شراء الذمم بملايين الدولارات استعدادا للانتخابات
فراس الغضبان الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فراس الغضبان الحمداني

بدأت في وقت مبكر استعدادات نشيطة لبعض الشخصيات للتهيئة لانتخابات المحافظات والبرلمان المقبلة بالاستعانة بملايين الدولارات الأمريكية والخليجية في محاولة لتغيير الخارطة السياسية في العراق إرضاء للعم سام وال سعود وال ثاني وارودكان وبارزان .
وهذا الكلام ليس ادعاء أو أفكارا من محض الخيال وإنما هي حقائق يسمع عنها حتى الأعمى الذي لا يرى صالات ومطاعم ( الهبيط ) الكبرى في فنادق الرشيد والشيراتون والميرديان ونوادي العلوية والهندية والمطعم اللبناني وأماكن أخرى لا تحصى ولا تعد تقع خلف الكواليس وتشمل المزارع والفلل والشقق الفارهة تستعد منذ الآن لإقامة مآدب كبرى وليالي حمراء على شرف شخصيات استطاعت إن تسرق مليارات الدولارات من خلال مواقعها في السلطة أو البرلمان وتلقيها من جهات إقليمية وأجنبية أموال طائلة حيث كانت هذه الجهات تراهن على هذه الخيول المريضة للفوز في سباق الانتخابات .
والغريب في الأمر إن هذا الرهان مازال مستمرا على هذه الخيول شبه النافقة وهي على حافة الموت وخرجت من السباق قبل الشروع ولكنها مازالت تقبض وتحلم وتتوهم برئاسة الوزراء ، والآخرون أيضا من أمريكان وخليجيين مازالوا يراهنون على هذه الخيول ، وآخرون يراهنون عليهم أيضا من الذين يبحثون عن فرصة للنجومية والتظاهر والقفز على مواقع في البرلمان أو السلطة التنفيذية .
ومن يراقب هذا المهرجان سيعتقد حتما بأنه ليس لعبة ديمقراطية بل هو سيرك في الهواء الطلق أبطاله معروفون لدى الشعب العراقي بتآمرهم وتطرفهم وأسماء ليس لها كفاءة أو قدرة أو فكرة لبناء العراق الجديد ولكن سر المراهنة عليها أنهم إمعات للأجندات الخارجية التي تشعر بالخوف من نهوض قوة وطنية حقيقية تقطع الطريق على الذين فشلوا في تحقيق حلم العراقيين. وآخرون يحلمون ليس بتحقيق الحلم الجماهيري بل لتحقيق أحلام شخصيات صدقت الكذبة واعتقدت بأنهم يمتلكون القدرة والعبقرية على إنقاذ البلاد .
ولكن المأساة أن هؤلاء المتبجحين هم أكثر فسادا من الذين تشير إليهم أصابع الاتهام ولو إننا تأملنا السيرة الذاتية لهذه الشخصيات والشلل المنافقة والوصولية التي تملأ القاعات وتسير خلفهم لوجدناهم اقل شأننا من النفايات التي يطرحها عامة الناس في مجاري الصرف الصحي، وهذا هو مصدر المأساة، مليارات الدولارات في جيوب شخصيات فاشلة وموهومة يراهن الأجنبي على إن تكون بديلا يضمن دمار العراق وتحويله إلى دولة فاشلة ، خاصة بعد إن طال انتظار ظهور النخب الحقيقية لتأكيد وجودها بين الانتهازيين والمتطرفين ورافعي شعار العلمانية أو الدين .
فهل ستظهر هذه النخب قبل أن تغرق سفينة العراق بكل ما فيها من شعارات ديمقراطية كما غرقت أول مرة في عصرها الدكتاتوري ..؟ .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat