صفحة الكاتب : بهلول السوري

حسين مرتضى لعربي برس: هاذا ما رأيته في حلب...
بهلول السوري

ثير الزوابع كيفما حل، موقعه كمدير لاربع قنوات إيرانية في دمشق أعطاه القدرة على الوصول إلى موقع الحدث دون غيره من المراسلين الأجانب، هو اللبناني المنتمي إلى خط المقاومة، وهو الصحافي الذي شارك بفعالية في تغطية العديد من الاحداث والحروب ومنها العراق وابرزها حرب تموز من عمق الجنوب اللبناني حيث لم يبق هناك من الصحافيين أحد إلا قلة كانت تعتبر مثل حسين مرتضى أن نقل الخبر له أهمية إطلاق الصواريخ، شغل منصب مدير البرامج في قناة العالم في مركزها الرئيسي في طهران بعد أن تدرج في المحطة من التحرير إلى قراءة الأخبار فتقديم وإعداد البرامج السياسية.
خبرته الميدانية في جنوب لبنان وعمله السابق مع مؤسسات إعلامية مقاومة قبل سفره إلى طهران قبل 12 سنة تعطي للباحث عن أسباب حماسه في الوقوف مع النظام السوري والدفع عنه، أسباباً مقنعة فهو لا يتصرف في الميدان كصحافي يغطي الحدث، بالنسبة له المعركة لا تزال واحدة من حرب 2006 إلى حرب 2011-2012 ضد سورية الهجوم الإسرائيلي واحد.
قبل انطلاق الثورة السورية بعدة أشهر وصل حسين مرتضى إلى دمشق مديراً لمكتب قناتي العالم وبرس تي في ثم استلم مسؤولية مكتب قناة آي فيلم الدرامية الإيرانية أيضاً ومن خلال موقعه هذا كانت اطلالته على الأحداث السورية حين انطلاقتها من درعا انطلاقة العارف بخفايا الأمور، لم يلتزم بموقعه الإداري فقط بل استئذن قناته ليتحول إلى محلل سياسي في القنوات الفضائية السورية والأجنبية وإلى كاتب أسبوعي في الصحف وإلى محاضر يقدم رؤيته لمستقبل الأوضاع في سورية في ندوات شعبية أقيمت خصيصاً لاستقباله من دير الزور إلى الرقة فالسويداء فاللاذقية وطرطوس فدمشق وأخيراً حلب.
أينما حصل حدث أمني ترى حسين مرتضى وقد وصل أولاً حتى وقبل وصول الإعلام السوري وأينما وقع انفجار في دمشق فيمكنك أن تتأكد أن الصورة الأولى سينقلها حسين مرتضى عبر قناة العالم أولاً، بالتأكيد لقنوات الإيرانية حظوة خاصة عند القنوات السورية التي لا تتعامل مع حسين مرتضى بنفس الحذر الذي تتعامل به مع مراسلي القنوات الأجنبية أو العربية الأخرى ولكن حتى ولو كان الوضع كذلك فإن مايقوم به حسين مرتضى ميدانياً ليس من اختصاصه كمدير مكتب وممثل قانوني لقنوات فضائية، حماسه الشخصي مرتبط بقناعاته وأحياناً كثيرة على حساب أمنه الشخصي الذي يحرص مدراؤه في طهران على إلزامه به ولكنه يتفلت دوماً من قراراتهم بحجة طارئ مهني، ليس رفضاً لسلطتهم الإدارية عليه ولكن لقناعته الشخصية بأنه \"المسلم هو الله وحده\" .
رغم كل الإشاعات التي تلاحقه والتي وصلت إلى حد قيام صحف أجنبية وقنوات فضائية أميركية ومنها الCNNببث تقارير خاصة عنه شخصياً بزعم مراسلته لبريد الكتروني في القصر الجمهوري إلا أنه لم يخشى المضاعفات ولا التهديدات بعقوبات أميركية تفرض عليه حيث أن المعارضون السوريون المقيمون في واشنطن طالبوا علناً وزارة الخارجية الأميركية بمعاقبته \"على ماذا؟ على عمله الإعلامي\"، الشيخ العرعور \"باركه\" بحلقة خاصة شن فيها هجوماً شرساً عليه وقناة الأورينت خصصت له حلقة خاصة من برنامجها السياسي تناولته فيه على طريقة \"اقتلوه أنى ثقفتموه\" لعله يخشى على نفسه ويهرب ولكنه لم يفعل وبقي صامداً حين فر الآخرون، يمثل لنفسه حالة خاصة ولأنه يعمل كثيراً وبغزارة فهو يتسرع أحياناً في نشرٍ وأحياناً يقع ضحية أخبار مدسوسة، لكنه دائماً ودوماً حسين مرتضى الذي نسي أنه لبناني حين يكون في الميدان وتحول إلى ضمير الشعب السوري المحايد الباحث عن المعلومة الصحيحة التي تعكس ما يجري فعلاً على الأرض دون مراعاة لنظام ودون خشية من تهديدات المعارضة.
في حلب ظهر بنفس الطريقة التي ظهر فيها في درعا والفرق الوحيد أنه في درعا كان في ضيافة الشيخ أحمد الصياصنة، وهو من أجرى المقابلة الأولى مع زعيم المعارضة في محافظة الثورة الأولى.
في البداية كان هناك انتفاضة شعبية بغض النظر عن مدى حجمها وصدق من قادوا تحركاتها إلا أنها كانت انتفاضة شعبية سرعان ما تحولت إلى حركة مسلحة سيذكر التاريخ دائماً أن من قاموا بها سجلوا أكثر من سابقة لم تحصل من قبل، فهم دعاة الثورة السلمية الذين مارسوا الذبح والخطف الطائفي وهم دعاة الحرية الذين طالبوا بشراسة وبشكل مستمر باحتلال بلدهم من قبل قوات حلف الأطلسي وهم الذين يحاورون كل من يطلب الحوار معهم في العالم \"حتى ولو كان الشيطان الإسرائيلي نفسه\" إلا أنهم يرفضون الحوار مع شركائهم في الوطن، هم روعوا الآمنين وقتلوا الأبرياء وذبحوا المدنيين وبرروا لأنفسهم ارتكاب كل الجرائم وبكل الأنواع والمقاييس، لكنهم لا يحتملون أن ينتقدهم إعلامي ولا بكلمة ثم حين يظهر أحدهم على الفضائيات يكرر علينا \"البيان رقم \" وأغلب كلماته تتحدث عن الديمقراطية كان بودي أن يرى الزميل محمد سعيد ديمقراطيتهم الصحيحة وهو المخطوف على يدهم والذي نتمنى ألا يصدق إعلانهم عن مقتله على يدهم.
وهم الذين قتلوا الزميل علي عباس وخطفوا العشرات وهددوا المئات من الإعلاميين الغير مؤيديين لهم، اسمح لي أن أقول ما يجري في سورية أبداً أبداً ليس ثورة بل هو عمليات تخريب مجنونة لأسباب هائمة يقوم بها أشخاص تحركهم غرائز لا أدري إن كان هناك ما يمكن فعله بعد اليوم لإيقافها غير مواجهتها بالقوة.
س: ولكن ألا ترى أن هناك أطرافا في المعارضة السورية لا تزال تنحو نحو السلمية؟
ج: بالتأكيد هناك الكثير من الشخصيات السورية المعارضة داخل وخارج سورية والتي لاتزال ترى في الحوار فرصة لإنقاذ سورية ولا تزال ترى في الشراكة مابين الموالين والمعارضين فرصة متاحة لإنقاذ سورية، لكن هؤلاء مرتعبون من الهياج الإرهابي المدجج بالسلاح والمحرض من قبل أطراف عربية ودولية وهذا الرعب ليس مصدره المسلحين فقط بل عواصم كبرى أبلغت كل من يرضى بالحوار مع النظام في سورية بأن الأميركيين والأوربيين والخليجين والأتراك سيعتبرونهم عدواً وسيتعاملون معهم على هذا الأساس، إذاً لدينا مشكلة كبيرة في الجانب المعارض وهي أن قرار رافضي الحوار بالأساس مرتهن للغرب وللخليجيين والأتراك وأما قرار الراضين بالحوار فهو مرتهن لتهديدات المسلحين في الداخل ولتهديدات دول كبرى بحجم الولايات المتحدة الأميركية في الخارج ولا يجب أن يغيب عن بالنا مشهد الإعتداء بالضرب على معارضين سوريين في الداخل حين وصلوا إلى مبنى الجامعة العربية في القاهرة وكلكم تعرفون التفاصيل.
س: مشهد سوداوي على الصعيد السياسي تقدمه عن الوضع في سورية؟
ج: أظن بأن هذا هو الواقع وهو واقع متغير بحسب ما ستسفر عنه حالة الصدام المسلح على الأرض وعدنا الغرب والخليج والأتراك بأن النظام السوري لن يصمد حتى نهاية شهر رمضان الماضي فوجدنا أن أحلامهم باحتلال دمشق وحلب عسكرياً انتهت إلى كارثة ولو كان مشاة المارينز لا أبناء السوريين والسوريات وأبناء مناصريهم من التكفيريين العرب هم من قتلوا في ساحات المعارك تلك على يد الجيش السوري لقامت ثورة في أميركا ضد من أرسل هؤلاء المقاتلين ضد الإنتحار المحتوم.
س: عدت للتو من حلب، كيف هو الوضع هناك على الأرض؟
ج: لا شك بأن معركة حلب هي المعركة التي كان المعارضون ومن يقف خلفهم يراهنون عليها من حيث وجود خط إمداد من الأراضي التركية وقد تصرف الجيش العربي السوري بطريقة محترفة بحيث أن انتشار المسلحين الكثيف في بعض أحياء حلب لم يكن مفاجئً له وكانت لدى القيادة السورية معلومات تفصيلية عن تواجد الخلايا النائمة في أحياء معينة انتقل إليها مئات آلاف النازحين من ريف إدلب ومن أرياف حلب وكانت القيادة بين أمرين فإما كان عليها منع النازحين من الإقامة في الأحياء الحلبية وهذا مستحيل انسانياً وإما كان عليها ان تنتظر خروج المسلحين إلى الشارع لكي تفرق بين النازح المدني والنازح المسلح، وأستطيع أن أقول أن الحرب في سورية والمدعومة من دول الغرب والخليج وتركيا هي من أصعب الحروب التي يمكن لجيش نظامي أن يخوضها فأي قائد ميداني عليه أن يلتزم بضوابط منها أنه يقاتل على أرضه لذا فإن ضرب حياً يضربه المسلحون منه فهو يقصف ما ستقوم قيادته السياسية بإعادة إعماره بمعنى أن العسكرييين يقفون فعلاً في موقف بالغ الحساسية فإن تركوا المسلحين هناك مشكلة وإن أخرجوهم بالقوة من الأحياء المدنية فستكون هناك مشكلة من حيث الخسائر بالمدنيين ومن حيث الخسائر بالبنية التحتية، ومع ذلك فإن الوضع العسكري في حلب وفي ريف دمشق كما في كل المناطق التي تقوم بها المعارضة المسلحة بشن هجمات على المدنيين كما العسكريين هو كالتالي يستطيع المسلحون الظهور فجأة في أحياء كثيفة السكان باستغلال مدنيين يأوونهم ويمكنهم بالسلاح فرض إرادتهم وهناك طريقتان لمواجهتهم استباقياً
واعتقد ان المعركة في حلب تحديدا لم تعد بين الجيش السوري والمسلحين بل بين سوريا والدول التى تقف وراء المسلحين وخصوصا فيما يتعلق بموضوع السلاح المتطور والصواريخ والمسلحين الاجانب الذين تم ادخالهم وانا اعتقد ان معركة الحسم كعملية واسعة لم تبدأبعد في حلب لعدة اعتبارات والاساس فيها ان هناك خطة يعمل عليها الجيش السوري وهي فصل الريف عن المدينة من خلال اقامة طوق حول حلب المدينة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهلول السوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/31



كتابة تعليق لموضوع : حسين مرتضى لعربي برس: هاذا ما رأيته في حلب...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net