقل مايمكن انْ يقدمه الحاكم المستورد هو بناء مساكن للفقراء المعدمين الذين إنْ نجوا من الارهاب تهاوت ْ عليهم سقوف بيوتهم الخربة في يوم ممطر عاصف.

وسيعمل على ان يجعل الطرق كلها معبدة (مبلطة) فلا نخشى في يوم ممطر التخبط في الطين فنتلو آيات قرآنية ...وعشرات الأدعية حتى لانفقد توازننا وتنزلق اقدامنا فيحضننا الطين احتضان العاشق الولهان كحبِّ من طرف ٍ واحد ...

والحل عند حكامنا في مثل هذه الأجواء هو انْ لا نخرج من بيوتنا الإ بعد جفاف الارض ..؟؟؟!! 

     نريد انْ نرى الازهار تفترش طريقنا بدل مجاري المياه الآسنة المنحدرة من البيوت  لعدم توفر المجاري العامة   في اغلب مناطق البلد . 

 

      واقل مايمكن انْ يقدمه لنا هو بناء  مدارس فيها صفوف  تتوفر فيها  اسباب الراحة  للطلبة ولو حتى  في الامتحانات فقط  ! وابسط سبل الراحة تلك  هي تدفئة مركزية في  فصل الشتاء وتبريد  مركزي في فصل الصيف . 

      بل متى سأجد  لنفسي حينما ادخل الصف منضدة اضع عليها مستلزماتي دون ان ازعج الطالبات بوضعها على رحلاتهن الشبه  محطمة  .

       تحولتْ أحلامنا المتواضعة هذه ِالى  قضايا كبرى مستحيلة ...لذا قررت ُ أن أصرف معضمها وارسلها الى سلة المهملات في ذهني أما الأحلام العريضة فلابد من حذفها تماما ً من ذاكرتي ..كحُــلـُم انشاء مسرح في منطقتي المتواضعة أو تحرير جريدة يومية في بناية  مخصصة لها ... أوتنقية مياه الشرب للسكان ...وعليّ انْ احصر احلامي في زاوية معينة الى اشعار آخر ..قد لاتكفيه سنين عمري ..وتلك الزاوية هي زاوية  الامن والامان ( عصب الحياة )  سيبقى هذا هو حلمي الوحيد الى اجل ٍ غير مسمى . 

     حلمي بان لاارى ابناء الشعب الواحد والدم الواحد والاصل الواحد يتقاتلون فيما بينهم ان لم يكن بالسلاح فبالسب واللعن والشتم كلما تلاقتْ وجوههم و حتى في الفيس بوك  الذي اصبح متنفسا ً لأحقادهم إذ انهم  نزعوا عقولهم كما تخلع الفتاة قبعتها  ..فكل منهم يظن ان حاكمه الذي هو من ملــّته  سيحقق له كل طموحاته ... وسعادته ُ مكفولة بتوليه السيادة  فينتظر وينتظر الى مالانهاية .

       اريد أنْ اسير بأمان ويتبع حلمي خطواتي ويسير طموحي امام ناظري دون عكاز نخرته الارضة ...ودون ان اتلفت ورائي  كل لحظة خشية انْ يتحول  حلمي فجأة  الى كابوس يلاحقني   ... فلنشحنْ  اذن لنا حاكما ً في اقرب فرصة ولندفع له راتبا مضاعفا ً  للراتب الذي يتقاضاه رئيسنا إذ أننا لن نخسر كما خسرنا حينما وضعنا ثقتنا  بمن هم منا والينا  ...وصدقوني انّ من يوفر لشعبه كل هذا سيرضى عنه الله ورسوله مهما كان توجهه الديني أوعقيدته ُ.  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سحر سامي الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/23



كتابة تعليق لموضوع : استيراد حاكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net