بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ{11}
تروي الاية الكريمة ثلاثة امتيازات لبني ادم , امتازوا بها عن كافة الخليقة :
1- ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ) : كان لخلق ادم (ع) امتياز خاص , ترويه اية كريمة اخرى { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4 , وهذا مما يفخر ويباهى به جميع المخلوقات , الغريب المدهش ان هناك نظرية تقول ان اصل الانسان كان قردا , يصدقها ويتهافت عليها الكثير من البشر , وتلتحق بهم تأييدا لهم جماعات غفيرة من المسلمين , في محاضرة للدكتور الشيخ عبدالحميد المهاجر يقول فيها ساخرا ( القرآن يقول لك { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } وانت لا تقبل بذلك , وعندما تقول لك نظرية ان ابوك كان قردا تقبل بذلك وتصدقه ) ! .
2- ( ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ) : صورة بني ادم ( المظهر الخارجي ) افضل واجمل من جميع المخلوقات .
3- ( ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ ) : امر الله عز وجل ملائكته ان يسجدوا لادم , ولم يأمرهم جل وعلا ان يسجدوا لمخلوق غيره .
جميع الملائكة سجدوا لادم , امتثالا للامر الالهي , الا ابليس (لع) عصى ولم يمتثل , ابليس (لع) خلقا اخر من خلقه عز وجل , فلماذا الحقته الاية الكريمة بالملائكة فيجب عليه السجود ايضا ؟ , أي ان الامر بالسجود كان للملائكة وابليس (لع) ليس ملاكا فلماذا يجب عليه الامتثال للامر الالهي ؟ , لذلك الكثير من الاراء , نذكر منها اثنين على سبيل المثال لا الحصر :
1- حشر الجزء في الكل : وذلك عن طريقين :
أ) الامر يشمل جميع الملائكة وابليس (لع) كان من بينهم , فيجب عليه السجود ايضا .
ب) الامر بالسجود كان لجميع الموجودات , وليس للملائكة فقط , فيكون عندها ابليس (لع) مشمولا في الامر , فرفض (لع) .
2- الامر منه جل وعلا بالسجود لادم كان فيه الكثير من الحكم الربانية , ومن بينها كشف عن حقيقة ابليس (لع) ذلك العابد , الذي اعجب الملائكة بعبادته كما تشير الى ذلك الروايات , ومنها ايضا , يثبت ان الملائكة لا تعلم ما يجري ويدور في بواطن النفوس والقلوب , فعلم ذلك له جل وعلا ! .
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12}
تروي الاية الكريمة ان الله عز وجل وجه سؤال لإبليس (لع) ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ) , الله جل وعلا يعلم ما يدور في خلد ذلك الخبيث , لكن توجيه السؤال له بهذه الكيفية هي لغرض اطلاع الملائكة وادم (ع) على ما اسره واخفاه , فكان ان ( قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) , اذا كان ابليس (لع) يرى لنفسه الافضلية كونه خلق من نار , وكون ادم خلق من طين , ففضل اللعين عنصر النار على عنصر التراب , وفاته ان ادم (ع) خلق من العناصر الاربعة مجتمعة ( النار – التراب –الهواء – الماء ) , عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام " أول من قاس إبليس،قال: خلقتني من نار وخلقته من طين، ولو علم إبليس ما جعل الله في آدم لم يفتخر عليه"
ثم قال: إن الله عزوجل خلق الملائكة من نور وخلق الجان من النار وخلق الجن صنفا من الجان من الريح، وصنفا من الماء، وخلق آدم من صفحة الطين، ثم أجرى في آدم النور والنار والريح والماء , فبالنور أبصر وعقل وفهم , وبالنار أكل وشرب ولولا النار في المعدة لم تطحن المعدة الطعام , ولولا أن الريح في جوف بني آدم تلهب نار المعدة لم تلهب , ولولا أن الماء في جوف ابن آدم يطفي حر المعدة لأحرقت النار جوف ابن آدم , فجمع الله ذلك في آدم لخمس خصال، وكانت في إبليس خمس فافتخر بها "الاختصاص: ص109، باب القياس", و
في توحيد المفضل ،عن الإمام الصادق عليه السلام : إنما جعل الماء العذب في الحلق ليسوغ له أكل الطعام، وجعل الماء المالح في العينين إبقاء على مشحمة العين لأن الشحم يبقى إذا وضع عليه الماء، وأما الماء المر في الأذنين فلئلا تهجم الهوام على الدماغ، ومن ذلك أنها إذا وصلت إلى الماء المر في الأذنين ماتت .
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13}
تروي الاية الكريمة جوابه عز وجل على ادعاءات ابليس اللعين , وفيها ثلاثة محاور :
1- ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا ) : هناك اراء عديدة تطرح عن معاني المصدر ( هبط ) , لعل ابرزها ( الانتقال من مكان مرتفع الى مكان منخفض ) , أي الخروج من الجنة او السماوات والنزول الى مكان منخفض دونهما .
2- ( فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا ) : وحده جل وعلا المتكبر , والمتكبر اسما شريفا من اسمائه الحسنى جل وعلا , ويلاحظ ان اللعين طرد من مكانه الذي كان فيه بمجرد ان تكبر , كان العقاب فوريا , فيعلم ان هذا المكان لا ينبغي ان يتكبر فيه احد , سواه جل وعلا , اما المكان الذي آل اليه اللعين فيمكن ان يتكبر فيه هو وغيره من المخلوقات , ولا يكون العقاب فوريا , بل مؤجلا الى وقت معلوم ! .
3- ( فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) : في هذا النص المبارك حكم الله تعالى على ابليس اللعين ومن تبعه بالمذلة والهوان , وفي اوطأ منازل المخلوقات ! .
قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14}
تروي الاية الكريمة , ان ابليس اللعين طلب من الله تعالى المهلة , يبقى طليقا حتى يوم القيامة ! .
نلاحظ من سياق الاية الكريمة , ان ابليس اللعين كان يعلم بيوم القيامة , منذ ذلك الحين وربما قبله , مع ذلك استمر في طريقه وطريقته الضالة ! .
قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ{15}
تروي الاية الكريمة ان الله تعالى امهله الى اليوم المحدد في اية كريمة اخرى { إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ }ص81 .
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16}
نستقرأ الاية الكريمة في محورين :
1- ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي ) : يتضمن النص المبارك اقرارا من اللعين بالهزيمة , هزيمة الاختبار , حيث ان الله عز وجل امتحنه بأمر السجود لادم , ففشل اللعين بالامتحان , وانكشف امره للجميع , وبانت معتقداته الفاسدة ! .
2- ( لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) : تضمن النص المبارك عدة معاني ومواضيع هامة , نختار منها اثنين على سبيل المثال :
أ) اعترافا من اللعين , انه (لع) سوف يصد الناس ويضع العراقيل امامهم لمنعهم من الاقتراب او الوصول الى الطريق القويم .
ب) هدف وغاية وعمل ووظيفة اللعين في هذا الحياة ! .
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17}
تستمر الاية الكريمة في بيان اعمال ابليس اللعين , وفيها موقفين للتأمل :
1- ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ) : يلاحظ المتأمل في النص المبارك , ان اللعين سوف يحيط بالانسان من اربع جهات ( امام – خلف – يمين – شمال ( يسار ) ) , ولم يذكر ( فوق – تحت ) , لذلك عدة منحنيات نذكر منها على سبيل الطرح :
أ) ان الله عز وجل محيط بالانسان وكافة مخلوقاته من جميع الجوانب ( امام – خلف – يمين – شمال ( يسار ) - فوق – تحت ) , فلا يكون ذلك لغيره جل وعلا ! .
ب) ان حدود قدرة وطاقات اللعين ابليس تكمن في الجهات الاربع فقط ( امام – خلف – يمين – شمال ( يسار ) ) , او انها نطاق عمله الفعال , اما الجهات ( فوق – تحت ) فهي خارجة عن قدراته (لع) ! .
ت) لا يمكن لابليس اللعين ان يأتي للانسان من ( فوق ) , لانها جهة عائدات الرحمن جل وعلا ( الرحمة – المغفرة – الخير ) للانسان , ولا يمكنه (لع) ان يأتي للانسان من ( تحت ) لانها منزلة الذل والهوان , اذا علمنا انه (لع) يرى لنفسه الافضلية على بني البشر ! .
2- ( وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) : بسبب وسائل ابليس اللعين الكثيرة والمتعددة , واحابيله المتنوعة , يثق بقدرته (لع) ثقة كبيرة , الى درجة انه (لع) يتفوه بهذا الكلام امام رب العزة تبارك وتعالى ! .
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ{18}
تروي الاية الكريمة رد الله عز وجل الحازم , القاضي بطرده (لع) ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً ) , ثم ان الله تعالى يتوعده ومن تبعه وسار بنهجه ( لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ) ! .
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ{19}
تروي الاية الكريمة خطابه عز وجل لادم وزوجته , وفيه ثلاثة مواقف للتأمل :
1- ( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) : من سياق النص المبارك , نلاحظ ان وطن ( موطن ) الانسان الاول كان ( الجنة ) , لذا فلا غرابة عندما يعشق الانسان الحدائق والازهار والمروج الخضراء , وانبعثت في نفسه الراحة والاطمئنان كلما شاهدها او شم رياحينها , فهو في منزلة من منازل ( الحنين الى الوطن ) ! .
2- ( فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا ) : الاباحة والسماح لادم وزوجته في تناول أي شيء من الجنة .
3- ( وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) : الا ن الاباحة ليست مطلقة , فهذه الشجرة محرمة عليهما .
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ{20}
تروي الاية الكريمة , ان الشيطان الرجيم بدأ بعمله في ذلك الحين , فألقى في قلبهما ( ادم وحواء ) مخالفة الله تعالى , وكشف لهما ما كان مستورا من عوراتهما , ( وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ ) الشيطان الرجيم في محاولته للايقاع بهما قال لهما ( انما نهاكم الله عن هذه الشجرة لئلا تكونا ملكين , ولئلا تكونا من الخالدين ) ! .
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ{21}
تروي الاية الكريمة , انه (لع) اقسم لهما بالله تعالى انه لهما ناصحا ! .
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ{22}
تروي الاية الكريمة , انه (لع) اشار لهما بالاكل من ثمار تلك الشجرة , فلما تناولاها ظهرت لهما عوراتهما , فأخذا يضعان على عوراتهما من ورق الجنة , ليتسترا به , عند ذلك كان ندائه عز وجل لهما ( وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) ! .
يلاحظ في الاية الكريمة كثيرا من الامور , نذكر منها على سبيل المثال :
1- ان كشف العورة من الطبائع المستهجنة والمستقبحة عقلا .
2- ان الشيطان الرجيم قد طرد طردا حازما , فكيف تمكن من الوصول لادم وزوجته ؟ , يختلف اصحاب الرأي في ذلك , كل لديه رأي او مجموعة من الاراء , التي تتناسب مع مذهبه وتوجهاته الفكرية والعقائدية , فينبغي للمتأمل اللبيب ان يطلع عليها جميعا , ثم يأخذ بأقربها الى العقل والصواب .
3- ان ادم وزوجته كانا على علم بعداوة الشيطان الرجيم ( وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) , من النص المبارك ندرك ان الله تعالى قد اخبرهما بذلك , فكيف انطلت عليهما هذه الحيلة ؟ , يرتبط الجواب بجواب النقطة ( 2 ) , ونضيف على سبيل الطرح :
أ) في معلوم ادم وحواء ان ابليس اللعين قد طرد من مثل هذه الاماكن , فلم يتوقعا ان يتمكن من الوصول اليهما فيها .
ب) لم يتمكن ادم وزوجته من التعرف على حقيقة هذا الناصح ( الكذاب ) ! .
ت) ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) , القسم كان له دور خاص , ووقع ذو بال في قلبيهما , فلم يحتملا او يتوقعا كون القسم كان كاذبا ! .
قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{23}
تروي الاية الكريمة ان ادم وزوجته ادركا خطيئتهما , فبادرا الى طلب المغفرة والرحمة , واعترفا ايضا ان لم تدركهما مغفرته ورحمته عز وجل يكونا من الخاسرين .
قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{24}
تروي الاية الكريمة , ان الله عز وجل يخاطب ادم وحواء ( قَالَ اهْبِطُواْ ) , والهبوط الانتقال من مكان مرتفع الى مكان اخر منخفض , ( بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) العداوة والتباغض بين بني ادم وما ستؤدي اليه من صراعات ونزاعات وحروب , فيقتل بعضهم بعضا , ( وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) , موطن او مكان فيه استقرار , ( وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) وفيه اطروحتين :
1- خاص : لكل فرد حين يوافيه الاجل .
2- عام : يشمل الجميع الى حلول يوم القيامة .
قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ{25}
تروي الاية الكريمة خطابه عز وجل لادم وزوجته , وجاء فيه ذكرا للمراحل التي سيمر بها الانسان في الارض :
1- ( قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ ) : تقضون ايام حياتكم , بما فيها من الافراح والاتراح .
2- ( وَفِيهَا تَمُوتُونَ ) : وفيها يوافيكم الاجل .
3- ( وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ) : ومنها تخرجون الى يوم البعث الموعود .
ينبغي الاشارة الى ان الجنة التي اخرج منها ادم (ع) ليست جنة الخلد على بعض الاراء , وذلك لثلاثة اسباب :
أ) من دخل جنة الخلد لا يخرج منها .
ب) كل شيء في جنة الخلد مباح , ولا يوجد فيها شيء ممنوع او محذور .
ت) لا يمكن لابليس اللعين الوصول الى جنة الخلد , بأي شكل من الاشكال , وبأي وسيلة من الوسائل , فلابد ان تكون جنة ادم (ع) في مكان ما ! .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat