صفحة الكاتب : بشرى الهلالي

شمعة أخرى .. بانتظارك
بشرى الهلالي

تثاءبت الشمعة بانتظار غفوتها عند الثانية عشرة، تململت باقة ورد يتيمة في زهرية منسية .. بين الدقائق المتراقصة ، وفي تلك الدقيقة الفاصلة بين عمرين ، احتفلت ذكرياتي بجنون لتضرب بقسوة كل خلايا السكون.

...هل أطفئ شمعتي ثانية دونك؟ لم شحّت أيام السنة الماضية.. فلم تمطر حضورك!  كيف طوت صحاري الصبر أحلام الفجريات التي أجهضت شمسا بعد أخرى خشية ان يولد يومها بلا وعد.

... ليلة حبلت بك شمعة السنة الماضية، أنجبتك احلامي فكنت وهما.. سرابا خادعا محشورا في بدلة سوداء وصوتا لايجرؤ على سماع صداه.

... ما الحلم الا وهم نصنعه في نهارات خيباتنا لنكون قادرين على اجتراع ليل بلا هواجس، نحلم لنطارد سرابا يتلاشى، وكلما اقتربنا منه لا يتبقى منه الا افقا باهت اللون.

... صرخات المحتفلين تكاد تفجر شاشة التلفاز، وعقارب الساعة صارت تضرب بقوة اكبر كأنها تستعجل نهاية سنة من عمر تشابهت تواريخه، لم يتبق الكثير.. بضعة دقائق..

... لأطفأ شمعتي قبل الثانية عشرة لعلّي استبق العالم الى احلام العام الجديد..

عدنا ثانية للاحلام!  أليست أضغاث اوهام؟ لأطفئ الشمعة واغفو فيشطب تاريخي القادم اسمك حتى من حواشي الايام..

جرس الباب! ممكن أن!..

..هل يعقل انه جاء؟ وفى موعده في الدقائق الاخيرة قبل أن.. أظنني أتوهم..

الجرس ثانية! لكنه لم يتصل.. كيف عرف.. وكيف.. هل سيراني بمظهري هذا؟

 لم استعد.. كان حلما.. لم أتصور يوما انه سيأتي..

الجرس ثالثة.. يالهي.. ماذا افعل؟.. المرآ، أية مرآة.. قد يرحل ان تأخرت.. سيظن اني خارج الدار..

لأستقبله كما أنا.. ليراني كما أنا علّه يدرك اي جرح هو الغياب.. ليرى أخاديد الجفاف في صحراء الوجه.. سيعاتبه بريق خبا في عيني، ورجاء تيبس على شفتي..

الجرس.. يرن في رأسي.. مابي؟

 لو تحملني قدماي فقط الى الباب لأرى وجهه.. حتى لوهويت أرضا، فستدق الساعة الثانية عشرة على ايقاع كلماته وستتوهج ابتسامته العابا نارية..

الباب..يطرق الباب.. يأس من الجرس.. تأخرت عليه.. يقرعها بقوة.. قلبه دليله.. يعلم اني هنا بانتظاره..

لأفتح بسرعة قبل أن..

..........................

- لست هو

- بل انا هو.. علاوي ياخالة.. ما بالك ياخالة.. أمي قلقت عليك فأرسلتني لاقول لك ان بيتك مظلم.. هل نسيت ككل مرة.. هل....

- نعم.. لا.. أنا بخير.. لكني كنت انتظره هو..

- انا ايضا كنت انتظره ياخالة.. يقولون انه يأتي محملا بالهدايا لاطفال الفقراء في منتصف الليل.. لكن والدي يقول ان بابا نؤيل وهم! ألن يأتي ياخالة.. هل هو وهم حقا؟

...كل الغائبين وهم يابني.......

Alhelali_bu@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/10



كتابة تعليق لموضوع : شمعة أخرى .. بانتظارك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net