صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

المشورة بين السلف والخلف
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حاصروه بعيدا عن النهر .. وأحبسوا  الفرات عن الحسين واهل بيته  .. كي يموت عطشا ... هذه مشورة  الشمر بن جوشن  لأميره ابن زياد  واستثمروا جعجعة الحر بن يزيد الرياحي له  .. ليأخذه الى صحراء لاماء فيها .. حاربوهم بالعطش  والسيوف بالغدر والنبال  اطعنوهم في الظهر والظهيرة  .. مشورة كانت وما زالت مؤذية  والله تبين  مدى وحشية  هذا المتربص  لحرب الدين والمبادىء والقيم  ... السؤال الذي اثارنا  .. هل مات التأريخ  ؟ هل انقرضت وحشية هذا السلف وانتهى كل شيء  ، ام تناسلت الاجيال  ليرث كل سلف بما خلف  وليحمل عنه المنهج والشعارات  ومبادىء التكوين الاخلاقي والديني ، قبل ايام  وعند هيجان الاخوة في الانبار  فليسمونه ماشاءوا اضرابا ـ عصيانا ـ  مظاهرات سلمية ـ انتفاضة ـ ثورة ـ هذا ليس موضوع حديثنا  ، لكن مايعنينا هو ظهور شخص  للاسف يقال انه عراقي ومسلم  ويدعي انه من ابناء هذه المحافظة العربية  التي تفتخر بزهوها العربي  المضياف ، واذا به يقترح  بهدوء المطمئن الى ذكائه  والواثق من ذاته .. أحبسوا الفرات عن كربلاء وليموت الشيعة عطشا ،  هذه هي  مشورة  ابن الانبار العربي  المسلم  ـ ابن القاعدة  التي تريد ان تعيد مآثر السلف  ، فمادام هناك ارهاب يجعجع بالشيعة وهم يحتفون بمراسميهم العاشورائية فانفجار في المسيب وفي بابل  وفي كربلاء الوند  ..ليقتل من يقتل  شباب ،شيوخ ، اطفال ، الحرائرالتي هي محور الشعارات  البراقة .. لابأس مادامت هي  جعجعة لابد ان تستثمر  الى عطش حتى الموت  ، اقتراح رهيب يرينا كيف  يمحق الجشع  ... الطمع ... والسياسة  والارهاب   ضمير الانسان  ويمزق له هويته  الوطنية والانسانية  .. التأريخ  ليس متحفا  يا اصدقائي  بل هو منبر  حكمة  يعلمنا العبر  ويرينا  الأصل المتجذر  فينا ـ يرينا  قيمة ما نرثه من السلف   ايمان  وقيم خير ـ لااعتقد  ثمة انسان مسلم  يقترح بموت  مواطن من الانبار مهما كان حجمه وشكله  ، الجميع يعلم  مقدار ما اصاب  الانبار من آذى  عندما فتحوا ابوابهم  للقاعدة وقواها  الشريرة  ، وهذه المرة  سينهض  في اهل الرمادي الخير  مثلما رفضوا بالامس شعارات الطائفية   التي كشفت  المضمون الحقيقي لهذا التحشد  ، سيرفضون ايضا رفع صور  الطواغيت وشعاراتهم  الخائبة  ، ولاحظوا عودة  الصوت النشاز  للدوري وغيره  مع اول خطوة انبارية  ،   فلهذا نقول كم مشورة مثل هذه موغلة في الصدور  لابد للعراقيين الانتباه  الى من استهان بالشرف والكرامة والا  فالشرف العراقي  لايجزأ طائفيا .. يا اخوان


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/26



كتابة تعليق لموضوع : المشورة بين السلف والخلف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net