من اسطنبول .. ياحسرة على بغداد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في زيارتي الاخيرة الى مدينة (اسطنبول ) اكتشفت سبب الحزن الذي يغمر روحي كلما وطئت قدمي ارض مدينة من مدن العالم في زيارة عمل او غيره . واسطنبول وان لم تكن العاصمة فهي مدينة سياحة ومال واعمال وتجارة وصناعة يجد فيها الذاهب لها كلما تتوق له نفسه وهي على قدر راقي من التنظيم والنظافة وتظهر هذه الملاحظة من اللحظة الاولى التي يضع فيها القادم قدمه على ارض مطارها حيث التظيم والدقة . تجولت في هذه المدينة بقصدية مبالغ فيها رايت قطاع السياحة كيف يعمل وكيف استفاد من الطبيعة في المدينة لقد استغل البحر اروع استغلال هنا مرفأ للزوارق وهناك شاطيء للنزهة والتشمس وهناك كازينوات ومرابع وكل اماكن اللهو والتسلية البريئة وغيرها وفي داخل المدينة المباني الاثرية ومن هي بحكم الاثر التاريخي اضافة للمرقد والمسجد والتكايا التي حولت كلها الى اماكن يقصدها السياح وتدر ربحا للمدينة التي تنتعش فيها صناعات معينة وتبادل تجاري مع الكثير من الدول خصوصا العراق وسوريا وللمدينة طراز عمراني وتنظيم يميزها عن غيرها .
من هنا اعود لاكتشافي الذي ذكرته في بداية الكلام وهو اكتشاف سبب حزني وتحديدا تم اكتشافه وانا اقف امام مسجد المدينة الكبير واشاهد كيف اصبح هذا المكان مثابة يتزاحم بالوصول اليها اغلب زوار اسطنبول ويجدون كل مايبعث على راحة الزائر وسروره من تاريخ ونظافة وترتيب وسهولة وصول للمكان وتعدد الطرق الموصلة له . هنا حضرت بغداد بالذهن – هي في القلب دوما – وحضر جامع الحيدرخانه الكبير وتساؤل في النفس الم يكن جامعا تاريخيا واثريا كبير يضم بين جدرانه الشي الكثير من تاريخ بغداد واسرار الثورة العراقية الكبرى ومظاهراتها وخطبائها ؟ لماذا يهمل جامع بهذه الضخامة والحجم والتاريخ ؟ وهو من الممكن ان يكون عينا من عيون بغداد ونافذة يطل منها زورارها على عبق تاريخها . في اسطنبول بلدية وميزانية محدودة ولبغداد امانة وامينها بدرجة وزير وصرفها مفتوح هل يصعب على هذه الامانة جعل بغداد اجمل وانظف . لقد قارنت بين اسطنبول وبغداد فوجدت بغداد اغنى في كل ماتملك من اسطنبول وهي اثرى تاريخا وشواهدا واماكن ومقامات واغراءات لجذب السياح والمستثمرين ورجال المال والاعمال والصناعة والمشاريع . في بغداد نهر عظيم واماكن عبادة مشهورة واضرحة ائمة وصالحين وسجلات وتاريخ وشواهد تدل عليه وطبيعة ولا اجمل ولااروع ومساحات يمكن الاستفادة منها والسؤال ماذا قدمنا لبغداد بعد سنوات طويلة من انتهاء الحكم الديكتاتوري ؟ لكي تقدم لنا مانريده منها ؟ ربما يتحجج الجميع وليس بعضهم بالوضع الامني وهي لعمري حجة واهية فالامن ليس مضطرب على الدوام او في كل بغداد ومن لديه الرغبة الصادقة بالعمل يعمل تحت اقسى الظروف واصعبها خصوصا لو امتزج هذا العمل بحب بغداد والتضحية من اجلها . ومن هنا يعرف سبب حزن كل عراقي محبا لبلده عندما يزور مدينة من مدن العالم ويجد فيها كل ماتمنى وجوده في بغداد مع قناعته ان بغداد تستحق ان تكون الاجمل والاكثر القا لما تملك من تارخ وامكانيات لكن تفتقر الى من يحبها بجد ويعمل لها باخلاص وتجرد من المسؤولين واصحاب القرار.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat