اسرائيل: البقاء للأقوى
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تجوب في اروقة الشرق الاوسط مسميات لاتأخذ من الفعل سوى علامة سؤال والجدير بالذكر ان تلك المسميات التي تمخضت عنها تشكيلات منظمة او غير منظمة تحمل يافطة السلاح والقوة، هذه التشكيلات التي انطلقت في البدء من افغانستان وعرفت بتنظيم القاعدة والتي أسسها مسخ السعودية اسامة بن لادن لاحت اذيالها جباه بعض المرتزقة الذين يسيرون في الارض مرحاً سواء قبل او بعد ان يصطفو في طوابير توحيد الفكرة والتي تأسست بناءاً على معتقدات خرقاء عارية المنظر لا تهتم سوى بالقتل والتهجير والتدمير وكلها تصب في جدول تأزيم وضع المواطن .
الانقلابات المدنية والعسكرية ما هي الا ارجوحة تلاعبتها اسرائيل العظمى لفرض السيطرة والاستيطان العلني والسري على البلدان الضعيفة والمخترقة والتي تديرها اكثر من دولة ، ترتبط هذه الامور الادارية ارتباطاً اقتصادياً وسياسياً وليس اجتماعياً لان الفرد العربي لا يحظى بإلتفاتة مؤسسي الدولة واصحاب القرار بيد ان العكس يلوح في سماء العالم الغربي.
بعد ان اطيح بالطاغية السعودي الدموي ( اسامة بن لادن ) اهتزت عروش السعودية وراحت الاخماس تصفع الاسدادس بسبب تدمير الة الحصد العشوائية التي تعتمد على الوقود الاسلامي، لكن هل بقيت السعودية ماكثة في جحرها دون ان تخلخل محيطها من الدول ؟؟ للأسف كلا .. فقد راحت تناقش اوضاعها مع مؤسسيها وهم اسرائيل والتي تعتبر القوة العظمى في العالم والجسد الذي يملك مئات الايادي الخفية ومن اهم سياسة تلك الدولة انها تستخدم نظام التخفي اثناء عملها ولا تدخل في سجلات تخص الوطن والوطنية لان الكلام عن هذه الامور يعطل مسيرة تقدمها للسيطرة على العالم .
السعودية تربعت على عرش الاستيطان الدبلوماسي العربي واللوجستية المستمدة من اسرائيل لذلك فقد تم ترشيح بندر بن سلطان رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة للسعودية ويعتبر بندر محط ثقة لدى واشنطن لاسيما وانه ترعرع فيها طيلة اثنين وعشرين سنة وعمل بصفة سفيراً دبلوماسيا لدى السعودية في واشنطن وهذه الفترة كافية لزرع فايروس العمالة والخضوع لاسرائيل، ولاشك من ان تسنم بندر لتلك المهمة اثار حفيظة المجتمع المدني السعودي ليوجه اليه وقادته علامة سؤال من شأنها المحاولة لاستبعاد هذه الشخصية الهجينة ، لكن هل ستعمل السعودية على ايجاد البديل؟... ومن البدلاء ؟.. فكلهم في مهام تقتضي على تجنيد الشباب ووضعهم تحت خيمة التشكيلات العسكرية لاثارة الفوضى والانقلابات في الشرق الاوسط .
لاشك من ان الدول التي تشهد انكساراً عسكريا تنام على ركام الفوضى والتدمير والاقوى اقرب لها واختراقها اسهل من استئصال شعرة من العجين وهذا ما شهده العراق حين ازيح صنم البلاء واخذت الدول تحتله شيئاً فشيئاً وجاءت امريكا بقوانين مهلك جعلت من العراق سوقاً للبضائع المصنعة وقامت بتحطيم صناعته الوطنية لجعله بلداً استيرادي وليس اقتصادي او استثماري يعمل على تجنيد كفاءاته.
واليوم تشهد سوريا حدث مريب بعد ان عجز المدنيون من ندائهم لحكومتهم على ان تنهض بواقعهم المأساوي ومن شأن كل من يسعى للسلطة والتسلط ان يرحب بالانقلابات والفوضى وان يكون البلد محكوم بحزبين حزب الدولة العسكري وحزب المجتمع المدني لتكون السباقة في امداد كل من الحزبين وتزويدهم بخطط وافكار لتشتيت الدولة بأسرها ومسح معالمها لتسنح الفرصة الذهبية على تأسيس دولة جديدة لا تحمل صفات ابناءها اطلاقاً، وبعد نجاح الجيش السوري الحر من خلال تنفيذه هجمات وضربات موجعة للدولة اصبح محط انظار كل من العالمين العربي والغربي وتضن الدول المذكورة ان فكرة انشاء مجاميع مماثلة للجيش الحر السوري في العراق سيشهد اقبالاً واسعاً من قبل المدنيين لانهم ذاقوا مرارة الوعود والفشل المشهود في تكنوقراطية الدولة وعجزها الكامل على تنفيذ ابسط متطلبات المواطن .. والسؤال هنا هل سيعمد الاستعماريون على خلق تلك المجاميع في العراق وهل سيشهد تأسيسها اقبالاً من قبل المواطنين؟ هذا ما يجول في عقل كل مدني مسالم واذا كان كل مدني مسالم يسأل نفسه هذا السؤال فمن سينتمي لتلك المجاميع الباهضة الثمن على مصنيعها وبخسة جداً في ميزان المواطن.
لقد شهد العراق ويلات ومصائب جمة وليس باستطاعة اي مدني ان يبارح موقعه لان الخروقات ملئت البلد وليس هناك ما يدعي للتعجب والتساؤل!.
هل اتعضت حكومتنا المنتخبة من الاحداث السورية وما آلت اليه من خسائر بشرية وفوضى ملحوظة عطلت البلد بصورة كاملة ام انها ستكتفي بمسح رؤوس الشعب وتلبية ما يبتغيه من مسائل حياتية والوصول الى بر الامان والعيش الرغيد ؟؟.