صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الجوار وحصة العراق من المياه
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 منذ سنين طويلة دعا العراق إلى حل مشكلة المياه مع دول الجوار على وفق القانون الدولي الذي ينظم قسمة عادلة لا ضرر فيها لدولة من الدول ولكن هذه الدعوات والمباحثات لم تحقق شيئاً وقوبلت بالإهمال بل ان بعضها لجأ إلى إقامة سدود عديدة على نهري دجلة والفرات ألحقت نقصاً حاداً في كميات المياه الواردة إلى العراق .
واليوم تتفاقم المشكلة في ظل التغيرات المناخية واتساع الجفاف وتهديد ثماني محافظات عراقية تقع على النهرين بالتصحر جراء سدود تركيا، وكذلك مدن وحواضر  عديدة تقع منابع مياهها في ايران ،حيث تم تغيير مجاريها وحرفها عن مساراتها في الدخول إلى الأراضي العراقية ،إضافة إلى إقامة سدود دون مراعاة للحقوق الطبيعية لوطننا،مما جعل من هذه المناطق مدن اشباح وهاجرت العديد من القرى وخربت الزراعة وهلكت الماشية فيها .
لقد فشلت جميع الاجتماعات في تحصيل حقوق العراق ،وهذا ما دعا وزير التجارة الأسبوع الماضي على حث الحكومة على ربط تجارتها مع دول الجوار وعلاقاتها بمقدار استجابتها وتلبيتها في إطلاق حصة العراق القانونية والعادلة من المياه .وهو مطلب شعبي تؤكد عليه جماهير شعبنا دائماً،لانه من الضروري ربط تجارة العراق ومستورداته التي تميل إلى صالح البلدين الجارين تركيا وإيران ،والتي تقدر بالمليارات من الدولارات سنوياً ،باحترام حقوقه في المياه وإيقاف بناء السدود التي تضر به .
وهذا اقل ما يتوجب على حكومتنا الوطنية فعله ،وعليها ان تكون حازمة في هذا الاتجاه ،فالمطالبة ليست وليدة اليوم وصدرت من أطراف عديدة قبل أن يطلقها مجدداً وزير التجارة ،ولابد لوزارة التجارة ان تبدأ من نفسها ،فليس هنالك ما يمنعها في تطبيق ذلك ،والبحث عن منافذ أخرى للتجارة مع دول لا تعادي بلادنا .
 الأمر يسير ،فكل ما نستورده ونتعامل به يتوفر لدى مناشئ أخرى ،وربما أفضل مما نحصل عليه الآن، كما إن الشركات من الدولتين تعمل من زاخو إلى الفاو يمكن الاستعاضة عنها وبكفاءة اكبر ،باختصار هم بحاجة لنا وليس العراق الذي يشكل اليوم سوقاً مربحة للعديد من الدول .
إن الأفواه العطشى،والأشجار اليابسة والأرض المالحة تستصرخ الضمائر الحية للحكومة والسياسيين وكل من تعز عليه قضية وطنية ان يمارس الضغوط على البلدين الجارين للانصياع للقانون الدولي وضمان حق العراق في حصة مياه عادلة ،كما إن على الحكومة ان تتوجه إلى المحافل الدولية والإقليمية أيضا للبحث في حل للمشكلة وممارسة أدوارهما لرفع الحيف والظلم الذي لحق ببلدنا وشعبنا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/29



كتابة تعليق لموضوع : الجوار وحصة العراق من المياه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ----- ، في 2012/09/30 .

#####






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net