صفحة الكاتب : عباس فاضل العزاوي

الصقيع يغمر الدنيا بأسرها...شمس الخريف بارده ,, خنقتها غيوم رماديه كئيبة الظلام يبتلع كل شئ في وضح النهار , وقد تقطعت اسلاك الكهرباء

الجمود يسيطر على الازقه والحدائق والجبال...هدير عاصفة مجنونه يسمع من بعيد

وصيحات مزعجه تنطلق من كل زاويه

تهدمت المنازل فوق رؤؤس ساكنيها,

ورغم ذلك يبقى صرير أبوابها الاخرس واضحاً وسط السكون

وانا وحدي

 اسير في الشوارع المقفره العتمه...أتساءل:: كيف وصلت الى هذه الارض ؟

ما الذي افعله بين تلك الانقاض؟

الى اين اذهب؟

كيف اضعت طريقي الى مينائك؟

كيف اختفت عن عيني قامتك الهيفاء انا مازلت بشوق لرؤية وجهك البرونزي الناطق بالانوثة ؟

انا مازلت بشوق لسماع صوتك الهادئ الذي كانت نبراته الدافئه تحييني

ألم تستطيعي ان ترجيئي الرحيل؟

ألم تعرفي اني احتاج اليك اكثر من أي شئ اخر في الدنيا؟

الم تستطيعي ان تنتظري قليلا , حتى تتاكدي انني اتيت لاكتب عنواناً

 

حبيبتي سعاد::

او صديقتي...وهذه الكلمات انت التي تريدين سماعها لا انا

 

لا تكتئبي

أن تساؤلاتي ليست شكا..اني اعرف..اني افهم كما تعرفين انك كنت اليقين الوحيد في حياتي

انا لا اعتب عليك , فانت تكرهين كلمات العتاب

لاني ما زلت اذكر كيف نظرت الى ساعة يدك يوم وصلت متاخرا خمس دقائق عن موعد اللقاء,وقلت لي

-انها الرابعه والخمس دقائق

وكذلك اذكر عباراتك الملتهبه في رسائلك الثكلى حين تقولين لي بان الايام امست ثقيله كانقطاع التيار الكهربائي...الم تتذكري بعد؟؟

كنت احب كبريائك...صلابتك...تفهمك العميق لحالتي الغريبه...وجودك في حياتي كان ضروري

كان شيئا ربما احسد نفسي عليه !! ولذلك افهم معنى ان اخسرك

كنت احب ان اشعر بك ملكاً لي وسط الزحام

كان حولك دائما ناس كثيرون ورجال وسيمون

ورغم ذلك بقيت انا وحدي اقرب البشر اليك,

وفي احيان كثيره تتسمر عيناك على وجهي بين لحظه واخرى, فاحس بنظراتك الحنونه تحرق ملامحي

معك وحدك تعلمت ان اعيش الدقيقه الحاضره

من أجلك تعلمت ان لا اخشى السعاده...ان اؤمن بغدي

ان احب الحياة...السعادة اليوم لم  تغد الا ذكرى يا عزيزتي

احضنها في قلبي وانا اسير وحدي في طريقي المظلم الوعر

ولا شئ حولي غير الصقيع والخراب

ومأتم خرساء تلوح لي من كل جانب

لذلك سوف لن استرخي حتى ولا ساعة القيلوله

ها انذا يا حبيبتي... انا المقاتل في هذه المدينه

زلزال شوه وجه مدينتي يوم رحيلك عنها...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس فاضل العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/11



كتابة تعليق لموضوع : المخاض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net