التيار الصدري الهروب الى الامام !!!
سليمان الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سليمان الخفاجي

من الممكن ان نقرا مواقف الكتل السياسية واتجاهاتها من كيفية تعاملها مع الازمة السياسية بصورة عامة وما وصلت اليه في هذه الايام أي عندما اختار مولدي الازمة وروادها النزول الى الشارع او بالأحرى عسكرة الشارع وزيادة التشنج ووضع البلاد في مفترق طرق خاصة ما حملته تظاهرات الصحراء في الانبار من شعارات طائفية ومواقف متشددة ابتعدت فيه عن كل تعقل ووجهة الازمة نحو اللاعودة الا ان يكون ما حدث هو لعب فاذا كان كذلك فهو لعب بالنار 0 ومن اول هذه الكتل السياسية او التيارات هو التيار الصدري فله مزاج غريب في خوض الازمة فهو مع الحكومة وضدها هو في الحكومة ومعارض وناقد لها هو مع سحب الثقة عن رئيس الوزراء ومن الذين اوصلوه للحكومة السيد مقتدى مع المتظاهرين مع انه من اكثر المتشددين في الخطاب المذهبي هو مع العفو وضد القتلة والمجرمين هو مع المتظاهرين الذين طالبوا بالغاء قانون المساءلة والعدالة وهم من يتراس هيئة المساءلة والعدالة او هم رئيس اللجنة النيابية المسؤولة عن تطبيق هذا القانون فهو مع وهو ضد ....ومع كل هذا التناقض بقى التيار الصدري في هذه الازدواجية وبهذا المزاج الحاد وبهذا الانفصام في شخصية الجمهور الصدري بين ما يتكلمون به وما يؤمنون به وما يتوجه به ويتعامل به زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدروكتلة الاحرار فمع انطلاق تظاهرات الصحراء وما ظهر منها دخل التيار الصدري في اطار التاييد لها وفي دعمها الى ان دخل عزت الدوري والبعث ودول الطائفية ورائحة البترول وبدأ الحديث يتجه نحو امور ومراحل وسيناريوهات معدة سلفا بات امر التيار الصدري اكثر حراجة تحول الى عتب ثم الى نقد ثم الى توبيخ ثم الى تهجم وانتقاص ولا يريد التيار الصدري ان يتحول الى اشياء اخرى فما جرى خلال الايام الماضية من تناوش وتقاطع بين دولة القانون والاحرار لم يكن الا واجهة وما ظهر على السطح اما ما كان في الشارع فهو اكثر بكثير خاصة وان الشارع وجماهير التيار الصدري باتت اكثر تهديدا مما يجري وما يصرح به من خلال ما ظهر من شعارات في طيات وبين سطور تظاهرات الانبار وسامراء والموصل وما تظهره قنوات الاعلام الاصفر وكيف تعاملت الفضائيات الطائفية صاحبة الخطاب الماجور والمدفوع الثمن من استهداف الشيعة والنيل من اتباع ال البيت عليهم السلام ولا اعتقد بان التيار الصدري يستطيع ان ينفي او يتبرا او يميز نفسه او يعزل نفسه عن الشيعة او عدم الانتماء لمدرسة ال البيت(بعيون هؤلاء الطائفيون وعقوهم ) فلن يجدي نفعا لن يقنع أي احد من الذين ينادون بدم وارواح الشيعة مهما ادعى ومهما اقترب وان صلى وراءهم وان مال اليهم وان دعمهم وان ايدهم والتجربة خير برهان 000 بعد كل هذا التوضيح وكل هذا التقديم كان لابد من خطوة تعيد ترتيب اوراق التيار الصدري وتحشيد الجماهير وسوف بكون متناقضا جدا لو دخل بتظاهرات على الخط الذي اتجه له رئيس الوزراء المالكي في الايام السابقة فكان لابد ان يتقدم خطوة او ان يهرب الى الامام فدعى السيد مقتدى الصدر انصاره الى تظاهرة من اجل دعم اتباع ال البيت في باكستان (كويتا في باكستان)والتي تعرضت الى هجوم بالاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في الخميس الماضي وندد الصدر بالطائفية والطائفيين الذين قاموا بهذه الجريمة كما طالب انصاره بان يكونوا بعيدين عن الطائفية وبعيدين عن التحزب وان لايكونوا فئويين وان يعدوا للتظاهرة يوم الجمعة القادم فهل هي اعادة للتحشيد ام هو الهروب الى الامام ومن الذي سيضمن شعارات التظاهرة خاصة وان الصدر طالب بان تكون مليونية .اعتقد بانه اعادة ترتيب للاوراق وهو هروب الى الامام وتقدم خطوة الى الامام فمن غير مقدمات هي تظاهرة بعيدا عن الحدود العراقية لكنها داخل الاطار العراقي بعيدة عن الطائفية لكنها في معمعة الطائفية فلماذا كل هذا الف والدوران ولماذا هذا الابتعاد ولماذا هذه الازدواجية والارباك ايها التيار الصدري 0000كونوا واضحين ولو مرة واحدة نتمنى ان يستفيد جماهير التيار الصدري من هذا الدرس الصعب والاختبار القاسي وان يكونوا قد استوعبوا النتائج وما يجري على الارض بشكل واضح ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat