الى رئيس الوزراء نوري المالكي: إمشِ وراء مبكيكَ
القاضي منير حداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رسالة الامام علي (ع) الى احد ولاته: "قل شاكروك وكثر شاكوك؛ فاما اعتدلت او اعتزلت" تتكامل مع حكمة الخليفة ابو بكر الصديق (رض): إن اعتبرنا نجونا وإن اغتررنا هلكنا، وكلاهما يستظلان بخيمة الرسول (ص): رحم الله من اتعظ بغيره، تضافرا مع حديثه الشريف: "رحم الله من اهداني أخطائي".
مستحضرا نصيحة سبق ان قدمتها لرئيس الوزراء نوري المالكي، في رسالة حملت عنوان (الاعتداء على صورة الله في خلقه
لا شيعة بعد رافع العيساوي) يوم توقيف عشرة من حماية وزير المالية د. رافع العيساوي، في ظروف دراماتيكية، شملت مائة وخمسين فردا، تخبط خلال تنفيذ العملية افراد انعطفوا بالحدث عن مساراته القضائية، الى جوانب طائفية وسياسية، شكلت القشة التي يتمسك بها الغريق.
فكل ما تلى، لم يفلح في محو ما حدث، كما يقول المثل: "لا اين بعد العين".
فرب خطأ يقع فيه الطبيب المداوي، يؤدي الى عواقب اسوأ من المرض ذاته، ومصائر المجتمعات والدول لا تتحمل تخبطات اجرائية اثناء تنفيذ قرارات هي ذاتها غير مدروسة ستراتيجيا اثناء التنفيذ.
النصيحة قدمتها للمالكي، انطلاقا من ود (كان) يشدني اليه، وما زال من جانبي (!؟) قائما؛ باعتبار ما يرتبط بشخصه، من مصير الشعب العراقي، كاملا.. شيعةً وسنةً وعرباً وكرداً ومسيحيين وتركمانَ وصابئةً وأيزيديةً.
بيت القصيد في الرسالة التي نشرت على مواقع الكترونية وصحف ورقية عدة، هو:
(استشعر حيرة الانبياء، تدور حول رئيس الوزراء نوري المالكي وهو مطالب باتخاذ موقف فوري من دون اطالة تفكير؛ لان الموقف يحسب باللحظات واجزاء الثواني، ازاء تهمة موجهة لعناصر حماية وزير المالية د. رافع العيساوي.
انه اجراء يفتح بوابة جديدة من بوابات جهنم، وهي كثيرة، تصب حممها على خريطة العراق، من دون شعوب العالم اجمع.. ابقوها مقفلة، خيرا للشعب وأجدى لكم في سورة الحكم التي تدور بين دجلة والفرات.
لكن امر الناس مرهون بالمالكي، اختباراً آخر نتمنى للحكومة نجاحا فيه وسط اخفاقات بنائية أساءت لقدر العراق، منذ 9 نيسان 2003.
صيادو المياه العكرة، بانتظار قدحة زناد كي يؤججوا القتال الطائفي الوشيك، الذي تظن الحكومة نفسها وأدته!
ما يجعلني اتوخى غض الطرف، تريثا، عما يمكن غض الطرف عنه تريثا، من دون الاضرار بالعراقيين وسفك دمائهم سفحا للحياة،...، تريث يتوافق مع الوضع الاقليمي المشحون بقضايا عالقة، احالت المنطقة الى شماعة اخطاء، كمشبك ثياب للمومسات، في ملهى الشرق الاوسط.
متسننون، ليسوا من سنة محمد الاطهار بشيء، يحاولون ان يعرقوا لحم العراق عن عظمه بدعاوى طائفية لا وجود لها في الواقع، وتشكيلات شيعية مهووسة بالمال والسطوة، تنصب نفسها ولية على امر الناس من دون ولاية، ترتبط بشبكة علاقات مريبة مع تنظيمات علمانية لا يقلقها من العراق سوى حنفية الدولارات التي تصب في ارصدتها خارج العراق).
بعثت تلك الرسالة، في حينها، الى المالكي تحاشيا لما بلغناه الان، من تفتيق لجراح الشيعة قبل السنة، والتركمان قبل الكرد، حتى بات انين الشيعة يطرق ابواب عرش الله اكثر من سواهم، بل خطباء الفلوجة وتكريت وسامراء والموصل، يواسون ابناء جلدتهم، بما تعانيه النجف وكربلاء والبصرة العمارة، مذكرينهم، بان هذه المحافظات التي تعد شيعية، لم تحظ الا باسوأ مما تحظ به المحافظات المحسوبة على أهل السنة.
والأئمة مشكورون على تذكير الناس بان القضية ليست بين الشيعة والسنة، انما بين شعب مظلوم وحكومة...
قلنا لا تفتح ابواب جهنم، حين رأيناك، تزيت (الكيلون) وتدس المفتاح؛ في المنفذ الذي مر منه طارق الهاشمي الى رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي العالمي، متحولا، هو العيساوي الى رمزين من ابطال العالم السني، يقرنان بابطال الارمن، ايام الجبروت العثماني، وابطال الهولوكوست اوان جار هتلر على اليهود.
وهذا ما يحاول أئمة السنة حث المؤمنين على تحاشيه؛ لأن العراقيين كلهم مهملون من دون خدمات، منذ 9 نيسان 2003 واموالهم تصب في الحسابات الشخصية لبضعة افراد، مثلما العراقيون كلهم مظلومون، في عهد الطاغية المقبور صدام حسين، ومن يعذبون المعتقلين الشيعة والكرد والسنة في مديريات الامن العامة، هم شيعة وكرد وسنة، على حد سواء.
لم اهدِ ثواب النصيحة للمالكي لأنه مخطئ، قدر ما الفت عنايته، الى من هم حوله، أسألهم الدعاء، بحفظ بيضة العراق، من خلال حسن تقويم اجراءات الدولة، المرتبطة بالتشكيلة الوزراية، الى ان تنتهي الفترة الانتخابية، التي تشكل عقدا مؤقتا، بين الشعب والمالكي، حسب فلسفة جان جاك روسو، في كتابه (العقد الاجتماعي) الذي اسس للثورة الفرنسية، وهي تنطلق من سجن الباستيل العام 1789.
ان شاء الله يفلح رئيس الوزراء بتهدئة موجة الاعتصامات التي سادت العراق الان، ظاهرا وباطنا، من قبل الشيعة والسنة وسواهما، إزاء جور الاهمال والفساد وغياب الخدمات، لتكون ثورة سلمية بالنهوض الحضاري.. اقتصادا ومعيشة وخدمات وامنا وكل جوانب الحياة.
وإن جان هذا الحجي.. مني تحطه ع الرف
ظليت أنة وياك ما بين ارض وسما
كما قال الشاعر حاج زاير رحمه الله.