شيئا فشيئا
يموت دجلة
ويموت الفرات
يذبلان...يشحبان
بحضن وادي الرافدين
مثل توأمين
يموتان في حضن أمهما
وهما يحتضنان داخلهما
أسرار هذا البلد المجروح منذ فجر الخليقة
في كل قطرة ماء منهما
ذاكرة ما
تاريخ جيل ما
جثة مغدور
ظلمة ونور
رواء وظـمـا
إنهما يموتان
ويطلقان صراخا خفيا
لا يسمعه من كان أعمى القلب
إنهما يموتان
وينذران بالشؤم
كل من لا يستشعر موتهما
عمرهما خارج الزمان
قبرهما في اللامكان
فكيف يحسب هذا الموت
ومن ينسج الأكفان
عملاقان...معمـّـران.....شاهدان
ويل إذا سقط العملاقان
سيرتـجّ ضمير الأرض
فما بال ضمير الإنسان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat