صفحة الكاتب : كريم السيد

ما الذي تمثله شخصية الزعيم؟
كريم السيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فرق كبير بين وجود الشخص في القلب وبين وجوده على شكل صورة موضوعه على جدار أو غيره, العراق كان عبارة عن مجموعة لقطات للسيد (الريس) بأزياء المتعددة العسكرية والرسمية فمرة الريس محرب واخرى مقوط  ودشدش ولم يترك واحده لا بل حتى الزي الكردي, تلك الصور كانت منتشرة بكل مكان وعلى رواية عادل إمام (يخرب بيتك هو أنت ورانه ورانه) بحيث تجدها في الكتاب وفي الساحة العامة والدوائر الحكومية والتقاطعات المرورية, من محاسنها انها دلاله ممتازة في ضل عدم وجود الهاتف النقال فبمجرد ان تريد ارشاد احدهم لمكان ما تقول له قرب صورة السيد الرئيس ذات العقال أو ذات القبعة الصوفية وهكذا!

خلا العراق من صورة السيد الرئيس سوى بقاء إطاراتها واماكن وجودها, ليس هذا وحسب بل ان قضية الصورة اصبحت تشكل عقده لدى العراقيين بحيث انعدم وجود صورة الرئيس العراقي في الدوائر بالرغم من كون شخصية الرئيس جزء من شخصية الدولة وكيانها المعنوي,

الاكثر من ذلك ان وضع صورة الرئيس لا يمكن ان يفسر بشكل عفوي وسيحسب بانتماء تلك الجهة لحزب الزعيم (الصافن) او لطائفته او اي انتماء اخر, وهذه الثقافة تمثل عقدة صورة الزعيم, لكن القضية ليست هنا وحسب بل ان فيها بعدا اخر, فكما اشرنا للإفراط فلابد من الاشارة للتفريط, فمثلا نلاحظ انتشار صور الزعماء والقادة الروحيين في مقار الاحزاب والتيارات و المناسبات الخاصة او بيوتات كبار القادة بحيث يمكنك ايجاد اجابة فورية لانتماء المكان لأي جهه من خلال صورة الزعيم,

الحقيقة ان هذه الصور لا تمثل انتماء الاشخاص لقائد الجهة وحسب بل انها تمثل عدم اجماع العراق على قيادة موحده و بزعامة وطنية تمثل كل العراقيين على السواء,

والامر لايعدو كونه صورة على جدار وحسب انما يتسع لابعاد معنويه ووطنيه, فمثلا قبل مدة من الزمن سمعنا أن هناك جهة إعلام في إحدى الدول المجاورة وصفت رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بالإرهابي المحترف! وكلام بهذه الخطورة مر مرور قانون مالي في مجلس النواب! وكأن الموضوع شخصي على المالكي ومن ينتمي إليه أن يرد على هذا التصريح ألتهجمي أو الاستفزازي; لان اتهام المالكي يعني اتهام الناخبين له والبرلمان الذي منحه الثقة ليمثل العراق, فلم نجد ردة فعل وطنيه وشعبيه كون المساس بشخص رئيس الحكومة او اي موظف حكومي يمثل العراق ويمثل المساس بالدولة كمنظومة معنويه , في حين نرى ثوران الثائرين عند التجاوز على رمز ليس عراقيا ولايمثل العراق كوطن من بعيد ولا من قريب,

صورة الرئيس مثالا حيا عن واقع القيادة العراقية الحالية وتشتتها عن اجماعها بشخص الزعيم الوطني,

أخيرا لابد من القول أن شخصية الزعيم الوطني الغائبة عن العراق تمثل حاجه ملحة لانتشال البلاد من أزمة القيادة والسير وراء قائد عراقي يمثل الجميع من ناحية قناعته كممثل لكل مواطن وقناعة المواطنين بممثليه ذلك الزعيم من ناحية أخرى, لان وحدة القيادة كفيلة بان توحد الخطط والرؤى والسيطرة على زمام الأمور على أن تكون صورة الزعيم في قلب العراقيين لا على جدرانهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم السيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/11



كتابة تعليق لموضوع : ما الذي تمثله شخصية الزعيم؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net