صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

سنتمتر مكعب من تراب قبر الحسين (ع)
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا يستطيع المرجفون ان ينالوا من القضية الحسينية مهما عملوا او قالوا وكما اسلفت في مقال سابق انهم تجنبوا سرد وقائع واقعة الطف ولكنهم عمدوا الى اثارة الشبهات والتاويلات لتهوين ممن قد يميل اليها من اتباعهم .
الملايين التي جاءت الى كربلاء لاحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام تابعها كل من تابع الفضائيات التي غطت هذه الشعائر ولا يمكن لهم ان يجدوا تاويل او تبرير لهذه الجموع المليونية والتي بذلت جهودا جبارة منها البدنية والفكرية والمادية والنفسية والعاطفية والتي الهبت كل اجواء كربلاء واصبحت حديث الفضائيات والشارع الاسلامي بل حتى الشارع غير الاسلامي منذ اليوم الاول الى العاشر من محرم صباحا كانت تتفاعل الشعائر الحسينية وتزداد يوما بعد يوم لتصل الى ذروتها في العاشر من محرم لتستجد شعيرة او كرامة لايعتبرها الامامية بجديدة ولكنها منحت المشاعر الجياشة باتجاه الحسين عليه السلام شحنة عاطفية ابت الدموع الا ان تنهمر بغزارة اضعاف ما كان متوقع لها .
سنتمتر مكعب من تربة قبر الامام الحسين عليه السلام وضعت داخل زجاجة على يمين الداخل الى متحف الامام الحسين عليه السلام لينظر اليها الزائر بشوق ، هذا السنتمتر احدث اعجوبة وهز المشاعر عندما انقلب الى لون احمر يواسي دم الحسين عليه السلام في الساعة العاشرة صباح العاشر من محرم اثناء قراءة المقتل في الصحن الحسيني الشريف ، تراكض الكل لكي يرى ويوثق هذا الحدث والى الساعة هنالك كاميرا منصوبة تتابع التغيرات التي تطرا عليها على مدار ( 24) ساعة ، ساعة تتناثر قطرات منها على جدار الزجاجة وساعة تظهر كلمة يا حسين وان كانت غير واضحة ولكن للمتامل بها يقراها .
هذه الكرامة ليست بحاجة لتفسير او تاويل فالعبرة منها نعلمها ولربما يقال ان من السهولة على الطرف المخالف تكذيبها ، نقول ان واقعة الطف بهذا الحجم العظيم والتي شغلت عقول ومدارس فكرية واخذت حيزا واسعا من التاريخ وهنالك من يشكك فيها فمن الطبيعي انه يشكك بهذه الكرامة .
الم يدعو الحسين عليه السلام على ابن حوزة وهو في صلب الحدث فجاءت الاجابة الفورية لدعاء الحسين عليه السلام وهلك بالنار والقوم ينظرون ماذا فعلوا ؟ هل اهتدوا ؟ كلا بل زادوا طغيانا فاذا كانت امام اعينهم المعجزة وما اهتدوا فهل يهتدون اذا ما قيل لهم ان التراب صار احمر ؟وللعلم ان المصادر الوهابية ان لم تكن كلها فجلها تذكر الاحداث والكرامات والمعاجز التي رافقت وبعد مقتل الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم .
المشكلة ليست بالمعجزة ولا بالكرامة ولا بالواقعة ولا بالحسين عليه السلام المشكلة بالرسالة المحمدية التي ارغمت انوف المتكبرين والطواغيت والتي لاتسمح لهم التلاعب بمصير المسلمين هذه الرسالة هي مشكلتهم، اليس معاوية من طلب من ابن العاص ان يلغى اسم محمد من الاذان ؟
من كتاب الموفقيات للزبير بن بكار الزبيري عن رجاله قال: قال مطرف بن المغيرة بن شعبة: وفدت مع أبي المغيرة على معاوية، وكان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية ويذكر عقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ، وسالته عن السبب فذكر حقد معاوية على بني هاشم وانه طلب منه الكف عن ملاحقة بني هاشم فقال معاوية له : إن أخا بني هاشم يُصاح به في كل يوم خمس مرات \"أشهد أن محمداً رسول الله\" فأي عمل يبقى بعد هذا لا أم لك؟ لا والله إلا دفناً دفناً! (بحار الأنوار، ج: 33 ص: 170).
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/26



كتابة تعليق لموضوع : سنتمتر مكعب من تراب قبر الحسين (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : مازن سعيد ، في 2012/11/26 .

الاستاذ سامي
قال رسول صلوات الله عليه واله وسلم وهو الذي لاينطق عن الهوى في حديثه الى ام سلمة
عن عبد الله بن وهب بن زمعة : في مستدرك الصحيحين وطبقات ابن سعد وتاريخ ابن عساكر وغيرها واللفظ للأول - قال : أخبرتني أم سلمه : رضي الله عنها : ان رسول الله ( ص ) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبريل ( عليه الصلاة والسلام ) ان هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها . فقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

فليصدقوا وليكذبوا ما يشاؤون
فان هذه الحادثة لن تزيدنا يقينا وتمسكا بالحسين عليه السلام لان يقينا ثابت به ولانحتاج الى معجزات جديدة ولن ننتظرها لاننا عشقنا الحسين عليه السلام سائرون على نهجه الخالد متمسكين بشعاره هيهات منا الذلة
احسنت واجدت

• (2) - كتب : الدكتور يوسف السعيدي ، في 2012/11/26 .

اخي الغالي...سامي جواد كاظم...وهل لنا من تعليق...الا ان يكون دموعا من دم يتدفق من مآقي العيون؟؟؟واي يراع له الشجاعة والجرأه ان يطرق باب وادي الطفوف...وارض الغاضريه... اي يراع انت يا يراعي لتجرؤ على المقال؟؟؟اظن ان الصمت ابلغ من المقال....ام انك ايها اليراع ..تسمع بقية من صدى ملحمة عاشوراء التضحية والفداء...خذني في ركابك ناعيا...الى ضفاف الفرات ..اقرع مسامع الاجيال..لصياغة حزن على اديم السطور...ها هنا مروا...وها هنا حطوا الرحال...




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net