صفحة الكاتب : كريم السيد

الاستقرار السياسي
كريم السيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مشكلة العراق انه بلد لا يعرف الاستقرار, وانعكاسات هذا الوضع تبدو واضحة وجلية لأي مراقب ومتابع, فمسلسل الازمات مستمر ولازالت هناك ثمة مشاهد كفيلة بأن تجعل البلاد تنساق لحروب اعلامية جديدة ابطالها السياسيين كالعادة وضحاياها الشعب الذي ينتظر تحقيق تقدم على مستوى الخدمات فوق العادة.
من هذا المنطلق يمكننا ان نستوعب مدى التأثير الذي تخلفه تلك الصراعات على المشهد السياسي العراقي بحيث ان الخصوم سيرهقون انفسهم بغمار تلك الخلافات ما سيجعلهم يتناسون دورهم الحقيقي المتمثل بتسيير المرافق العامة وفقا للأهداف المرجوة ضمن خطة عمل كل وزارة خلال السقوف الزمنية والمالية المحددة مسبقاً, ولهذا نجد ان نسب الانجاز المتدنية لعمل بعض الوزارات مرتبط ومتزامن مع القلق والاضطراب السياسي في البلاد وان هذا التأثر هو نتيجة طبيعيه لحجم الخلافات بين الكتل السياسية بغياب مفاهيم الخلافات السياسية التي تكون ناجمة اصلا لخدمة المواطن وتقديم ما هو نافع للبلاد والعباد.
ولو افترضنا انعدام تلك الخلافات ووجود اجواء سياسية هادئة وهو يصعب وجوده فأن ذلك الاستقرار سيضفي بنتائج مهمه على مستوى تحسن وتقدم مختلف الضروف التي تيسر وتسهل من عملية تقديم الخدمات وانجاز المشاريع المختلفة, وبعبارة اخرى ان استقرار السياسة هو استقرار لكل اوضاع البلد وموفر لجهود كبيرة تذهب سدى وخصوصا في الوزارات التي يكون وزرائها جزءا من منظومة العمل السياسي وقياديين في كتلهم وهذا ما يجعل الوزير سياسي ومهني بآن واحد وهنا ستكون عبئا اضافيا سيرهق الوزير اولا وسيشغله من مهمته الاساسية في قيادة المؤسسة وتحقيق اهدافها وغاياتها وهذا من جانب,
ومن جانب آخر فأن الدولة اذا ما كانت مستقره سياسيا فأن هذا الاستقرار كفيل بأن يجعلها مراقي جيد ومؤثر على الصعيد الخارجي او الدولي, فالدول التي تملك سياسة خارجية قوية هي دول متقدمة على مستوى الاستقرار السياسي الداخلي, بل ان هذا الاستقرار سيخلق نوعا من القرارات المدروسة والمتأنية لما يجري في الخارج وخصوصا اذا ما اخذنا بالحسبان حراك المنطقة الاقليمي بقضايا لا تزال نيرانها تلتهم اخضرها ويابسها واذا ما تركت تلك النيران دون دراسة لواقعها فمعناه اننا سنكون بخطر محدق في اية لحظة مالم نستعد ونتأهب ونتوقع اسوء نتائجها وحتما ان هذه الاجراءات لا تولد من رحم واقع لا يعرف الاستقرار والهوادة ولو اسبوع واحد على الاقل,
هكذا ندرك ان استمرار القلق والحراك السلبي للسياسة الداخلية سيعمل على ارباك منظومة تحقيق نجاحات داخلية وخارجية وسيجعل البلاد ساحة استعراض للقوى الاقليمية التي تشتري النفوذ بالعملة الحرجة وتعمل ليل نهار على ايجاد اية ثغره تعمل على استغالها, وما اكثر الثغرات السياسية والتي يصل مقياسها لدرجة التدخل بالقوانين والانظمة للحيلولة دون تحقيق نجاح لجهة معينة, ولهذا فأن المركب العراقي سيعاني تلاطما لأمواج السياسة المضطربة ولا يمكنه من الوصول لشاطئ الامان الا من خلال هدوءه واستقراره وهوادته وهذا ما يريدة جميع العراقيين وما يبحث عنه السياسي الذي يعتقد ان القسم لم ينتهي مفعوله بعد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم السيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/15



كتابة تعليق لموضوع : الاستقرار السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net