صفحة الكاتب : مام أراس

انتظار عودتكم سيادة الرئيس...شهادة بحجم مكانتكم الوطنية...
مام أراس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أكثر الأسئلة إثارة التي أواجهها..هو سر انحيازي لمام جلال المناضل والرئيس ، بدليل كتاباتي والوقوف بالضد لكل من يحاول ان يسيء إلى سمعته النضالية من بعيد أو قريب بتصريح أو مقالة يريد كاتبها ان ينال به شهرة على حساب سفره الخالد ، أو بسبب وصفي لعقليته الحكيمة التي يدير بها دفة صلاحياته الممنوحة له وفق القانون والدستور ، وإشارتي المستمرة بمدى تمسكه بشعار الوحدة الوطنية كمسالة لا يقبل به الجدل لتجاوز الصعاب التي تواجه العملية السياسية ، و الذي أقولها بأسف ان البعض لا يتوانى في وصفه على إن قصدي من ذلك منافع شخصية لاكتسب من جراءها المزيد..!!

لذلك فانه من الطبيعي ان اكشف سر انحيازي ، وسبب حرصي على الرد الدائم على اية مقالة اقف عليها ، يحاول أصحابها الطعن في مآثره النضالية ، بل وباستحقاقه الوطني والتاريخي الذي لم يترك جبلا ، ولا سهلا ، ولا واديا ، ولا قرية ، ولا قصبة ، إلا وترك دمعة وألما على فعل الطغاة بحق شعبه ألآمن ، وموقفا من مواقفه المشهودة لها من قبل رفاقه وأصدقائه ومناصري قضيته المصيرية ، التي لا تمحيها ذاكرة الأيام والزمن ..

ومن هنا .. وللأمانة التاريخية حين وضعت عنوانا لأحدى مقالاتي ((مام جلال ثروتنا النضالية ..من يمسه بسوء ..يمس كل العراق))استيقظت العيون الغافية على مصلحة العراق من سباتها ، مستندين على سوء تقديراتهم لعقيدته النضالية وجهلهم لمواصفاته الفكرية والسياسية ، باعتبار ان كان لمام جلال نضالا فان نضاله لا يتعدى حدود الكورد .. ليس ألا..!! هذه الجهالة الفكرية هي وحدها كافية أن أكون في موقف الدفاع عن الرجل ، ومآثره الوطنية التي تفوق عقلية أصحاب تلك الجهالة لكونهم لا يتمتعون إلا بقصر النظر ، وفكر متخلف ، و لا يعرفون قراءة العناوين البارزة في صفحات التاريخ ، ولهذا فلا اشعر بالحرج حين أؤكد لأصحاب تلك العقليات إن قوة مام جلال السياسية وحجم مكانته الوطنية هي اكبر من أن تحشرونه في مقارناتكم الغير المتوازنة ، فهو ليس بأمثال الزعماء التقليديين الذين يمهدون الطريق للسلطة ببحور الدماء البريئة ، ولا هو من أمثال الذين يبيعون الشعارات في سوق الخردة السياسية ، ويهدرون من دماء شعوبهم أملا بالبقاء الأطول على كراسي الحكم ..إذن هو رمز وطني عراقي له امتداداته الكوردية الأصيلة التي لم يساوم عليها ، و أفنى العمر من اجلها إيمانا وإصرارا ،و كرسها عقلا وضميرا لوجدانه الوطني ويضيف عليها حسا وشعورا مضافا لانتمائه الوطني الخلاق..

فمنذ توليه رئيسا لجمهورية العراق لم يكن حجر عثرة أمام أية رؤية وبادرة وطنية تطرح فيها الحوار وسيلة لتجاوز الأزمات ، أو ، فيما يتعلق بالمشاركة في تنقية الأجواء بين ألأطراف الخلافية داخل العملية السياسية ، ودوره في إصلاح البين الذي يشهد له الأطراف نفسها ..كان و لا يزال من أهم العوامل للاطمئنان والاستقرار السياسي ، بدليل دعواته المستمرة للجلوس على طاولة الحوار الوطني لتفادي المخاطر المحيطة بالعملية السياسية..ولم ينقلب على ثوابته الوطنية معتبرا إياها ثروته وخزينة الخاص التي لابد من الحفاظ عليها ، ولذلك نراه انه لا يشفع لكائن من يكون إذا كان فعله يتناقض مع عظمة المبادئ التي يؤمن بها ، بل ويعمل بما يتوج من جهده وايمانه باتجاه وسلامة المصلحة الوطنية...

غيابه عن الساحة السياسية لغرض العلاج ترك أكثر من فراغ ، وكانت فرصة لأصحاب الأزمات في خلق العديد منها .. لسنا بالضد لأي نطق قانوني للمحكمة الاتحادية الخاصة بملف طارق الهاشمي ، إلا أن توقيت إصداره خلق أزمة أخرى ، لان الشارع شكك فيه من أن يكون النطق مسيسا ، وهذا لا يخدم مسار العملية بل يزيدها تعقيدا لأكثر من سبب ، وربما يكون مبنيا على أسس الثار والانتقام التي تدور بين الخصوم...محاولات حكومة لزج الجيش في صراعها مع إقليم كوردستان ....كانت أزمة. أطلت برأسها في ظل غياب مام جلال ..وخلقت وفق أسلوب استغلال فرصة هذا الغياب لتعكير صفو العلاقات مع الكورد ، وخلق أجواء غير صحية بين الجيش وقوات البيش مركة طمعا بإيجاد موطىء قدم عسكري لها على أراضي كوردستان وفق برنامج خاص للانتشار الميداني للجيش مستعينا بفكرة وجودها هدفا وفكرة كما كانت سائدة قبل عام 2003....اثارة موضوع تشكيل قيادة عسكرية في كركوك باسم قيادة قوات دجلة للسيطرة على المدينة وجرد إدارتها ومجلس مح

افظتها من الصلاحيات ، كانت أزمة لا تشبه كأية أزمة لان أهدافها اكبر من أسباب تشكيلها ، وان الخطة التي رسمت لهذه القيادة لا تخرج من نطاق انقلاب عسكري واضح في كركوك لبسط السيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية ، وتعين قائد التشكيل حاكما عسكريا على المدينة بهدف إجراء تغيير شامل لأجهزتها الإدارية والأمنية ، ومن ثم فرض إرادات سياسية دون المرور بالخصوصية التي تتصف بها المدينة من حيث التعددية القومية والدينية والمذهبية...

وكل ذلك يعني ان المشاكل التي سيواجهها مام جلال بعد عودته اكبر من كل الأزمات التي تركها قبل رحلته العلاجية...

انتظار الأطراف السياسية لساعة عودته كانت شهادة عراقية بحجم مكانته الوطنية ، وهي إشارة لقدرته الحوارية وخلق البدائل بما يرضي كل الاطراف ، و من ثم صفاته السياسية والقيادية ، انه لا يتجاهل الآراء والأفكار جميعها ، بل يدخلها بحس وطني دافئ مؤكدا بذلك حرصه الوطني على إنجاح الحوار وصولا للحلول والمعالجات ، ورغبته الصادقة لاحتواء الخلافات السياسية والأزمات لكي لا تتحول الى التهديد والوعيد ، وهي نابع من الإيمان بأهمية عدم ترك الخلافات لكي لا تكون عرضة للاستغلال والتوسع التي من شانها ان تزيد من مخاطر الفشل للعملية السياسية التي ينتظره المتربصون خلف الجدران ، بل ويتهيئون لها بجيشهم ((الحر)) العائد بالقادة والضباط الموالين للنظام السابق..

ومن هنا ألا يحق لنا القول بان وجوده عامل حسم للخلافات ، وصمام أمان ، وعراقنا بحاجة ماسة إليه لمعالجة حالات التردي السياسي والاجتماعي جراء المحن والشدائد التي تلف حول سور الوطن من كل الجهات... أليس من الإنصاف ان يترك البعض مهنة الترويج لتجارتهم الفاسدة التي يحترفونها منذ أمد بعيد بهدف التشكيك بمكانته المشهودة لها على المستوى المحلي والإقليمي و العالمي كشخصية سياسية وطنية لا يقل شأنا عن القادة الكبار الذين خلدهم التاريخ بنور صفحاته، ولكن رغم الضجيج ، ونعيقهم انهم لم يجنوا من وراءها سوى الخيبة والخذلان..

وعلى هذا الأساس يبدو لي ان الذين يسيئون الظن بكتاباتنا التي لا تدور إلا في إطار حقيقة مام جلال الإنسانية ، ودوره البارز في إرساء دعائم الوحدة الوطنية ، و لا تخرج من إطار التوضيح والكشف عن شخصيته التاريخية. انه آن الأوان أن يتركوا الصيد في المياه العكرة التي لا يجنون منها سوى الانتظار الممل ، فالرجل قائم بذاته وسط الميدان كدوحة شامخة لا يهزها العواصف ، ولا يتأثر بالرياح مهما كانت قوتها .. ويكفينا نحن الكورد فخرا إن انتظار العراقيين جميعا لعودته سالما معافا لأرض الوطن بغض النظر عن التسميات كانت..

شهادة عراقية بحجم مكانته الوطنية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مام أراس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/30



كتابة تعليق لموضوع : انتظار عودتكم سيادة الرئيس...شهادة بحجم مكانتكم الوطنية...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net