صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

المهاترات السياسية... خطوة نحو الطائفية
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يضج البلد بجملة من المنزلقات تتدحرج من عليها قذائف الكلمات الزاهية المستوحاة زيفاً من حب الوطن ولا يزال المخادعين من صناع القرار يصعدون على أكتاف البسطاء من خلال إثرائهم بتــُرهات النعيم الذي لم ولن يشهده العراق حتى أفول شمس الأمل .

يمضغ المهرجون من الساسة كلمات نورانية تحث المواطن على التحرك صوب المجهول ليكون ساتراً ودرعاً صلد للإطاحة بشخصيات تؤثر بوجودها على مصالح أولئك المهرجون ويحتدم الصراع فيما بينهم كي يتفردوا بسرد القرارات التي تصب في مصلحتهم الشخصية دون أن يضوع أثرها الايجابي أزقة المواطنين،تتسابق الكتل وتتجمهر  في مضمار التحدي الكبير للفوز بعرش الحكم . والمتظاهرون المغبونون سيصبحون بعد حين عبارة عن جوقة من المتفرجين لا يعرفون أي من هؤلاء المرتزقة أحق بالفوز.

 في العراق يسهل الوصول إلى أي غاية يسعى اليها أي نافذ في السلك الدبلوماسي بمجرد استفزاز المواطن سينال مبتغاه .. وعمد هنا الى استخدام المواطن كحركة منه او حنكة ونباهة الى تأجيج الوضع السياسي واستخدام الصوت المدني للإطاحة بمن يريد، هذا التحرك الذي اعتبر استحواذاً على الفكر لدى البسطاء أنشب حريقاً هادئاً استفاض لهيبه أصقاع البلد ما جعل المواطن يعتنق مذهبيته دون النظر الى ما قد ينتج هذا التحرك ، وليسأل المواطن نفسه اين هو من هذا الاحتدام المدني وأين هم منقذيه من بلاء الأزمات وهل تنافروا فيما بينهم وعمدوا الى استخدام منهجٍ فاضح ( تلفزيوني) يوثق مبدأهم وماهية أفكارهم ؟ ، لا يمكن الجزم بان التظاهرات مدنية نقية خالية من شوائب مادة المصلحة الشخصية لدى السياسيين ، ان لكل فرد تخيل مغاير يختلف عن الآخرين وهذا التفاوت في النباهة والبداهة لا يمكن ان يـُسرد على قرطاس ويسطر بدواة تعتمد على حبر التكهن إطلاقا ، لذا من الضروري ان تنشب مثل هذه الأمور في المجتمعات ذات الحكم الديمقراطي ليـُظهر كل ممثل سياسي طاقاته ويستبيح منهاجه على الملأ .. وبهذا الحال يتيقن المواطن ويحوط علماً بما تحمله تلك الشخصية من خطط تصب في مصلحته ام لا ؟ وهنا انوه على ان التظاهرات التي نشبت في المناطق الغربية قد شهدت انسحاب الكثير من المواطنين عازين السبب الى ادراكهم حجم وخطورة المؤامرة التي سعت اليها الرؤوس المدبرة لتلك التظاهرة   وكيف تم استخدامهم كوسيلة لنيل المناصب ، وهنا قد وعى المواطن وادرك ما يدور حوله وما يحاك ضده من مؤامرات لا تخدمه اطلاقاً بل تعمل على قوقعته وتأطيره ببرواز الجوع والظلم واغتصاب الحرية والتهميش.

لا يمكن ان يكون الحاكم ظالم والشعب متستر خوفاً من ظلمه وطغيانه خصوصاً في العراق بعد ان ازيح الغجري الهجين ، واكتسب الشعب كامل قواه واطلع على العالم الخارجي وايقن كل ما يدور حوله من تحركات اقتصادية ودينية واجتماعية وسياسية وقد اشرك نفسه في الجلوس على الطاولة السياسية ما جعله يخلق حكومة بإرادته وبصوته، لكن... لا يزال النافذين يعملون على اشعال الحروب وإيقاظ وحش الحرب الأهلية كي يسبروا نتائج ما بعد الكارثة الطاحنة التي من المتوقع ان تنشب جزئياً في عراقنا الكظيم .

ان صراع الأديان لم يهدأ منذ تكليف اول نبي بعث الى بنو ادم والكل على حق في ديانتهم والكل متعصب ومستبد في رأيه وقد حلت معضلة التشكيك والتأليه بغير الخالق من خلال ايفاد الانبياء بالتوالي وعدم السماح لاي فرصة من شأنها ان تعيد البشر الى اول خلقه ودمجه مع قوافل الجن العاصي قبل بث الروح في جسد آدم الشريف ، وانحدر الصراع الطائفي حتى ظهور خاتم الانبياء رسولنا الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) حيث لم تكُ هنالك أي عراقيل تعمل على تشتيت صف البشر، ومن اشهر ما وثقه الرسول الكريم من دعوى صادقة ونقية لتراص صفوف البشر  هي المباهلة التي استطاع من خلالها  ان يضع حداً وان يرمي الحجة على خصومه المتعصبين وتفويض الأمر لهم على حمل وزر نتائج ما يرمون اليه من اعتقادات مغايرة تجر من تلاها  الى الهلاك ، ولم يصل الحال بذلك التحدي الى طرح شهداء واتراع سناء المعركة بالدماء بل جرى الحال على اكمل وجه ونال البشر فرصة كبيرة في حقن الدماء والعيش بنعيم في مهد آدم .

يعتبر مبدأ الطافية خطة بديلة لنيل المراد واذا اقترن بالسياسة  فمن البديهي ان يكون صاحب الفكرة مجرد من أي اتفاقيات او بنود تحفزه على ارتداء ثوب الدين او مذهب معين اطلاقا بل هو اكتناز فرصة ثمينة لولادة جوقة من المهجنين تصنع من خلالها مجموع افكار قد تأخذ مسمى الــ عصبية كما اشار اليها ابن خلدون ، وينال صاحب تلك الفكرة مناله ، ومن المحتمل ان يعود البلد الى القرون الوسطى واعادة سيناريو الاحداث الاوربية بين الأرثوذكس والكاثوليك ، اذا ما جلس القائمون على شؤون الدولة على طاولة واحدة وحل النزاع فيما بينهم.

العجيب في الإسلام  انه لم يلتزم بما أفصح عنه القرآن الكريم وبنص الآية المباركة (  إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) هذه الآية هي دليل على المؤاخاة التي وثقها الله من خلال نبيه الكريم (ص) فمن أين جاء أولئك الذين يسعون الى التلاعب بدين الله وطمر اجساد الابرياء لنيل الرفعة السموّ ومشاهدة صراعات الشعب من اجل شيء عزف الساسة عن الافصاح به الا وهو الحكم والكرسي الملعون الذي جعل من ربيب اسرائيل (هدام) ان يهجر حتى الجرذان من موئلها كي يستوطن فيها ، وقد انتشل كما الجرو الصغير بأيدي صانعيه!.

فليكن سيد البلغاء علي ابن ابي طالب (عليه السلام) مرجعاً لكل الامم والذي زقه رسول الله محمد (ص) بأسمى آيات البلاغة وعلمه الحكمة والموعظة ما لم ينله احداً سوى ذريته الطاهرة ، وعلي (ع) كان القائد والحاكم والزاهد والعابد والفقير والمناصر وذال الطغاة،  وكل صفات العلى تبلورت  في شخصه الكريم وقد خط الدولة وأسس لها مسالك تسير عليها الأمة الإسلامية وهو غني عن التعريف ولا استطيع سرد جزءٍ بسيط من حلمه وعلمه في هذا المقال بل ارتأيت ان يحذوا  الساسة حذوا نبينا الخاتم ووصيه الكريم في إدارة شؤون الدولة وإعادة النظر في الدساتير المنيرة التي خطها الله تبارك وتعالى ونطق بها من خلال الـّسِنة أنبيائه وأوليائه ،كما و يتوجب علينا الحفاظ على صورة العراق التي رسخت في أذهان  العالم اجمع بانه بلد الأنبياء،  مترع بالحب والتفاني والإخلاص، حتى قيام الآزفة ، ولنطرد آفات الكفر من العرب والأجانب ممن يحاولوا تقسيم البلد وفرض أفكارهم الغبية وتجربتها على أرضنا البكر.    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/13



كتابة تعليق لموضوع : المهاترات السياسية... خطوة نحو الطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net