أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة في حديث لـ”الخبر برس” نشر سابقاً حول إمكانية توصل قمة “عدم الإنحياز” في طهران إلى حل للأزمة السورية، أن “القمة ستتوصل إلى حل للأزمة السورية باتفاق بين مصر وسورية لتشكيل مجموعة إتصال من أجل الضغط على جميع الأطراف المعنية لحل الأزمة”، ولكن المصادر لفتت إلى أن “الحل سيكون جاهزاً في حال لم تضغط الولايات المتحدة الأميركية على بعض الدول لمنع التوصل إلى حل على الأراضي الإيرانية يجعل طهران تلعباً دوراً إقليمياً ريادياً في حل أزمات المنطقة”.
وكان لافتاً وجود جميع الأطراف التي من الممكن أن تؤثر على اطراف الأزمة سواء الحكومة أو المعارضة السورية، حيث كان بامكان كل من إيران ومصر والسعودية وقطر والأمين العام للأمم المتحدة التوصل إلى إتفاق مع النظام السوري وأطراف المعارضة لإنهاء الأزمة، ولكن هناك من لعب في أوراق الكواليس بالخفاء فحرق الطبخة الإيرانية، ولم نسمع أي كلام جديد عن سورية.
والذي عقّد الأمور بلا شك، هو الرئيس المصري محمد مرسي، الذي أخذ يلدغ بالنظام السوري من على منبر صديقته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دون التمكن من منعه عن القول بأن النظام السوري ظالم كونه كان يتحدث مباشرةً، بشكل فاجئ جميع الحاضرين، حتى الوفد المصري تفاجئ، ما دفع بالوفد السوري برئاسة رئيس الوزراء إلى مغادرة القاعة. وكان واضحاً كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أعلن أن الوفد إنسحب نتيجة مهاجمة الرئيس المصري للنظام السوري، والتدخل السافر بالشؤون الداخلية السورية.
وقد لفتت مصادر متابعة لموقع “الخبر برس” أن “الجميع ذهل بموقف الرئيس المصري محمد مرسي الغير معلن من قبل، فلم يتوقع أحد أن يتم مهاجمة النظام السوري من على المنبر الإيراني”، مشيرةً إلى أن “الوفد المصري لم يكن على إطلاع بخطاب مرسي”.
ولفتت المصادر إلى أن “الإيرانيين تفاجائوا بما قاله مرسي، ولم يرحب بكلامه احد، ولكن الإيراني كان مضطر إلى مهادنة مرسي، كونه الرئيس المصري الأول الذي يزور إيران منذ الثورة الإسلامية، كما أنه من غير اللائق دبلوماسياً أن يتم توجيه أي ملاحظة له والجميع يعلم ذلك”.
وقالت المصادر لموقعنا إن “مرسي يبدو أنه اخل بالوعد للتوصل إلى حل للأزمة السورية، فلا يمكن التوصل إلى حل بهذه اللهجة وهذا المنطق، ولكن كان يجب أن لا يفاجئ كلام مرسي أحد، فهو ينطلق من كونه صادر عن الإخوان المسلمين، فمرسي تحدث باسم حزبه وليس كرئيس دولة إقليمية مهمة”.
إذاً، يبدو أن ما كان متوقعاً من مؤتمر قمة “عدم الإنحياز” بالتوصل إلى حل للأزمة السورية قد فشل، ولم يعد من الممكن تقديم أي حلول بعد الكلام الصادر عن الرئيس المصري، ويبدو أن أميركا حققت مآربها بمنع حصول أي إتفاق على الأراضي العربية، وهذا ليس بغريب عن العرب فهم معروفون برضوخهم للإرادة الخارجية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat