تراتيل أحزان للتي لا يلفها النسيان
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيم
المرحومة المغفور لها بإذن الله أم الأستاذ الكاتب الصحفي ماجد الكعبي
من غريب الدار .. تتصاعد الآهات والحسرات .. وتتساقط الدموع الكاوية , على الفقيدة المخلدة الإنسانة المثالية المتسامية في ذرى الشرف والأصالة والنقاء , فهذه الإنسانة النموذجية العريقة بالطيبة , والغارقة بالعفة ودماثة الأخلاق , كانت بحق خسارة فادحة لا تعوض بثمن لأبناء مدينة الصدر الذين وجدوا فيها أما رؤوما وأختا حنونة وإنسانة زاخرة بالعفوية والبراءة وكرم النفس وسمو المثل , لذا فأرى الجميع واجمين مفجوعين متأسفين على رحيلها المفجع لأنها كانت وبحق ملحمة للصدق والتربية العالية وللعلاقة الاجتماعية النقية والوفية , فكانت معلمة بجدارة تخرج من تحت يديها 18 ابنا وبنتا كبيرهم الكاتب الصحفي المعروف ماجد الكعبي وكذلك ربت واحتضنت أفواج من الأحفاد وزرعت في نفوسهم دروسا خالدة في الدين والخلق والتربية والنزاهة والشرف وكل الصفات التي ينشدها الله جلت قدرته , فقد كانت عنوانا للتدين الحقيقي وللعفاف الأصيل , وللعطاء والعطف والتعاطف مع أبناء وبنات مدينة الصدر ( رض ) .إن خسارتك يا أم ماجد كبيرة وقاسية على أفئدة كل الذين عرفوك إنسانة تفوح شذى وعبيقا وريحانا ودماثة وسموا وتساميا وإخلاصا , فانك يا أم الفضائل والمكارم قد كرمك الله بأبنائك البررة الذين يمتازون بأخلاق لطيفة , وبلطف جذاب , فأنهم نعم الذخيرة التي قد خلدتيها في هذه المدينة , التي لا ولم ولن تنساك أبدا , لأنك قد تركت بصمات واضحة وسمات متميزة وارثا أخلاقيا عاليا , فأي ثروة تفوق هذه الثروة وأي ذكر أسمى وأروع من الذكر الذي تتداوله الألسن على مر السنين والأعوام .
فخلودا أبديا لك يا أم ماجد , وأغصان الأحزان لن تجف يا أم خالد , وان كل آلامنا ومصيبتنا يا أم حامد نزر قليل أمام الفجيعة التي فجعنا بك , متضرعين إلى الله الكريم الرحيم أن يتغمدك بشآبيب رحمته , ويرفدك بطوفان رضوانه , وينهال عليك بفيض رعايته وغفرانه , يا أيتها الإنسانة التي ستظل ذكراك تتجدد مع الأيام , وكيف تنسى مدينة الصدر امرأة حصينة ورصينة , وبنتا وفية كريمة , ومعلمة علمت أولادها الأخلاق والفضائل وعدم الرضوخ للظلم والظالمين والبعث والبعثتين فارتضت أن يعيشوا في ديار الغربة خيرا من أن يكونوا جزء من منظومة حزب البعث الصدامي .. وأقولها أمام الله والجميع , بان هذه الأم والإنسانة النموذج لن تغادر ذهني , وذكراها تظل تسري سريان الدم في عروقي , لان لها فضلا لن أنساه , وعطاء لن أتنكر له , ولا امتلك إلا التضرع للباري القدير أن يغدق عليها شلالات رحمته الواسعة , وعطفه الرباني الذي لن يعرف الحدود , وليس لأمر الله رد , كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ " .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat