وأنا مِنْ حَيثُ أمْضي لا أعودْ
صادق مهدي حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كيف يذهب الوقت سدى ؟!
أعتقد أن المتقصي لإجابة هذا السؤال ،من الممكن أن يملأ مجلداً كبيراً على أقل تقدير.. وهنا لنا إطلالة قصيرة على مواقف متكررة يومياً يذهب فيها الوقت أدراج الرياح بسبب الإفراط أو التفريط وعدم الاعتدال في تنظيم الوقت وجدولته بالأسلوب الجيد والمتزن ..
دون ملل أو كلل يقضي الكثيرون ساعات متطاولة أمام شاشات التلفزيون ومشاهدة البرامج التي لا طائل منها غالباً وعندما تسألهم لماذا هذا الهوس بالتلفزيون يأتي الجواب الكلاسيكي (وين نروح ؟ نكضي وكت !)
يكاد البعض أن يعتكف في المقاهي وصالات الألعاب وينسى نفسه وهو يلعب القمار حتى ساعات متأخرة من الليل بل وحتى أذان الفجر!
يهيم البعض بالألعاب الألكترونية أو الرياضية ومواقع الإنترنيت إلى حد لا تجده إلا أمام جهاز الألعاب أو جهاز الحاسوب أو في ملعب كرة القدم لاعباً أو مشاهداً..ولا وقت لآي واجب آخر.
لا يفتأ البعض لاسيما النساء عن التجوال في الأسواق لحاجة ولغير حاجة وإلى جانب مضيعة الوقت ترى مضيعة المال الذي يهدر على لاشيء..ولو سألتَ إحداهن عن غرض تواجدها في السوق لكان الجواب وبلا تردد (نريد نشوف ..شكو ماكو؟!)
تكاد الأرصفة والمقاهي أن تأن من الجموع الكبيرة التي تزدحم فيها يومياً من مختلف الفئات وبدون مغزى (كل حزب بما لديهم ....)، فهنا يتجمع الطلبة وهناك يلتقي المدرسون والمعلمون.. وفي ذلك الجانب يتواجد المتقاعدون والعاطلون ..و..و إن الحديث لذو شجون.
هناك عدد لا يستهان به من الموظفين ممن رفع شعار(تعال باچر) أو (راجع بعد چم يوم) بينما يقضي وقته بتجاذب أطراف الحديث مع زملاءه متناسياً طوابير المواطنين التي تنتظر إكمال معاملاتها على قضبان شبابيك الدوائر الرسمية..كالجنسية وشهادة الجنسية ومديرية الجوازات فيضيع وقت الموظف والمواطن معاً.. (وإلى الله المُشتكى وعليه المعوَّل) وهذا يذكرني بقصة وقعت لأحدهم :
يحكى أن أحد الموظفين لم يستلم مرتبه الشهري فقام بمراجعة حسابات دائرته وعندما سال الموظفة المسئولة عن صرف الرواتب حول المشكلة أجابت : أرجو المعذرة يا أستاذ لوجود بعض التقصير في أداء العمل ولكن تمت معالجة الخلل وسيصرف الراتب هذا اليوم ولكن يتوجب الانتظار لساعتين لإنهاء التدقيق (كان الوقت عندها الساعة الثامنة صباحاً).. فاضطر الموظف المغلوب على أمره إلى البقاء في تلك الدائرة لأكثر من ساعتين ونصف في جو حار وخانق من أيام تموز المرعبة بحرارتها.. وبعد وقت الانتظار هذا كله وصله (الاعتذار) التالي : متأسفين جداً لم نستطع إكمال العمل .. راجعنا بعد يومين، فغادر المسكين المكان وهم يتمتم بين شفتيه أبياتاً من الشعر يذكرها منذ الدراسة الابتدائية:
ثم قال الوقتُ للناسٍ وداعـــــاً إنَّني أنفـَسُ شيءٍ في الوجـودْ
ترجع الأوراقُ والطيرُ جميعاً وأنا من حيث أمضي لا أعودْ
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق مهدي حسن

كيف يذهب الوقت سدى ؟!
أعتقد أن المتقصي لإجابة هذا السؤال ،من الممكن أن يملأ مجلداً كبيراً على أقل تقدير.. وهنا لنا إطلالة قصيرة على مواقف متكررة يومياً يذهب فيها الوقت أدراج الرياح بسبب الإفراط أو التفريط وعدم الاعتدال في تنظيم الوقت وجدولته بالأسلوب الجيد والمتزن ..
دون ملل أو كلل يقضي الكثيرون ساعات متطاولة أمام شاشات التلفزيون ومشاهدة البرامج التي لا طائل منها غالباً وعندما تسألهم لماذا هذا الهوس بالتلفزيون يأتي الجواب الكلاسيكي (وين نروح ؟ نكضي وكت !)
يكاد البعض أن يعتكف في المقاهي وصالات الألعاب وينسى نفسه وهو يلعب القمار حتى ساعات متأخرة من الليل بل وحتى أذان الفجر!
يهيم البعض بالألعاب الألكترونية أو الرياضية ومواقع الإنترنيت إلى حد لا تجده إلا أمام جهاز الألعاب أو جهاز الحاسوب أو في ملعب كرة القدم لاعباً أو مشاهداً..ولا وقت لآي واجب آخر.
لا يفتأ البعض لاسيما النساء عن التجوال في الأسواق لحاجة ولغير حاجة وإلى جانب مضيعة الوقت ترى مضيعة المال الذي يهدر على لاشيء..ولو سألتَ إحداهن عن غرض تواجدها في السوق لكان الجواب وبلا تردد (نريد نشوف ..شكو ماكو؟!)
تكاد الأرصفة والمقاهي أن تأن من الجموع الكبيرة التي تزدحم فيها يومياً من مختلف الفئات وبدون مغزى (كل حزب بما لديهم ....)، فهنا يتجمع الطلبة وهناك يلتقي المدرسون والمعلمون.. وفي ذلك الجانب يتواجد المتقاعدون والعاطلون ..و..و إن الحديث لذو شجون.
هناك عدد لا يستهان به من الموظفين ممن رفع شعار(تعال باچر) أو (راجع بعد چم يوم) بينما يقضي وقته بتجاذب أطراف الحديث مع زملاءه متناسياً طوابير المواطنين التي تنتظر إكمال معاملاتها على قضبان شبابيك الدوائر الرسمية..كالجنسية وشهادة الجنسية ومديرية الجوازات فيضيع وقت الموظف والمواطن معاً.. (وإلى الله المُشتكى وعليه المعوَّل) وهذا يذكرني بقصة وقعت لأحدهم :
يحكى أن أحد الموظفين لم يستلم مرتبه الشهري فقام بمراجعة حسابات دائرته وعندما سال الموظفة المسئولة عن صرف الرواتب حول المشكلة أجابت : أرجو المعذرة يا أستاذ لوجود بعض التقصير في أداء العمل ولكن تمت معالجة الخلل وسيصرف الراتب هذا اليوم ولكن يتوجب الانتظار لساعتين لإنهاء التدقيق (كان الوقت عندها الساعة الثامنة صباحاً).. فاضطر الموظف المغلوب على أمره إلى البقاء في تلك الدائرة لأكثر من ساعتين ونصف في جو حار وخانق من أيام تموز المرعبة بحرارتها.. وبعد وقت الانتظار هذا كله وصله (الاعتذار) التالي : متأسفين جداً لم نستطع إكمال العمل .. راجعنا بعد يومين، فغادر المسكين المكان وهم يتمتم بين شفتيه أبياتاً من الشعر يذكرها منذ الدراسة الابتدائية:
ثم قال الوقتُ للناسٍ وداعـــــاً إنَّني أنفـَسُ شيءٍ في الوجـودْ
ترجع الأوراقُ والطيرُ جميعاً وأنا من حيث أمضي لا أعودْ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat