صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

البناء ... والفناء
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يقف العراق الآن على زحاليف المحاصصة والفسادين الجبارين ( الاداري والمالي) وهذه العوامل السطحية البدء تغلغلت الى اعماق البلد وحركت ركائزه المثبتة قبل قرون طويلة وعمدت الى خلخلت اتزانه ليسقط منكباً على وجهه لتلوح هامته انامل الطغاة والتوسعيين.
دارت حروب كثيرة في دول العالمين العربي والغربي ومالحروب الا تعطيل لمسيرة البلدان لاننا في زمن لايرحم من لايجيب عن السؤال في غضون ثوانٍ ، الجدير بالذكر ان الانتفاضة المواطناتية بحاجة الى كسب اعلى نسبة من التأييد لينتفض المجتمع ويبدأ بتغيير النظام الاداري للقادة واصحاب القرار ، وبما اننا نعيش تحت رحمة هجين من اللاتكنوقراطيين فالحلول الموضوعة باءت بالفشل الذريعة وهي التظاهرات السلمية التي لم تأخذ من المردود الا وعود متابينة الخدع والتسويف. 
لا شك من ان البناء بحاجة الى توظيف السبل الصحيحة والمقتضيات الحقة للشروع بعملية البناء وكلنا نسمع بالبناء ولا نعرف ماهو ؟ لعل كلمة البناء ووفق نهجها تعني تشييد الصروح المتمثلة بالابنية والدور والمساكن وهذا الامر قد زارنا مراراً وتكراراً حين بدأت عملية الانتخابات و زينت الملصقات بتلك الكلمات ، لكن ما يحتاجه البلد فعلياً هو بناء حكومة رصينة مثبتة بأسس وطنية كما لبث عبد الكريم قاسم حاكماً في العراق وظلت ذكراه خالدة في نفوس العراقيين وايضا الشيخ زايد بن سلطان اول رئيس لدولة الامارات العربية وحاكم امارة ابو ظبي فقد خلق من تربتها الرملية صروحاً تخطف ابصار الناظرين والزعيم الهندي غاندي الحكيم والذي لا تنتهي مواعظهة واحكامه في خدمة المجتمع حيث صادف في احد الايام ان غاندي كان يجري بسرعة للحاق بالقطار والذي كان قد بدأ يسرع بجريه وعندما صعد غاندي القطار  سقطت احدى  فردتي حذائه و قام بخلع الفردة الثانية ورماها  بجوارالفردة الأولى التي بقيت على سكة القطار !.
تعجب أصدقاؤه وسألوه: لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
حتى اجاب غاندي : أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما ، فلو وجد فردة واحدة كيف عساه ان ينتفع بها ! ولا انا سانتفع بفردة واحدة ؟.
هذا الصرح من الانسانية والاسم الخالد هل له ان يكون عبرة او آية ملموسة من شأنها ان تصحي ضمائر المتعصبين الذين غلبتهم المناصب والاموال؟ . 
لم يعمد غاندي او عبد الكريم قاسم او الشيخ زايد او غيرهم من الكواكب الخالدة الى بناء ما يصفه ساستنا وكثرة الكلام عن النهوض والقيام والبناء والتجديد .... الخ .. بل عمد هؤلاء الى بناء النفس وتهذيبها كي تتماشى مع الطبقات المختلفة المولدة في المجتمع وبما ان سيد البلغاء علي ابن ابي طالب عليه السلام قد اوضح ماهية النفس وتحولاتها المفاجئة حتى قال (( اطلب من بطون شبعت ثم جاعت ولا تطلب من بطون جاعت ثم شبعت )) والقول اصدق لما يحدث في اصقاع هذه الارض الطيبة.
وهنا نعود الى مفاد كلمة البناء ولتكن تلك الصفات امثلة هادفة من شأنها ان تغير مناهج المجتمع وان تعمل على اعادة النظر بتلك الانقسامات الوليدة بين احضان المحاصصة والخصخصة والوقوف امام المشكلات كالعجزة المتكاسلين من دون البحث المستمر لطمر اي حالات من شأنها ان تضع البلد في خندق اللامبالاة .
المشكلة الأزلية وحسب تصريحات الببغاوات هي الوضع الامني وترديه ؟ السؤال هنا لماذا يعمد الساسة الى تأجيج الوضع المنسي بدلاً من اكتناز فرصة هدوء المجتمع والعمل على تأهيله والحد من تكرار مجازر اخر  لا يستعرض شريطها الا البسطاء ولماذ تذهب تلك الجموع قرابين الى الخلافات السياسية ، وهل من المعقول ان يبقى الجهاز الامني مكبلاً بمعدات لا تعمل وقد صرح بهذا خبراء الجهاز العسكري ولماذا الاستمرار بالخطأ هل اصحاب القرار يعانون من انفصام بالشخصية ام ليس لديهم الوقت الكافي لنضد بنوك الدول من اموال العراقيين.
لقد فاز السياسيون بخطتهم في اغراق البلد بمد الأزمات وجعلوا المواطن لا يعرف من اي اتجاه تسدد له الضربات، حتى سلبوا منه حقه المدون في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، واليوم تأخذنا تأخذنا المحاصصة الى الرجعية المثوبة والتراكمات اللغوبة التي اثقلت من سير العراق وجعلته ملجأ لأباطرة الارهاب ومصانع ادوات الترهيب .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/20



كتابة تعليق لموضوع : البناء ... والفناء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net