صفحة الكاتب : جبار الكرعاوي

استبدال أسماء بعض الوزارات
جبار الكرعاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دائرة العمل والضمان الاجتماعي من الدوائر الإنسانية الحساسة التي لها صله مباشره مع بعض الطبقات العاملة وغير العاملة في إدارة حياتهم  ،وقد اولت الدولة العراقية الجديدة اهتماماً كبيراً بهذا القطاع من خلال التخصيصات الوافرة التي منحتها لوزارة العمل والضمان الاجتماعي ورصد المبالغ الطائلة لهذه الوزارة في كل الموازنات  .
وقد جهدت الوزارة منذ بداية عملها بتوفير فرصة عمل لكل فرد عراقي ، ونظراً لكثرة الطلبات المقدمة لهذه الوزارة عن طريق مديرياتها المنتشرة في المحافظات وجدت نفسها في مأزق من تعيين هذا الكم الهائل فأجرت الوزارة بعض التعديلات لتلافي هذا الأمر فقامت بتقسيم الطلبات على شكل وجبات لتعينهم ولم ينتهي الأمر بهذا الحد بل وعدت بعض أصحاب المحال متوسطي الدخل لرفع مستواهم المعاشي من خلال منحهم القروض الميسرة وبدون ارباح ... واستبشر الكل بهذه الخطوات ( الجريئة الجبارة ) لكن هذه الوزارة وراء تصرفها هذا لم تحرك ساكن ولم تبدي أي بادرة خير تذكر سواء انها قامت قبل ايام في احد فروعها بمحافظة النجف الاشرف بالتعاقد مع إحدى الشركات المستوردة للسيارات لتزويد هؤلاء الكسبه ومنحهم فرصة شراء سيارة وحين مراجعتهم لهذه الدائرة لمعرفة نوع وسعر وطريقة التسديد ذهلوا من ارتفاع أثمان قيمة هذه السيارات التي تجاوزت سعر الواحدة أكثر من ( 21) مليون دينار وبقسط شهري يتراوح بين (  350 – 400 ) ألف دينار وبكفالة اثنان من موظفي الدولة لا يقل راتبهما عن ( 750) ألف دينار ... فعادوا هؤلاء محبطين يجرون أذيال الخيبة . 
فنتساءل هنا أين الوعود التي قطعتها الوزارة على نفسها في تحقيق أحلام هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع في رفع معاناتهم وتوفير مصدر رزق كريم لهم لإعالة أنفسهم وذويهم دون الحاجة للغير . والغريب بالأمر كيف فكرت الوزارة بهذا الأمر وهل هو الحل الحقيقي الذي فكرت فيه . 
أن هذا الأمر المستهجن على حد وصف الشارع العراقي والنجفي من قرار  الوزارة يدعونا إلى الكثير من التأمل ... فهل إن الوزارة تفكر ملياً بحاجة هؤلاء الناس وإذا كانت فعلاً تريد أن تشاركهم المصير كيف بها جمعت بين حاجة الناس الفعلية للعمل وطريقة شراء السيارات الغالية ناهيك عن دفع الإقساط الشهرية المكلفه جداً .
ونعود بتساؤلنا هذه المرة لنسأل إلى أي جهة تصرف مبالغ هذه الوزارة وإذا لم تمنح لهؤلاء فلمن تعطى  ومن أحق منهم بها فهذه الأموال ليست ( صدقة والدين ) كما يقال بل هي حقهم المشروع .. ألا تعلم الوزارة أن اغلب دول العالم فيها( صندوق تعاونِ ) يتكفل بإدارة شؤون أبناء هذه الدول وحتى المغتربين الوافدين اليها والباقين دون عمل فيقوم هذا الصندوق بالصرف عليهم طيلة فترة بقائهم دون عمل لحين ظفرهم بفرصة عمل لائقة يعيلون أنفسهم بها ... وقد يشاطرني في هذا الأمر أغلب المسئولين العراقيين الذين عاشوا الغربة .
وإذا دام عمل الوزارة بهذا الشكل فعلى الحكومة العراقية استبدال اسم الوزارة إلى شركة بيع السيارات بالطرق المحرجة أو إلغائها وتحويل أموال هذه الوزارة لشراء السيارات وتوزيعها على حمايات المسئولين غير الكافية ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جبار الكرعاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/18



كتابة تعليق لموضوع : استبدال أسماء بعض الوزارات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net