إذا ازدلفت رؤوس المارقين
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كما في البدء .. العراق سيد البلدان فكريا واجتماعيا .. بالثراء والوفاء.

تجر هذا الشيخ الكحيل ( العراق ) عربة تتخذ من المسارات ما تشعب منها وما طالت نهاياتها ..فمن الحروب واقتطاع الاصلاب وسلب الحقوق والمجاعة المقيتة الى المحاصصة وما رادفها من نزاعات للتربع على عرش القيادة وجر البلد الى ما تشتهيه الانفس .

 الهوان والعجز المشهودان يغزلان من الصلب صبرا .. والشعب ينظر باستمرار الى سيناريوهات الساسة اللا تكنوقراطيين ، وبعد ان امسك بعباءة البلد هجين من الامبرياليين نرى وسط العباءة قد تمزق وتم رقعه بالوعود والمباهلات التي تقتضي على انعاش من امتلئ صدره بقيح الصبر، تتواتر الاخبار وتتصاعد التصريحات ويحتدم لجام القاطنين في البروج المشيدة، وكل تلك الادعاءات الواهية والكلمات الزاهية ليست الا لباس ملون من شأنه ان يغشي بصيرة المواطن ليرضعه الصبر مرة اخرى ..لكن لماذا ؟.. وعلى ماذا يصبر ؟.

اذا ما قورن بلد الانبياء بلعبة الشطرنج فان الوصول الى قرارٍ صائب يعد استحالة قصية التفسير ... فلكل بلد أنظمته وكيفياته واذا تمعنا بمبدأ الشطرنج لرأينا ان الملك ذليلاً عاجزاً تؤويه الحاشية المحيطة به اذ انه لا يستطيع ان يحرك ساكناً نظراً لعدم كفاءته في معرفة اسرار وخطط الخصم ، ليس من الضروري ان ينفرد الملك بقراره دون استشارة مقربيه كما فند نبوخذ نصر فكرة الانفراد بالرأي وكان لا يتخذ قرارا الا وقد استشار مقربيه .. بيد ان الوضع العام اخذ يخط لنفسه ومع مرور الزمن مسارات  يسير عليها دون الرجوع الى الاسس المحنكة سياسية واكتناز فرص قيادة الشعب دون نشوب أي تجمهر يعتبر بمثابة وشم زخرف على ايدي صناع القرار.

الاستيطان وحسب المفهوم العام هو السيطرة بحكمة او بقوة على رقعة مجاورة او قصية ومد النفوذ فيها لدراسة المنطقة بصورة عامة واعلان الاحتلال الجزئي لها او الكلي وهذا حال الشمال مع بغداد وقد تم تحشيد قوات البيشمركة والتي قادها بدءاً  مصطفى بارزاني من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتسلم مهام التعصبية بعد وفاته وريثه الدموي مسعود البرزاني ليكمل المسيرة العظمى لإعلان دولة الكرد بلا تردد حيث حاك لمنافسيه خططاً لإستئصال الشمال من سيطرة الوسط واعلان الاستقلال الكامل.

ان فكرة الاقاليم في بلد لا يسعه النهوض ماديا ومعنوياً يعتبر زلال فتاك من شأنه ان يمحي حضارة امتدت جذورها لأقصى أصقاع الكرة الارضية وناهز عمرها ملايين السنين وهذا الدمار لا يساعد على نيل المطالب فهل يسعى الاسرائيلي التصنيع على شن مثل هكذا دمار ؟؟؟... من المؤكد ان الخطط مدروسة مسبقاً وآلية التنفيذ تحت رحمة الضغط على الزناد لكن لماذا كل هذا التأخير؟ في الامس كانت المناطق المتنازع عليها تؤيد انضمامها الى الشمال واليوم تؤيد حكومة الوسط ؟؟!! أي حنكة سياسية هذه واي وابل من اللغط ينهال على العراقيين ؟ وما قرار رئيس الوزراء في هذه المسرحية الملاغية؟ وهل لإسرائيل خطة جديدة لاستبدال رئيس الاقليم بهجين اخر لقيادة شراذم ابيه؟. 

الموضوع السابق شروان الوائلي نموذجا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat