(مكة مسجد)..الاسلام الأموي : شكل دون مضمون !
ماجد عبد الحميد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد عبد الحميد الكعبي

(مكة مسجد): اسم لثاني اكبر مسجد في المدينة البريطانية الكبيرة ايضا (ليدز) ، مخصص للجالية المسلمة الباكستانية وغيرها ، لكن الاسم لم يكتب على وفق قواعد اللغة العربية والتي تستوجب ان يكون الاسم على مثل الترتيب الاتي(مسجد مكة). وعندما يسأل القائمون على خدمة المسجد او بعض الناس الذين يصلون فيه عن سبب بقاء التسمية على حالها على الرغم من مخالفتها للغة العربية ، يجيب هؤلاء الاخوة : ان هذه التسمية هي التي توافقوا او تعاقدوا على فهمها ، فهم يعرفون جيدا ان المسجد منسوب لمكة وليس العكس ، وهم يفهمون الترتيب الاول ولا يستسيغون الترتيب الثاني الصحيح لانه لا يتوافق مع سياقاتهم اللغوية في اللغة الام.
وفي يوم من الايام ركبت سيارة اجرة سائقها باكستاني مسلم ملتح ، ومثل ما اعتاد عليه سائقو سيارات الاجرة في بقاع الارض ، بادرني بسؤال : من اي بلد انت ؟ فقلت من العراق ، وكان الجواب بداية لاسئلة اخرى وجهتها له ، منها : هل تقرأ القرآن فقال : طبعا ، فانا من القرّاء..ولما سمعت اجابته تبادر الى ذهني ذكر القراء السبعة والعشرة ، وعاصم و ورش ومن قبلهما ابن مسعود ، وقراءة ( عتى حين) ، ثم باب القراءات والاجتهادات وغيرها..قضية معقدة خلقت شبكة من الاستفهام ..ولم اكد اصدق ادعاءه الى ان اسمعني مقاطع فيديو بصوته ورسمه ، فايقنت ان الذي يتحدث الانكليزية معي هو افضل بكثير من بعض القراء العرب ، صوتا ونطقا وتلاوة وفصاحة !! ولا يشك الذي يسمعه في تقدير نسبته الى العرب لا بل الى الاعراب الاقحاح !.. بعد ذلك كان السؤال الاهم :
طيب ، هل تفهم المعنى الحرفي لالفاظ القران الكريم ؟ يعني عندما تقول (الصراط المستقيم) هل تفقه المعنى الحرفي لذلك ؟ فقال : لا ، ولكن استطيع ان افهم ذلك من خلال التفسير المترجم. وما ان سمعت مفردة الترجمة تخرج من فيه حتى ذهبت بي الذاكرة الى (هومي بابا) ومصطلحاته: البينية والفرجات الخلالية المتولدة من افعال الترجمة واختلاف الامكنة والانزياحات الثقافية .
كم من الاصوات التي تتلوا القران( اناء الليل و اطراف النهار) ، في اذاعاتنا ومحطاتنا الفضائية اليوم؟ كم هي الاصوات التي تتشدق بحفظها لمعظم ايات القران الكريم ؟ نهلل ونكبر ونردد ونحمّد عند سماعنا صوت المقرئ المرحوم عبد الباسط عبد الصمد او احد القراء المشاهير في زمن الفضائيات الاسلامية . الحفظ والسماع والصوت الرخيم من اهم جوانب الثقافة التي اعتادت العقلية الاعرابية على الاهتمام بها ، ( لا يفقهون من الدين إلا اسمه ولا من القران إلا رسمه). وهؤلاء وامثالهم ، هم المقصودون بقول الرسول الكريم (ص) : ( يخرج ناس يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat