صفحة الكاتب : الشيخ حسين الخشيمي

ودّع البزون بزون.!!
الشيخ حسين الخشيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قالوا لي انك الآن تستطيع ان تخسر خمسة عشر كيلو من وزنك الزائد خلال أسبوع واحد, فتبادر الى ذهني تلك الايام التي كنت اقضيها بالتمارين الرياضية الشاقة.. الهرولة.. والقفز.. وتناول وجبات الطعام الخفيفة, والالتزام بكل تفاصيل برنامج "الاعداد العالم" الذي كنت أتلقاه على أيدي  امهر المدربين العراقيين منذ سنوات بعيدة, ولم أتخيل أبدا إن الأمر قد أصبح في غاية السهولة, فبإمكاني الان ان استغني عن كل ذلك.! ولكن بعد ان ادفع مبلغ من المال إزاء علبة أعشاب تستطيع ان تفعل ذلك المفعول السحري بأسبوع واحد! ربما الامر حقيقي, لأننا اليوم نعيش في عصر التطور التكنولوجي وكل شيء جائز, ولكننا ايضاً لم نصل حتى الان الى عصر التطور الزراعي للأعشاب, المهم القضية الان سهلة, وتناول عشبة صغيرة خير من الحركة والركض والرجيم القاسي, وربما الأمر معقول بالنسبة للقضاء على الوزن الزائد, ولكن انا على يقين ان امر القضاء على الفساد المستشري في العراق الان أمر لا ينفع معه شيء, لا عشبة, ولا هم يزرعون.!! فمن يقوم بهذه المهمة الصعبة وكيف؟ وهل هناك "منهم" من هو بعيد عن الفساد لكي يكون الحكم والمصلِح بيننا وبينهم, يعني "فريضة" بالمصطلح العشائري؟ لا اعتقد.. لأنني أؤمن ان الامر سيكون تماما كما في المثل القائل "ودع البزون شحمة" مع احتمال ان يكون "البزون" قد تطور هو الأخرى, او روّض مسبقاً على الوفاء, وأصبح شيء من تكوينه, فيجد في اكل "الشحمة" خيانة لمودِعها, أما المسؤول فهو لا يتورع عن أكل شحوم ولحوم أبناء بلده, ولو كُشف له ستار الغيب لأكل حتى الملائكة.!!

المسؤول الزائد هو الاخر اصبح اكثر ضرراً من الشحوم الزائدة في أجسامنا, فكما يعرف الجميع ان هذه الشحوم هي سبب رئيس لأمراض عضوية كثيرة, ومدمرة لحياة الإنسان, وهو كذلك يعرف إن بقائه لن يضيف للمواطن العراقي سوى المزيد من الأمراض النفسية والعضوية, وهناك مؤشرات كثيرة تدل على ان الشعب العراقي وبعد التضخم الذي حصل في عدد المسؤولين العراقيين؛ أصبح يعد من اكثر الشعوب عرضة للإصابة بمرضي السكري وضغط الدم, حتى أن المصاب بهما لديه من الخبرة ما يغنيه عن الطبيب المختص, فهو يتناول الأنسولين قبل وجبة الإفطار الصباحية بانتظام,  وكذلك لا يخطأ ابدا في تشخيص قياس ضغط دمه بعيداً عن استخدام أجهزة قياس الضغط, فقد فاقوا أجهزة قياس الضغط الصينية التي ربما قد تكون دخلت هي الأخرى للعراق متخفية بشحوم المسؤولين وحواشيهم.

وربما تفكرون بما افكر.!! ان نودِع المسؤول لـ "بزون" باعتباره "شحمة" ولابد من التخلص منها, ولكن القضية بحاجة الى "بزازين" كثيرة, وقد نضطر للإستعانة بروسيا, على ان تصدر لنا كمية كافية من البزازين لكي نودعها "شحماتنا" الزايدة, وعلى من نلقي عاتق هذه المهمة؟ المسؤول هو الوحيد القادر على استيراد البزازين من روسيا, وهنا ايضا لن نضمن انها ستكون بالمواصفات المطلوبة, فربما تكون هذه البزازين فاسدة, وبهذه الحالة نكون قد " ودعنا البزون بزون"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين الخشيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/14



كتابة تعليق لموضوع : ودّع البزون بزون.!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net