بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عنك الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهّركَم تطهيراً
صدق الله العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة أخرى نقف في كنفِ ذكرى استشهاد سبط رسول الله (ص) وريحانتهِ وسيدِ شبابِ أهلِ الجنةِ الإمامُ الحسينُ بن علي عليهما السلام, تلك الشهادةُ التي عَلْمَنَتْ الحقَ وأزاحتْ الستارَ عن الإنحرافِ, معطيةً الإنسانية كلها درساً بليغاً في معاني التضحيةِ والشجاعةِ في مواجهةِ القهر ِ والطغيانِ.
ومرة أخرى نجدُ أنفسَنا أمامَ واجبِ إدراكِ المناهلِ الرساليةِ الكبرى التي وهبها سيدُ الشهداء عليه السلام للمؤمنينَ والناسِ أجمعين.
ولعلَّ من أهمِ تلك الماهلِ, أن نتمسَّكَ بجوهرِ الإسلامِ وصفاءِ الرسالةِ المحمّديةِ وأن نربَأَ عن فِتَنِ الإنزلاقِ إلى الفُرقةِ والتشتتِ مما بثتْهُ س سلالَ أكاذيبَ مُدّوِّني التاريخِ وهرطقاتِهِم, وأنْ نسعى كحِجيجٍ إلى الحقِّ , فلنلبُث فيه دفاعاً عنهُ حتى إزهاقَ الباطل.
ومِن الحقِّ, أن نبعد شعبَنا عن اختلافاتِ الساسةِ, وأن يكون اختلافُ الرأيِ بين الساسةِ نعمةً لا نقمة, نعمةٌ لتطويرِ أداءِ المؤسساتِ لوطنية, تشريعيّةً كانت أمْ تنفيذية, أم قضائيةً أم مدنية, لا نقمةَ للبعضِ على البعضِ يصيرُ فيها إسقاطَ الآخرِ شعاراً والكبوةُ ذريعةً وتربُّصُ الأخطاءِ وسيلةً.
ومن الحق أن نربأّ بشعبنا عن نعَراتِ الأعراقِ والطوائفِ والفئاتِ والتحزّبِ الضيقِ, وأن تكون الحكمةُ مخافةَ اللهِ أولاً ومخافةَ إلحاقِ الأذى بشعبِنا ثانياً, فيد منحنا شعبنا ثقتهُ في وقتٍ تداخلتْ فيه الخنادقُ وتضببتْ الرؤيةُ, ومن واجبنا أن نردَ لهُ فضلَ صنيعهِ بأمنٍ مستتبٍّ وسلامٍ حقيقيٍّ وعيشٍ رغيدٍ وخدماتٍ مقبولةٍ ومعالجاتٍ عاجلةٍ لأزماتهِ من فقرٍ وبطالةٍ وانعدامِ ضمانٍ حقيقي.
فليس من الحقِّ أن نزعمَ باءِ عراقٍ جديدٍ في وقتٍ ما زالتْ فيهِ بعضُ مدارسُنا من طينٍ وقصَبٍ يتلقّى فيها الطلاب علومَهم على أرضٍ ترابيّةٍ رطبةٍ, وليسَ من الحقِ أن تتفشى الأمراضُ بين مواطنينا فلا يجدونَ علاجاً لها في عراقِهم الجديد, وليس من الحقِّ أن نستمرئَ مظاهرَ البطالةِ والفقرِ والتسولِ في دولةٍ تُعدُّ موازنتُها من أكبرِ موازناتِ المنطقةِ, وليس من الحقِ أن نناديَ بالويلِ والثبورِ على الفسادِ والفاسدينَ وألّا نقطعْ دابِرَهُ وألّا نُحاسِبْ المفسدينَ أمامَ الشعبِ.
وليسمن الحقِّ أيضاً أن نناديَ بعراقٍ جديدٍ في وقتٍ يسعى فيهِ البعضُ إلى تحويلِ ما مسؤولٍ عنهُ إلى إقطاعياتٍ فئويةٍ وحزبية, كما ليسَ من الحقِ أن يحاولَ البعضُ تكريسَ مفهومِ حقِ القوةِ المسلحةِ بديلاً لقوةِ الحقِ الدستوري, وليسَ من الحقِ كذلكَ إغماطُ مسؤوليةَ الدولةِ في إستكمالِ بناءِ مؤسساتِها العسكريةِ والأمنيةِ, ووضعِ العِصي أمامَ عجلاتِها في هذا الاتجاهِ وكأن ما يُبنى مخصوصٍ لجهةٍ دونَ غيرِها, دون الالتفاتِ إلى أن كلّ بوصةٍ تُبنى ستكونَ من حصةِ الدولةِ لا الحكومة, فالدولةُ ثابتةٌ والحكومةُ متحولة.
" وقُلْ إعملوا فسيرى اللهُ عملَكُم ورسولُهُ والمؤمنون."
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.hamoudi.org/arabic/news.php?action=view&id=1179
.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat