صفحة الكاتب : كريم السيد

الحاجات العامة في سلة الناخب العراقي مدينة قلعة سكر انموذجا
كريم السيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لتحقيق غايات جماعية لابد من تضافر الجهود بانبثاق اشخاص منتخبين يسعون لتحقيق تلك الغايات, والنظام الديمقراطي كفيل بتحقيق تلك المطالب الشعبيه التي يسعون لتحقيقها ومن رحم الديمقراطيه تولد مطالب الشعوب عن طريق الصندوق الانتخابي الذي يعد حجر الزاوية لتلك العملية, وعلية فأن عملية انتقاء المرشحين لابد وان تركن لمعيار مهم وهو تحقيق المنفعة وإشباع الحاجة,اشباع الحاجات وتحقيق الغايات هو ما سيجعل المرشحون يتسابقون  لبيان برامجهم الانتخابية وعرضها على الناخبين برؤيتهم وادواتهم التي تمكنهم من تحقيقها وهو تنافس مشروع تحت سقف الديمقراطيه التي كفلها الدستور العراقي لمواطنيه.

الانموذج الذي انتقيناه يمثل مدينة رونقها عراقيا, هويتها جنوبيه, تغفو على نسائم غراف دجله الخير, عريقة بعراقة نهرها الذي يُسير الحياة فيها (نهر الغرّاف), يصفها احد الروائيين بأنها اكبر من ناحية واصغر من قضاء, انها مدينة قلعة سكر في محافظة ذي قار. تأسست مدينة قلعة سكر عام 1863 وكانت تعرف (بقضاء قلعة سكر) لغاية عام 1928 بعد تحويلها الى ناحية على اثر خلافات عشائرية تحولت بموجبها ناحية الكرادي (قضاء الرفاعي حاليا) الى مسمى القضاء فأصبحت قلعة سكر ناحية اذ تصنف على انها اكبر النواحي في العراق بحسب موقع (ويكيديبيا) ولهذه المدينة تنوع اجتماعي وحضاري خالط بيئتها الجنوبية الريفية ببيئة حضارية ثقافيه بألوان الطيف العراقي اذ جمعت بين ثناياها معالم الريف والمدينة, وتنوع طيفها بين الاسلاميين والليبراليين وغيرهم وتجانس عرقها بين عرب واكراد, اما عدد سكانها فيُعتقد انه يتجاوز المائة الف نسمة يحسب الموقع المذكور.

هذه المدينه التي انجبت شخصيات ورموز دينيه وثقافيه وسياسيه وأدبيه لم تحض (شأنها شأن مدن العراق الاخرى) بعديد مقومات الحياة في زمن النظام السابق اذ كانت تعاني من حرمان الخدمات الاساسيه والمرافق العامة الضرورية نظرا لكونها ناحية من جهة, وطبيعة تعامل السلطة مع هكذا مدن سياسيا آنذاك من جهة أخرى, ولذا فأنها كانت من أوائل المدن المتطلعة لإنشاء المرافق العامة في العراق الجديد وخصوصا انشاء مستشفى في المدينه والتي اقرب مستشفى عام يتطلب الوصول الية (100 كيلو متر شمالا) جهة مستشفى الزهراء التعليمي في الكوت و(120 كيلو متر جنوبا) جهة مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية التي تتبعها الناحية اداريا, ولذا بات على المرضى والمراجعين مراجعة تلك المستشفيات والتي يتطلب الانتقال اليها الوقت والمال ناهيك عن خطورة حالة المرضى عند نقله وخصوصا في الاوقات الحرجه والطارئة التي تتطلب اسعافا سريعا, فكانت المدينة تخسر الاطفال والشيوخ والنساء لمثل هذا الواقع الذي بات يقلق الاهالي ويجعل مطلب المستشفى هذا مطلبا اساسيا وحاجة ضرورية والذي نعول علية بان يكون معيارا انتخابيا لأبناء المدينه في الانتخابات المحلية والبرلمانية القادمة ليتم على اساسه اختيار المرشح الذي يمكنه من ايصال صوت تلك المدينه الى جهات صنع القرار لإنقاذها من حالتها هذه.

وبغض النظر عن الاحزاب والكيانات التي تشكل الثقل الاكبر في المدينة; ينظر اغلب المواطنين الى تحقيق هذا المطلب الانتخابي قبل النظر الى الجهة التي سيخولونها المطالبة بمطلبيها المهمين أولهما: تحويل المدينة الى قضاء بإعادتها الى مكانها الطبيعي والذي حضي بموافقة مجلس محافظة ذي قار بالتصويت عليه بعد المظاهرات المتكررة التي قام بها ابناء المدينة بانتظار مصادقة الجهات ذات الاختصاص مركزيا وثانيهما: انشاء مستشفى عام يكون هدفه وخدمته ليس للمدينة وحسب انما المناطق التي تتوسط مدينتي الناصرية والكوت كون المدينة تتوسطهما من الناحية الجغرافية.

ونقول ذلك لنضع مطالب تلك المدينة امام المرشحين القادمين لخوض غمار انتخابات مجالس المحافظات والتي بات على انطلاقها اشهر معدودة وبهذا يمكن ان نجرد الناخب من اي معيار اخر جرى الواقع على الاعتماد عليه بتحديد معايير الغايات والحاجات العامة  لا معايير الانتماء التي تجلب المكاسب السياسية الفئوية والتي غالبا ما تتمثل بشخصيات مركزية لا تقدر حاجة اي مدينة يرنو ناخبوها لصناديق الاقتراع للتصويت على من يحقق تلك الاهداف ليكون مسؤولا مسؤولية مباشرة تجاه ناخبيه وبدعم من الكوادر الشعبية والثقافية والعشائرية والدينية وخير الناس من نفع الناس, وهذا انموذج بسيط يمكن تعميمه في  عموم مدن العراق وفقا لما تحتاج وتصبو اليه من العملية الديمقراطيه التي خطت بألوان الدم لتتحول الى رونقها البنفسجي وبارك الله بالعراق ارضا وشعبا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم السيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/22



كتابة تعليق لموضوع : الحاجات العامة في سلة الناخب العراقي مدينة قلعة سكر انموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net