فأكملت نورهان :
ـ لم أري وجه حسام حزين هكذا من قبل .. ربع ساعة من الصمت والهروب من لقاء عيوني .. فقال " سآتى اليوم لأطلب يدك " .
الدهشة ازهلتنى .. لم أتوقع رد فعله هكذا .. فطالما أخبرنى أنه سيتقدم لخطبتى بعد انتهاء الدراسة .
أعجبنى فيه ثقته واعتزازه بكرامته .. لم يرضى أن يصرف عليه أبيه .. بل كان يدرس في الصباح ويعمل في المساء بمعرض الموبيليات
علمت أنه يعمل مع أبيه وعمره أربعة عشر عام .. وفي الصيف يعمل كأى عامل .
فأكمل حسام :
ـ عودت في ذلك اليوم باكرا ً .. ذهبت لأبى في معرضه .. بمجرد دخولى قلت له " بابا أريد الزواج من فتاة أحبها بجنون .. أخاف أتأخر يزوجها أبيها لغيرى " .
فقال :
ـ أتعرفها منذ فترة طويلة ؟.. أتحبك ؟.
فقلت :
ـ أعرفها من سنة أولى .. أخلاقها جميلة أيضا ً روحها خفيفة .. والأهم أنها تحبني مثلما أحبها .
فقال :
ـ ماذا تعرف عن أسرتها ؟
فقلت :
ـ اسمها نورهان جمال .. والدها يعمل دكتور أسنان .. ووالدتها محامية .. فتاة عادية كأي فتاة .. وأسرتها ذات أخلاق حميدة .
فقال :
ـ إذا ً مبارك .. فأنت طيب وتستهل الخير كله .. لم تنتظر مني أصرف عليك .. اشتغلت بجد وتستحق المتعة الآن .. وتنال كل ما تتمنى .. شقتك لم يعد ينقصها سوي عروستك .
آه لو كانت أمك معنا الآن .. كنت سمعت زغاريت لا نهاية لها .. ولكنها ذهبت لخالقها .
ـ بمجرد ما انتهي حوارنا دخلت لغرفتي .. وقفت أمام صورتها أوصف لها ملامحها .. " أمي نورهان حينما رأيتها خطفت قلبي وعقلي .. جعلتني أشعر بالضحكة تهز كياني بعدما حطمني فراقك .
شعرت بأني طفل وأمي تهتم لأمرى .. تخاف علي أن خففت ملابسي قليلا .. تسألني أكلت أم لا .. صدقت بأن الحب موجود .. أخذتنى من أحزاني لأعيش الحياة مرة ثانية .
أحبها بجنون .. أحبها لدرجة أنني لو فقدتها .. سأفقد عقلي وأدور في الشوارع .. لا أقول هذا بدافع طيش الشباب .. بجد أشعر بأنها تجري في عروقي .. أشعر بكل نفس يخرج من صدرها .. أمي ما رأيك ؟."
بعدها جلست علي الأريكة لأريح جسدي .. ولكن النوم سلبني وغرقت في بحره قليلاً .. لم أتوقع رؤيتها في الحلم .. وجهها جميل ومبتسم .. صبوح لم أراه من قبل بهذا البهاء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat