الحسين عليه السلام شهيد الانتخابات ؟!
علي العبودي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يبقى الا القليل لينطلق مارثون المنافسة بين المكونات السياسية ليحدد من خلالها الشعب العراقي خيارته من خلال التصويت وفق الأليات المتبعة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات , بعدما أصبح الجميع امام قناعه لا يمكن التغاضي عنها ان صندوق الاقتراع هو الفيصل بين الاطراف المتنافسة ولا غيره لارتفاع الصوت هنا وهناك لغرض لي الاذرع القومية والحزبية والطائفية .
طالما نحن نعيش هذه الايام في رحاب الحسين عليه السلام وذكرى أربعينيته لا ينبغي ان تمر علينا هذه الايام مرور الكرام , ونحن نردد على مر العصور كل أرضا\" كربلاء وكل يوما\" عاشوراء دون ان نستلهم الدروس والعبر الكثيرة وانا القاصر في تطبيقها ليشاركني العوام ممن رفعوا الراية البيضاء لا للسلام وانما للاستسلام والتاريخ حافل لنا بالمواقف التي يدنى لها الجبين الانساني , اما الخواص الذين ساروا على نهج الحسين عليه السلام .. الذين يمثلون الرقم الاصعب على الرغم من قلة العدة والعدد وهذا ما لمسناه في ظل اللانظام الدكتاتوري الذي حكم العراق بالظلم والجور في حقبه مظلمه من تاريخه , فالدرس الاول الذي رسمه امامنا الحسين عليه السلام لتحديد طريق الصلاح والفلاح عن طريق كلمة الفصل الا وهي الانتخاب , الذي من خلاله نعرف قيمة الصوت ,ولمن يعطى وما الاثار التي يترتب عليها الموقف , فعندما أعلن أبي الاحرار لسلطة الجور والكفر عندما أردوا البيعة , التي تعني الامضاء الشرعي للحاكم الفاجر فكان الجواب الذي كلفه حياته وأهل بيته وصحبه المنتجين ( مثلي لا يبايع مثلك ) , من هنا يأتي التكليف بوجوب الانتخابات وقيمة الصوت التي يعبر عنه سماحة المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني دام الله وجوده وهو يقول صوتك من ذهب بل أغلى منه .
فعند التوجه لصندوق الاقتراع يجب ان نتجرد عن معيار القومية والحزبية والطائفية ناهيك عن القرابة والعلاقات ,ما لم تكن النزاهة والكفاءة أضافة للأنفاس المؤتمنة لحفظ الدين والمصالح العليا للبلد ,والتي من اهم صفات أتباعها , السامعين الطائعين لرغبات المرجعية الدينية الرشيدة في السراء والضراء ؟ وهذه الاشارات الطيبة ليس من الصعب البحث عن شخوصها كمعيار للاختيار , عندها نقول للبعض من رجال السلطة لا رجال الدولة الذين يأخذون البلد الى النفق المظلم والعودة به الى المربع الاول بعد كل الدماء التي أريقت قرباننا\" لمشروعنا السياسي .. أنكم خارج دائرة القرار السياسي وهذه ردة الفعل , للفعل الغير مرحب به الذي يصدر من بعض الجهات السياسية الذين أنستهم حلاوة السلطة والجاه جذورهم وانتمائهم المبدئي ؟ فعندما لا يملك الناخب رؤيه صحيحه عن الواقع السياسي وأهمية صوته وأثر نتائج الانتخابات في حياته فالثمار المتوقعة لهذا الحق الشخصي قبل ان أنعته بالشرعي تكون في غير محلها , لتفرز خيارات ونهج منحرف لسنوات قادمه بعيده عن هموم الوطن والمواطن وعندها تتلاشى أطروحة الدولة العصرية العادلة .... فرهاننا الوعي بعد تفشي ظاهرة الفساد الاداري والمالي والفوضى الأمنية والتلكؤ في تقديم الخدمات العامة والتراجع في جميع القطاعات الصناعية والزراعية والصحية ... الخ وبميزانيات ضخمه دون نتائج ملموسه على الارض .
فالمسؤولية التي تقع على عاتق الناخب كبيره جدا\" تحتم عليه ان يكون على قدر عالي من المسؤولية منها التشخيص بين الابيض والاسود وكما ذكر في اعلاه , ولغرض الوصول لأعلى درجات الوعي أنصح بقراءة البرنامج السياسي الهادف للجهة التي سأصوت لها , والابتعاد عن الجهات التي تتبنى البرامج ذات الطابع الدعائي وخير مثال لذلك ما حصل لأحد المرشحين في مجلس النواب السابق الذي كلف المسؤول الاول للحملة الانتخابية لبوش وكيري لتوفير الدعاية له دون ان يحصل على ربع مقعد ؟ فالشعارات في وادي وما يجري على الارض في وادي أخر والتجربة أكبر برهان كما يقال , اما الدعاية الانتخابية فقد تعطي انطباعا\" حسنا\" للجهات التي تراعي الذوق العام والخاص .
تمنياتي ان تمضي التجربة بنجاح , لنستذكر سيد الشهداء عند التصويت ونقول كلا للمفسدين في المال العام , وكلا للذين يتاجرون في آمن البلد , وكلا لتسهيل خروج القتلة والفجرة عبر مؤسسات الدولة الأمنية وكلا للجهات التي ترتفع أيديها بحجب البطاقة التموينية وحرمان عموم الشعب العراقي من هذا النزر القليل , وكلا للذين يأخذوا دورا\" أكبر من حجمهم الطبيعي ليتمددوا على حقوق غيرهم , وكلا للجهات التي تفتعل الازمات والتي يرجى منها رصيد انتخابي أعمى عادة يكون جمهورها من يردد عبارة (بالروح بالدم نفديك ياهو الجان ),وكلا للجهات التي تعطل المبادرات المنتجة والمشاريع والقوانين التي تهم الوطن والمواطن , ولهذه الاماني والآمال عوائق قد تؤثر سلبا\" في مجريات العملية الانتخابية التي نتمنى لها ان تعالج الشكوك والظنون الغير سليمه بإدخالها أدوات أكثر تطورا\" لحفظ الحقوق للجميع خوفا\" من التزوير للجهات المتسلطة والمنتشر جمهورها حسب الرقعة الجغرافية والله من وراء القصد .
المهندس علي العبودي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي العبودي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat