أمتحان أخواني (القاهرة- غزة)
شاكر محمود تركي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شاكر محمود تركي

كان المبدا الاساسي والقضية المركزية لحركة الاخوان العربية وخصوصا\"(المصرية) هي المشكلة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لها,وكانت تعتبر تحرير فلسطين ديدنها الاكبر،ومحاربة الحركة الصهيونية ودولتها هدفها الذي لم تحيد عنه هذا اذا مانظرنا الى شعاراتها وأهدافها المركزية المرفوعة.
وبألاساس كان تأسيس حركة الاخوان المسلمبن في مصر وانتعاشها بعد عام نكبة 1948(ذكرى أنشاء دولة أسرائيل) هو الرد الاسلامي أنذاك على أنشاء تلك الدولة ، وقد كان هدف مؤسسي الحركة الاوائل محاربة اسرائيل وارسال المتطوعين الى فلسطين لقطع دابر ذلك الكيان المغتصب.
وما أن حدثت ما يعرف بثورات الربيع العربي وما تبعه من أحداث درامية اوصلت الاخوان المسلمين الى حكم اكبر بلد عربي(وأقصد هنا مصر) حتى تصورنا أن العلاقات المصرية الاسرائيلية ستعود الى عصر الاحتراب والتقاتل هذا اذا ماحدثت القطيعة بينهما على الاقل وذلك أستنادا\" الى اختلاف النهجين والافكار بينهما حيث احدهما طرف نقيض الى الاخر، الا أن ذلك لم ولن يحدث، فالغاز المصري ظل يصدر الى أسرائيل والعلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية وحتى الاستخبارتية، استمرت عل قدم وساق، على الرغم أن الاخوان في مصر كانوا من اشد المعارضين الى انور السادات(بل انهم ساهموا في قتله بحادثة المنصة الشهيرة)وعارضوا وبشدة سياسة سلفه حسني مبارك طوال العقود الثلاثة التي حكم بها مصر وخصوصا\" في مسألة التطبيع مع اسرائيل وطالبوا بشدة الغاء اتفاقية(كامب ديفيد) وفتح معبر رفح(حدودهم البرية مع غزة)وقد ازدادت تلك المطالبات بعد وصل حركة حماس الى سدة الحكم في غزة وسيطرتها الكاملة عليها وطرد حركة فتح منها.ولكنهم واقصد الاخوان المسلمين ما ان وصلوا الى حكم مصر حتى استمروا على نفس سياسة مبارك القديمة،بل ازادوا في ذلك من خلال محاربتهم للقوى السلفية الجهادية في سيناء وما يلحقها من الجانب الاخر في قطاع غزة ،وهاهي أسرائيل تقوم بأختبار حقيقي للاخوان في مصر من خلال قصفها المستمر على قطاع غزة(والذي يعتبر امارة اسلامية أخوانية تحكمها حماس والتي هي بالاساس حركة اخوان فلسطينية تابعة الى الحركة الام في مصر).
فعلى الرغم من الارتباط الحقيقي والكبير مابين الحكومة المصرية الاخوانية وحركة حماس، الا ان السلطات المصرية أكتفت بالتنديد بالاعتداء الاسرائيلي ومطالبته بالكف عن استخدام القوة ومن دون ان تحرك ساكن ,ولذر الرماد في العيون أرسلت رئيس وزرائها الى غزة للتضامن الاسمي مع شعبها,وهذا بالضبط ما كان يفعله حسني مبارك الصديق الصدوق لامريكا واسرائيل الا انه كان يرسل رئيس المخابرات المصرية أنذاك الرجل القوي (عمر سليمان)( والذي قتل في أمريكا بظروف غامضة وبطريقة درامية لايمكن تفسيرها).
وهنالك نقطة جوهرية تثير الكثير من التساؤلات حيث من المعلوم ان ارتباط حماس الاساسي خلال الفترة الماضية وخصوصا خلال أخر اعتداء أسرائيلي كان بحزب الله اللبناني والحكومة السورية وايران حيث كان هولاء الثلاثة هم الداعم الرئيسي لهم وخاصة خلال حرب غزة الاخيرة عام 2009 الا ان حركة حماس والتي كان مقر مكتبها السياسي بقيادة(خالد مشعل)في دمشق غيرت هواها العقائدي وميولها السياسية واصبحت مرتبطة وبصورة كبيرة مع مصر وقطر وتركيا ومن الجدير بالملاحظة أن هذه الدول الثلاث على علاقات متينة أقتصادية وسياسية وتجارية مع اسرائيل. أنه لغز محير وسياسة كما يقال عنها قذرة لاتعترف بالمفاهيم ولا القيم، حيث المصالح الانية والاهداف القصيرة المدى تكون هي المعيار الحقيقي لآتخاذ هذا الموقف او ذاك بعيدا\"عن المبادى ومصالح الامة الحقيقية، ان أحداث غزة الحالية هي أمتحان حقيقي لاهداف الاخوان في مصر وفي العالم الاسلامي، حيث سيتبين هدفهم الحقيقي وطريقة تعاملهم مع أسرائيل ستوضح وبصورة لاجدال فيها مدى تمسكهم بشعاراتهم والتي طالما تحدثوا عنها وعل مدار سنوات طوال؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat