صفحة الكاتب : بهلول السوري

الجزيرة وروايات سيف بن عمرو التميمي
بهلول السوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لعل الكثير من الناس الذين لا عهد لهم بأسس تدوين التاريخ ولا برجاله وما أكثرهم حقيقة ، لا يعلمون أن التضليل على أمتنا الاسلامية مورس منذ ثلاثة عشر قرنا ونيف ، فالتضليل الإعلامي الذي نراه اليوم ليس وليد الساعة وليس هو طفرة أو اختراع واكب زخم التقنيات الحديثة ، فقد تم تأسيس مدرسة متخصصة في فنون الكذب والدجل بدءا من يوم السقيفة عندما توفي النبي الأعظم (ص) وتهافت القوم لاغتصاب الخلافة والحكم وكل يريد حصته من الدولة الجديدة ، ٍفكان عمر بن الخطاب أول من قال { كنت أزور الكلام بيني وبين نفسي } وفي رواية أخرى { بيني وبين أبو بكر } وذلك عندما مشى هو وأبو بكر للسقيفة حيث يأتمر القوم ، ومن بعده جاء أبو هريرة بجرابه وكيسه المتخم بالأباطيل والذي يحوي ما يحوي \" وكما يقول المصريين ياما في الجراب يا حاوي\" ، وكذب على رسول الله (ص) وعلى أله الأطهار وأصحابه المنتجبين وحلف وأغلظ الأيمان بأنه سمع من رسول الله (ص) بأذناه والا صمتا ورآى بعيناه والا عميتا أن النبي (ص) قال أن حرمي ما بين مكة والمدينة ومن أحدث فيهما فعليه لعنة الله ، وأن عليا (ع) قد أحدث فيهما ، فمن وراء مدرسة أبو هريرة ، وكعب الأحبار ، وهب بن منبه ، ومعاوية تخرج الكثير بين جهال وهمج رعاع ، وبين مضللين ، حتى أنه عندما وصل نعي أمير المؤمنين علي (ع) للشام ، بأنه قتل في المحراب تساءل بعض هؤلاء الجهال \" أو كان عليا يصلي \" ، هذه المدرسة تطورت من خليفة الى آخر ومن دجال لآخر ، وكانت تبرع في فنون الكذب والضلال على الأمة وتخرج منها جهابذة كثر ، ولعل أبرزهم كان في العصور الأولى هو سيف بن عمر التميمي هذا الكذاب الذي نعته جمهور علماء السنة ولفظه أكابر علماء الجرح والتعديل ،لكثرة كذبه وأخذه عن كذابين ، وضعفاء ، ومجهولي الذكر ، ونواصب ، والبعض أنزله لمرتبة الزندقة لكثرة اختلاقه لشخصيات وهمية ، ولكن أبى بنو عمه (أمراء قطر ) وربائبه ( آل سعود ) إلا أن يحيوا أمره ، فالطيور على أشكالها تقع كما ذكر في الأمثال ، ومن كان هذا صاحبهم فهم مثله بل أدهى وأشد منه ، فأخذوا بقاعدة اكذب – اكذب – اكذب ، حتى يصدقك الناس ،وطبعا ليس كل الناس من ينجر لفخ الكذب ، فعملوا على توسيع دائرة الكذب والضلال وإظهاره لأرض الواقع وأخرجوا إحدى شخصياته الوهمية وظهروها على مادة درامية قبل أعوام وهي مسلسل \" القعقاع بن عمرو التميمي \" ذلك الأسطورة المكذوبة والذي نافس خالد بن الوليد بشجاعته على قول البعض ، فهو يجندل كذا فارس وكذا جيش فر منه رعبا وخوفا ، وكان الكثير من جهال أمتنا والسذج ممن لا باع لهم بالتاريخ ورجاله ولا بالحديث وطبقات رجاله وموثقية الراوي وسنده للمادة التاريخية أو الحديثية اعتبروا قطر مرجعا تاريخيا لهم بمسلسلاتها ، فأخذوا يصفقون ويهللون ويمدحون قطر لعملها الشجاع كشجاعة القعقاع وابن عمه سيف بن عمرو التميمي المختلقين ، ولم يدركوا ولغاية الآن أن\" قطر\" كانت تختبر عقول الناس !!! ، من خلال مسلسلها هذا ، فالمسلسل كله قائم على روايات كاذبة أدخلت لتاريخنا لإغماض حق مشروع ، وطمس حقائق وفضائل آخرين ، نجحت خطة قطر فانتقلوا للمرحلة الثانية آلا وهي شراء عقول الناس هذا إن كان لديهم عقول ، وشارء ذمم وأنفس الذين في قلوبهم مرض ، وبدؤوا بالتدرج للفتنة في المنطقة عبر طرح أكاذيب وتضليل كسيدهم سيف بن عمرو التميمي ، فاختلقوا جيوشا ، وانشقاق جيوش، وهروب جيوش ، وظهور جيشا حرا كجيش القعقاع !!! ، وأختاروا لسراياه أسماء منها مختلق ومنها موجود ، ومنها كانت لشخصيات رفع من مستواها بعد أن كانت مدفونة بالوحول ، فكان نصيب ابن عمهم القعقاع بن عمر التميمي أول مجموعة تسمي نفسها بهذا الاسم ، وليت أولئك الناس يعلمون ماذا كانت تحتوي هذه المجموعة ، حيث كانت تحتوي على قطاع الطرق ومدمني المخدرات وهاربين من وجه العدالة وإن أحصيت الرذائل والموبقات كلها لن تراها الا في مجموعة القعقاع بن عمرو التميمي الجهادية المتطرفة الذين انقطعت موارد رزقهم من المخدرات والمال وتجارة السلاح وزنا المحارم وغيرها ، فأرتدوا عباءة الدين ليحصلوا على مبتغاهم ، كيف لا وهنالك من يفتي لهم بجواز كل شيء وأسقط عنهم الصلاة والصيام وحلل ما حرم الله ، فأنتم في ساحة الجهاد هذا ما كان يبرر لهم ، فأغلب أسماء السرايا والمجموعات كانت لشخصيات تاريخية أمعنت في الإجرام والقتل والفجور ، كأمثال يزيد بن معاوية ، والحجاج بن يوسف الثقفي ( لع ) ، وهي الآن تمارس نفس الأسلوب والمنهج ، فالتاريخ يعيد نفسه معسكر الحق ، ومعسكر الباطل ، نعم كانوا يقولون لأتباعهم ومن يتبنى مقالتهم أن أهل البيت (ع) هم خوارج ، أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، حتى وصل الأمر بأن يحصب ركب السبايا بالحجارة عند دخولهم الشام ، والآن نفس المنهج بتغيير الألفاظ – الشبيحة \" العلويين أو الشيعة \" هم من يقتلون الناس ، أو ما يسمى بالنظام العلوي خارج عن الملة والدين بتعبيرهم ، وما هذه الا دعاوي طائفية أطلقوها لتجييش عواطف أتباعهم والسذج البعيدين عن أرض الواقع ، وأرض الواقع هو مغاير تماما لكل ما يطلق ويظهر في قنوات الفتنة والتضليل( الجزيرة وأخواتها ) ، أعلم أن البعض يعتبرني مواليا للنظام أو ممن يقال عنهم شبيحة ، لكني أدعوا هذا البعض للنزول لأرض الواقع ويسأل الناس كافة الذين يصنفون ضمن أتباع مدرسة الخلفاء أو ما يقال عنهم السنة ، وأعتذر لهذا التعبير ، فقد كنا سابقا لا نعتني بهذه التصنيفات ولا نذكرها أبدا فكلنا أبناء وطن واحد ، ولكن الظروف أحيانا تحتم عليك توضيح بعض الجوانب ، أحد هؤلاء قال لي وهو من الناس البسطاء و كان يحمل المنهج السلفي ظنا منه أنه يمثل الإسلام ، قال : لوكنا نعلم أن الأمور ستتجه لهذا المنحى من قتل وذبح على الهوية وتشريد واغتصاب ، لرضينا أن يحكمنا الرئيس بشار الأسد 100 مائة عام قادمة ، ولا يحصل لنا ما يحصل الآن ، الحق يقال أن مستوى هذا التفكير يبشر خيرا ، فهذا وغيره الكثيرون ممن ووعوا حجم المؤامرة ، ورفعوا أيديهم وكفوا ألسنتهم عن القول بمقولة قنوات العهر والفجور ( الحرية للشعب السوري ) ، أحدهم أيضا قال لي : الحرية كنا ننعم سابقا قبل الأحداث بهامش عريض جدا من الحرية ، كنا نسهر لساعات متأخرة من الليل ، ونؤمن على عيالنا وأولادنا وأرزاقنا مهما غبنا وابتعدنا عن البيت ، لكن الآن في وضح النهار لا نؤمن على أهلنا ورزقنا من هجوم التكفيريين علينا وسلبنا كل شيء ، ناهيك عن المساء وما يجري فيه ، كان كل شيء مؤمن لنا من محروقات ، وعمل ، وتجارة ، لكن الآن كل شيء سلب منا بإسم الحرية والديموقراطية فتبا لهذه الحرية المزعومة ، هذه أقوال اخواننا السنة حقيقة ، ومن لم يقتنع فليتطوع ويبادر بالنزول للشارع وسؤال الناس ، ولا تغرنه أقاويل قنوات التضليل أو بعض اللقاءات التي يجروها مع أفراد هم أساسا من المتمردين أو من أهاليهم وأقربائهم وأجبروا على قول ما تريد قنوات التضليل ربائب سيف بن عمرو التميمي ، قبل أيام زرت مدينة حلب واطلعت على جانب من الأحداث قدر ما أمكنني الظرف والمكان من الاطلاع عليه ، فوجدت أهل حلب بكل أطيافهم ناقمون على الجزيرة وأخواتها وممن يمولها ، لفبركاتهم واختلاقاتهم للكثير من الأمور التي لم تحدث أصلا ، أو لقلب الحقائق ، واظهار أن أهالي حلب كانوا ممن يؤيدون التمرد المسلح ، وأكد لي أكثر من شخص التقيته أن هذا محض افتراء وكذب ، قال : نحن كنا نعيش بخير وسلام واطمئنان ، نتحرك ونعمل ونتكلم بحرية مطلقة ، لكن تركيا كانت دائما عينها على مدينة حلب لما فيها من خيرات ، وكل الحشد والزخم التضليلي من فكر ومجموعات مسلحة كانت تتسلل من تركيا لمدينتنا ، هذا لأننا كنا أصحاب قلوب نظيفة وطيبة ، نسينا الماضي وفتحنا أبوابنا لهم وسهلنا تجارتهم فما كان منهم إلا أن ردوا الإحسان بالإساءة كنا نعيش مع اخواننا الشيعة والعلويين والنصارى منذ قرون ، ولم يكن شيء يفرق بيننا ، بل كان بيننا المصالح المتبادلة والمصاهرة والتجارة والمزاورة المستمرة ، ولم نكن نسأل الشخص عن مذهبه أودينه ، بل ربما كان المسيحي أحرص علينا من أنفسنا ، حيث كان يحترم شعائرنا عندما يحل شهر رمضان المبارك ، وكنا والشيعة نتبادل حضور الكثير من الشعائر من مواليد النبي (ص) ومواليد الأئمة الذرية الطاهرة بل كنا نحضر مراسم عاشوراء ونحزن لمقتل الإمام الحسين بن علي (ع) ، هذا كان حالنا في حلب ، ولكن التكفيريين ورموز الضلال والفتنة أبوا إلا أن ينغصوا علينا حياتنا ويفرقوا بين الأخ وأخيه فلعنة الله على قنوات التضليل والكذب ،
ليس سواء من أسس بنيانه على جرف هاو ، كما أسس بنيانه على البر والتقوى ، فسيف بن عمرو التميمي تم كشف الاعيبه وكذبه ورواياته الباطلة على أيدي الكثير من العلماء والشرفاء ، وهاهم ذريته وأحفاده ينهجون نهجه وأيضا تم كشف زيفهم وضلالهم على أيدي الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والذين شربوا من ماء الحقيقة ولم يعكر صفوا عقولهم ترهات سيف ورواياته المختلقة ، والجزيرة وقعقاعها ، \" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فهو يمكث في الأرض\" .
والحمد لله رب العالمين ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهلول السوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/01



كتابة تعليق لموضوع : الجزيرة وروايات سيف بن عمرو التميمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو خالد ، في 2012/10/02 .

,****************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net