احذروا من صناعة الدكتاتور
د . ميثم مرتضى الكناني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ميثم مرتضى الكناني

ذات مرة كنت في نقاش مع بعض الاصدقاء وذلك قبل سقوط نظام صدام حسين بفترة قصيرة عندما لاحت بالافق وبشكل واضح نية الولايات المتحدة باسقاط النظام البعثي في العراق حينها طرح سيناريو مرحلة مابعد صدام واهم التحديات التي يمكن ان تواجه العراق بعد صدام كوجود سياسي وكبلد وكمجموعة سكانية وقد اعطى كل منا رايه مابين التحديات الاقتصادية والسياسية او الاجتماعية وقد كانت اغلب الاراء مابين متفاءلة بالغذ الوردي الذي سيجلبه الاميركان بالقياس على تجارب دول مثل اليابان والمانيا وكوريا او متشائمة بمستوى وحجم الدمار المادي الذي كلفه بقاء او سيكلفه رحيل صدام على مستوى المنشاءات او البنى التحية , ولكن احد الاصدقاء كان له راي مغاير بالمرة حيث انه لم يعتبر كل تلك التحديات بالمعضلة خصوصا بوجود الثروات الهائلة للعراق والقادرة على تعويض الخسائر بفترة قياسية , الا انه وقف عند موضوع الانسان العراقي باعتباره اهم خسارة تكبدها العراق في ظل حقبة البعث وقال لنا بالحرف الواحد , غياب المبادرة الذاتية عند الانسان العراقي هو اهم معضلة ستواجه العراق في حقبة مابعد صدام , وفعلا صدقت قراءة الرجل وها نحن نلمس الضعف والسلبية والنكوص عن الدور الاجتماعي والفرار الغير مبرر من الهم العام صفات يحملها العراقي ويسوق من اجل تبريرها قوائم من الاعذار ,ومن هنا تنبع اشكالية الحلقة المفرغة في تحديد المسؤلية في صناعة الدكتاتور هل هو الشعب الخائف الاناني ام سياسات الحاكم القاسي عديم الرحمة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat