صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

 انكسر الجيش , وتشرذم الجنود , فأتخذا طريقا صحراويا للهروب , عله يكون مختصرا الى اقرب مدينة , تخلصا من كل عدتهما الثقيلة , فسارا طويلا , حتى كادا يهلكا من الجوع والعطش , هوى مريهج الى الارض , ولم يقوى على متابعة المسير , حاول شياع ان يشحذ عزيمته , لكن دون جدوى , اطال شياع النظر في تلك الصحراء الواسعة , يقلب نظره هنا وهناك , فشاهد قصراء كبيرا من بعيد . 

شياع : هناك قصرا منيفا ! .
مريهج : قصر في هذه الصحراء ! . 
تمالكا نفسيهما , واستجمعا قواهما , وسارا نحوه , حتى وقفا امام بوابته الكبيرة , فصرخ شياع : 
- هل من احد هنا ؟ .
لم يجبه احد , تفحص مريهج البوابة , فوجدها مفتوحة , دخلا معا بهدوء بترو , تمعنا النظر في تلك الحديقة الزاهية , حيث الاشجار الباسقة , والازهار الجميلة , ذات الالوان البهيجة , وتلك ثمار اليانعة , تقدما نحو باب القصر , طرقاه , وصرخ شياع : 
- هل من احد هنا ؟ . 
كالعادة , لم يكن هناك رد , دفع مريهج الباب ودخل , واعقبه شياع , انبهرا بما شاهدا , اثاث انيقة , نظيفة ومرتبة , علقت عدة صور على الحائط , فجلس مريهج على الاريكة , وقال : 
- اتمنى ان احصل على حمام ماء بارد وثياب نظيفة ! . 
ما ان انهى كلامه , حتى سمعا جلبة في الغرفة المقابلة , اسرعا نحوها , فتحا الباب ودخلا , فوجدا ماءا باردا يتدفق , وثيابا نظيفة معلقة , اغتسلا وارتديا تلك الثياب , ثم عادا فجلسا على تلك الاريكة , فقال شياع : 
- اتمنى ان احصل على وجبة غذاء دسمة ! . 
فسمعا جلبة في غرفة ما , اسرعا نحوها , فتحا الباب ودخلا , فوجدا مائدة كبيرة , وضع عليها طعاما مختلف الألوان , اكلا حتى شبعا , ثم عادا الى تلك الاريكة , فقال شياع : 
- اتمنى ان نحصل على شاي او قهوة ! . 
فسمعا جلبة في غرفة اخرى , قصداها مسرعين , فوجدا فيها مختلف الالوان من الشراب , شربا حتى ارتويا , ثم عادا الى الاريكة مستغربين عما يحدث , مدد مريهج رجلاه , وقال : 
- اتمنى ان احصل على فراشا وثيرا اغفوا عليه قليلا ! . 
فسمعا صوت جلبة في الاعلى , اسرعا نحوها , فوجدا سريرين مرتبين , استلقيا كل واحد منهما على سرير , وحاولا النوم , فلم يفلحا . 
مريهج : لقد سمعت عن اسطورة قصر الامنيات , لابد ان يكون هذا هو القصر ! . 
شياع : اذا فلنتمنى ان نحصل على سيارة تقلنا الى البيت . 
سمعا صوت محرك سيارة في الجوار , نهضا مسرعين الى النافذة , فشاهدا سيارة حديثة قد ركنت مقابل البوابة . 
مريهج : هل تجيد السياقة ؟ . 
شياع : كلا . 
مريهج : ولا انا . 
شياع : فلنتمنى ان نحصل على سائق ! . 
مريهج : لا ... لا .. سيكون السائق جني ! . 
شياع : جني ! .... لا ... لا .. لا اريد سائقا ! . 
مريهج : فلنتمنى ان نعرف من صاحب القصر ! . 
سمعا جلبة في غرفة ما , اسرعا نحوها , فأذا مكتوب على الحائط (( العفريته خريجانه ترحب بضيوفها الكرام ... وتعتذر عن التقصير )) ! .  
               **************************** 
حلّ الليل سريعا , جلسا في الحديقة , يتبادلان اطراف الحديث , افتتح شياع الحوار : 
- طلب شاب الزواج من فتاة , فرفضت , فعاش سعيدا مسرورا , وعنست الثولة . 
- سألت الزوجة زوجها ( ما الفرق بيني وبين نانسي عجرم ؟ ) , فأجابها ( لا يوجد فرق هي نانسي وانت عجرم ) . 
- أشترت الزوجة موبايل من دون علم زوجها , ارادت ان تفاجئه , دخلت الحمام , وإتصلت به , فقالت له ( ألو حياتي ) , فقال لها ( إتصلي بعدين البقره في الحمام ) . 
- زوج يقول لزوجته : ( اصبحت الحياة  مثل حديقة الحيوانات ) ,  قالت له:  لماذا؟  قال لها: ( انهض من النوم مثل الحصان  وأذهب للعمل مثل الحمار ,  وأرجع بالليل ألهث مثل الكلب ,  وأخيرا انام مع بقرة ) .  
- قالت الزوجة لزوجها : يا ليتني تزوجت إبليس ولم اتزوجك , قال لا ... لا يجوز أخ ان يتزوج أخته ! . 
- قيل لاحد المتزوجين : أتحب أن تموت زوجتك ؟ , قال : لا  قيل : لم ؟  قال : أخاف أن أموت بعدها من الفرح ! .    
استشاطت العفريته خريجانه غضبا من كلامهما , فاهتزت جدران القصر , وبدأ الدخان يتسرب من نوافذه , وظهرت لهما بهيئتها المكفهرة . 
العفريته خريجانه : عن ماذا تتحدثان يا ناكري الجميل ؟ ! . 
مريهج مرتجفا مرتعشا : نحن لا نقصد الجنيات .... بل نقصد الانسيات !

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/24



كتابة تعليق لموضوع : القصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ****** ، في 2012/09/27 .

*****************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net