صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

وأخيرا قالها الشيخ القرضاوي :: ولكن بانحياز !!!!
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 (الأقلية يجب ان تخضع للأغلبية) قالها في محور خطبته ليوم الجمعة 7/12/2012 حيث تناول تطورات الوضع في جمهورية مصر العربية وما آلت اليه الاحداث من تظاهرات واحتجاجات على حزب الاخوان المسلمين الذي يحكم مصر حاليا ، نلاحظ في الخطاب التودد الكبير الذي يوجهه الى عامة الناس في الشارع المصري قائلا ان المجتمع المصري ووحدته يضربون به المثل من الألفة والتواد والتراحم مستغربا تلك الهوة بين المسلمين والمسيحيين قائلا كلنا أهل كتاب متسائلا ؟ فما هذه الخلافات التي تحصل اليوم بين ابناء المجتمع... الى هنا تنتهى مقدمة حديث القرضاوي وهذا ما لا غبار عليه ان يتمناه للشعب المصري ونحن ايضا اكثر منه حرصا على ان يكون ابناء مصر يدا واحدة ولا يتركوا ثغرة للتلاعب بهم من قبل بعض الجهات ولكنه جعلني أزداد تعجبا من هذا الحرص الكبير الذي لم يكن مثله في تعامله مع الشعب العراقي حينما سقط النظام البعثي ومعه الطاغية الديكتاتور صدام وهنا سأشير الى شيء من المقارنة في حديثه الذي يعود بنا الى الوراء بعد العام 2003 وما حصل في العراق فكيف كان دوره هو يتناول الشأن العراقي من كل جوانبه .
1- يقول لشعب مصر ان الاقلية يجب ان تخضع للأغلبية وفقا للدستور والنظام البرلماني لكنه لم يقل ذلك عندما علق على الدستور العراقي بل قال عن الاغلبية مشككا بهم وبأغلبيتهم واعتبر ذلك افتراء بل وضع الاقلية موقع الاصلاء في البلد(ونحن نعتز بهم وهم أصلاء واخواننا) معتبرا اياهم  هم الاغلبية لكونه يرى الجانب الاخر بأنهم دخلاء من بلاد الصفويين أليس كذلك؟ وخطب الجمعة من على هذا المنبر القطري نفسه شاهد حقيقي على ما قيل من الاتهامات المتكررة بأن الحكومة العراقية تنسق وتعمل مع طهران على طول الخط وهو ما نقلته الى العالم قناتهم القطرية المعروفة بتوجهاتها قناة الجزيرة . 
2- قال أيها المصريون كلنا ابناء بلد واحد نصارى ومسلمين ولا بد ان نتحاب بيننا من اجل مصر والحفاظ عليها وهذا كلام جميل تفوح منه رائحة السلام لكنه في نفس الوقت ازدواجية واضحة لكونه لم يخاطب ابناء العراق بعد التغيير بأنه بلد واحد ولا بد من الوحدة بل كانت آرائه تضع الناس في حيرة من امرهم فتختلط عندهم الامور وهذا في طبيعته يحرق الاخضر واليابس وهو ما استغلته الوحوش الكاسرة من القاعدة وغيرهم لايقاع القتل بأبناء العراق. 
3- اعتبر النصارى ومسلمي مصر كلهم اهل كتاب ولا يجب القتال بينهم وهو ما اعتبره كلام الداعين الى السلام والمحبة لكنه اعتبر الشيعة في العراق متسلطين على الحكم ولا بد ان يناصفوا الاخرين بادارة البلد وهنا انعدمت صفة الاغلبية السياسية وانعدم حق الديانة والمذهب الذي لم يقر به.
4- قال ايضا مخاطبا المصريين ان هذه الاحداث لن تجعلنا نبني بلدا اذا استمر هذا التناحر بيننا مع بعضنا البعض ولكنه لم يقل ذلك للعراقيين ولم يطالبهم به بل كان يصرخ من على منبر الدوحة الجهاد الجهاد في العراق!!! اخرجوا الاحتلال!!! وما الى ذلك وحتى بعد خروج المحتل لا زال الجهاد واجبا عنده في بلاد الرافدين طالما هنالك اختلاف مع المتصدين لحكم البلد ، ولذلك هو يتفرج على العراقيين عندما بدأ يقتل بعضهم البعض الاخر ولعدة سنين ولم نسمع منه سوى بعض النصائح التي لا تعد فتوى ملزمة لإيقاف نزيف الدم .
5- أعلن عن خطاب للرئيس المصري السيد مرسي فظهر وكأنه الناطق الرسمي له مطالبا الجميع ان يستجيبوا لدعواته وهو عكس ما يحصل في العراق فرئيس الجمهورية يخطب ورئيس الوزراء يخطب لكنه كان يذهب عكس ذلك تماما فدائما يشكك في خطابات القادة العراقيين وخصوصا رئيس الوزراء بل طالما اعتبرهم من القادمين مع المحتل وشكك حتى بوطنيتهم فأين التوازن أيها المرشد الديني.
6- لقد هدد بصوت عال الداعين الى عودة النظام المصري او الترحم عليه متسائلا لماذا سمحوا لهم بالانتخابات ولابد ان تكون هناك قوانين تمنعهم من المشاركة في الحكم في حين انه لم يتحدث بذلك عن البعثيين الذين يريدون العودة وبقوة السلاح والتفجيرات الى الحكم بل استأنسوا برأيه والتقى قسما منهم في الدوحة مشجعا اياهم على الوقوف بوجه الحاكمين (والمحتلين) اليوم في العراق وكل ذلك على حساب الشعب العراقي .
7- وأخيرا اختتم خطبته عن الدستور المصري الذي كان في عهد نظام مبارك وليس في عهد ما بعد الثورة عليه قائلا يجب الخضوع والخنوع لهذا الدستور والالتزام بمبادئه عكس رأيه بالدستور العراقي الذي أقر بعد النظام الديكتاتوري وبتصويت اكثر من 70% عليه من قبل الشعب حيث اعتبره بلاء ونقمة وأنه موضوع من قبل الاحتلال ويظلم باقي مكونات ابناء العراق. 
عدد من النقاط التي اثارها القرضاوي وانا استمع الى خطبته في يوم الجمعة من على منبر الدوحة وما ادراك ما الدوحة بالنسبة الى العراق ، وجدت فيها الكثير من الغبن والتجاهل الذي مارسه فيما مضى مع أبناء العراق ومستقبلهم وحاضرهم بل وحتى ماضيهم الذي اهمل ضحاياه ولم يتكلم يوما عما عاناه الفرد العراقي تحت وطأة نظام البعث ، انا اعتقد ان التاريخ لن يتسامح مع الواعظين الذين ينكرون هموم أمة الاسلام لأن الكلمة مسؤولية قبل ان تكون ارشادية او توعوية . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/09



كتابة تعليق لموضوع : وأخيرا قالها الشيخ القرضاوي :: ولكن بانحياز !!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net