وعي الشباب بين الواقع والطموح
د . خليل خلف بشير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . خليل خلف بشير

إنّ ما يعانيه الشباب من فراغ ،وضياع ،ولا مبالاة ناتج عن غياب الفكر المبدع،وتعمد جهات أجنبية لتجهيل الشباب،وإلهائهم بالمفاسد والشهوات والمخدرات ؛ لتضييع جوهرة من الجواهر التي وهبها الله تعالى للإنسان ،وهو العقل الذي ينتج الفكر إذ إنّ قيمة كلّ امرئ ما يحسنه - كما يقول الإمام علي (ع).
يجب أنْ يجسد شبابنا مفاهيم القرآن سواء كان ذلك في المفاهيم العقيدية أو العبادية أو الأخلاقية أو الحركية بحيث يكون التوجيه القرآني توجيهاً واعياً حركياً لا توجيهاً جامداً على أساس الوقوف عند النص اللغوي بشكل تقليدي ،أي يجب أن يستوعب المسلم القرآن الكريم في فكره ،وفي شعوره ،وفي حركيته ،وفي واقعه العملي ليكون الرسول (ص) قدوة له في ذلك ،ويكون قوله موافقاً لفعله وعمله ،ولا يكون مصداقاً لقوله تعالى ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)، ولا لقول الشاعر:
يا أيها الرجلُ المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
لا تنهَ عن خلق وتأتيَ مثلَه عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
إنَّ سبل النهوض بالشباب كثيرة أبرزها سد ما يعانيه الشباب من فراغ قاتل ،وبطالة مقنعة بالعمل ،والمطالعة ،وطلب العلم ،وممارسة الرياضة بأنواعها ولكن ينبغي ألّا يستغرق الشباب في اللعب طوال أوقاتهم ليصبح اللعب غايتهم الوحيدة في الحياة فتضيع الأهداف الكبرى ،والطموحات العليا ،والآمال المنشودة على مستويات الواقع العلمي ،والسياسي ،والثقافي ،والاجتماعي فتكون الرياضة هنا وسيلة لإلهائهم ،وإبعادهم عن ساحة الهدى ،والرشاد ،والصلاح كما هو الحال في أمريكا وأوربا كما إنّ كثيراً من حكام العالم الثالث يحاولون عزل الواقع الشبابي عن مواجهة القضايا الكبرى التي يمكن أن يسيء لها هؤلاء الحكام من دون أن ينتبه إليها المجتمع باعتبار استغراقه في اللعب واللهو بشكل يعزله عن كل قضايا الواقع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat