اية الله المدرسي: العراق شعب واحد ولا فرق بين سني وشيعي والتقسيم الطائفي في العراق طامة كبرى
الشيخ حسين الخشيمي
الشيخ حسين الخشيمي
انتقد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله التراجع الكبير الذي يمر به العراق بسبب المشاكل المستعصي حلها لدى الوزارات والدوائر الحكومية, مبيناً ان البلاد تعاني من مشاكل كثيرة في الأمن والماء والكهرباء والإدارة, لافتاً الى وجود مشكلة أخرى جديدة وهي عدم فهم العراقيين بعضهم لبعض.
وفي جانب من كلمته الأسبوعية التي ألقاها يوم الخميس المصادف 7/2/2013 أمام جمع غفير من الزائرين والوفود في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة تسائل سماحته قائلاً: "منذ متى كان العراق ممزقاً ومقسماً تقسيماً طائفياً؟ كنا شعب واحد ولم يكن في يوم من الأيام فرق بين سني وشيعي, ولم نشهد الا العمل المشترك" واصفاً ذلك بالطامة الكبرى حيث يتفرق الشعب العراقي بسبب هذه المسميات الطائفية البغيضة.
كما دعا سماحته الطلبة العراقيين في الجامعات والمراكز العلمية الى التفكير ببناء بلدهم وتطويره, وعدم الاقتصار على التفكير في الأمور الشخصية والمنافع البسيطة, مشدداً على ضرورة ان تكون أهدافهم اكبر من ذلك, وان يجتهدوا في بناء العراق وتطويره كلٍ من موقعه عبر العمل على ان يكون كل واحد منهم شخصيةً ناجحةً في المجالات العلمية المختلفة, والى إعادة النظر في القوانين التي تحتاج الى تغيير في مجال عملهم والمجالات الأخرى المختلفة في المستقبل.
وأضاف سماحة المرجع المدرسي ان الذي بإمكانه ان يغير الواقع في العراق الى الأفضل هم علماء الدين, والأكاديميون والشباب المخلص المثابر, موضحاً ان الشباب أمامهم مسؤولية كبرى, لأنهم حملوا راية الإمام الحسين عليه السلام في يوم ما وتحملوا عناء ومشاق المسير لعشرات الكيلومترات من اجل زيارة مرقده الشريف معلنين تمسكهم بنهجه وبفكره, مشيراً الى ان الشباب في العراق يحققون النجاحات المتلاحقة في كل المجالات العلمية والعملية وحتى الرياضية, مستدركاً إن ذلك لن ينفع كله ما لم يفكروا في كيفية النهوض بواقع الأمة الإسلامية التي لن تنهض إلا بهم, وعليهم ان يبدأوا من النهوض بواقع العراق.
وعن التراجع الكبير في الوقع الاقتصادي والزراعي في العراق قال سماحة المرجع المدرسي "نحن نستورد في العراق كل شيء, الماء والخضروات والفاكهة وحتى التمر الذي يفترض ان نصدره نحن الى بلدان العالم" مبيناً ان في العراق أرضاً معطاء, والأيادي العاملة المخلصة كثيرة فيها, مطالباً إياهم بزرع الشتائل والنخيل دون الاعتماد على وزارة الزراعة.
كما حمّل سماحته وزارة الزراعة مسؤولية تراجع واقع الزراعة في العراق وبعض الدوائر الحكومية التي تقف امام تقدم البلاد وازدهاره, موضحاً ان العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يكن يعتمد على وزارة الزراعة في استصلاح الأراضي وزراعتها, فقد كان يصدر كل أنواع المواد الغذائية بفضل استصلاحه للأراضي.
وطالب سماحته الدوائر الحكومية في العراق بتقديم الخدمات الكافية للمواطن العراقي وان لا تقف أمامه عائقاً, داعياً أبناء الشعب العراقي الى التحرك والتفكير بشكل جدي في بناء مستقبل العراق وإصلاح واقعه الخدمي والأمني دون الرجوع الى الوزارات والدوائر الحكومية التي أصبحت عائقاً أمام بناء العراق وتطويره.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat