صفحة الكاتب : كريم محمود شبيب

الاعلام ودوره في حقوق الانسان
كريم محمود شبيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دخل الاعلام في كل مستوياته مدخلا جديدا في الحياة اليومية سواء  أكانت انسانية أم علمية شأنه شأن بقية العلوم الأخرى التي غزت العالم ، ونتيجة التطور الاعلامي  ودخول التقنية الحديثة والاعلام والالكتروني بات جزءا ضروريا في تعريف المباديء الاساسية لحقوق الانسان كما يحصل في الترويج والنقاشات المستمرة في عالم السياسة والاقتصاد والثقافة .
في العراق وبعد التغيير اصبحت هناك فسحة كبيرة للاعلام العراقي نتيجة انبثاق القنوات الفضائية المتعددة والصحافة المقروءة والمسموعة المنتشرة في الفضاء الواسع في ان يلعب دورا مهما وحيويا في نشر مفاهيم حقوق الانسان ومباديء الاعلان العالمي له ، فضلا عن الاتفاقيات الدولية التي تهتم به والترويج له ليطلع الشعب على تلك الحقوق والواجبات التي يجب التمسك بها وايجاد الوسائل الضرورية للضغط على الجهات التي تتحمل المسؤولية الكاملة في احترام واشاعة هذا الحق الانساني من خلال ايجاد القوانين والتشريعات التي تجعل من يعيش الانسان في أمن وأمان وايجاد الارضية الكاملة له لان يطالب بحقوقه ويقاوم الانتهاكات المختلفة التي يتعرض لها من اية جهة كانت ، بغض النظر عن العرق او الجنس او اللون او القومية او الطائفة او الدين او اللغة او حتى الرأي السياسي وغير السياسي او الاصل الوطني او الاجتماعي او الثروة او المولد او اي وضع آخر .
تم نشر الاعلان العالمي لحقوق الانسان  بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في العاشر من كانون الاول / ديسمبر عام 1948 والذي اقر في ديباجته في ان يكون لجميع الاسرة البشرية من كرامة اصيلة فيهم ، ومن حقوق متساوية وثابتة ، يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم ، وبعد ان أحس البعض من اصحاب الضمير الحي من تجاهل لحقوق الانسان وازدرائها قد افضيا الى اعمال أثارت بربريتها الضمير الانساني ، فضلا عن تمتع الانسان بحماية النظام القانوني وبحرية القول والعقيدة والتحرر من الخوف والفاقة والعمل على تنمية علاقات ودية بين الامم الى غيرها من التفاصيل .
لقد وصلت مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان الى ثلاثين مادة نظمت فيه احقية الانسان في الوجود ، وتبقى المادتان (19 ، 20) منه التي ننطلق منها الى الافق الاعلامي والثقافي المتمرد عن الواقع البائس الذي  بالامكان ان يتعرض له الانسان ، وتتحدث المادتان عن حق الشخص في التمتع بحرية الرأي والتعبير ، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة ، وفي التماس الانباء والافكار وتلقيها ونقلها الى الواقع بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود ، ولكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات ولايجوز ارغام احد على الانتماء الى جمعية ما .
ويبقى الاعلام العراقي على الرغم من بروز ظاهرة الانفتاح نحو العالم الآخر والتطور المتنامي لايلبي الطموح في هذا المجال المهم والحيوي في حياة الانسان العراقي ، وعليه يجب ان يتحمل المسؤولية الكبرى ويأخذ على عاتقه اظهار قيمة الانسان الحقيقية التي يجب ان يكون عليه ، خصوصا وان الانسان العراقي قد تعرض على مدى العقود الماضية الى انتهاكات يندى لها جبين الانسانية ، وما المقابر الجماعية وضحايا الانفال والتهجير القسري والهجرة الجماعية  الا دليل على تلك الانتهاكات ، وعلى الاعلام الآن ان يأخذ دوره الحقيقي في ايصال المعلومة الحقيقية عن هذا الجانب فضلا عن دوره في التثقيف لقضية حقوق الانسان باعتبارها مرتكزا اساسيا تُبنى على اساسه ثقافة الامم وهذه هي المسؤولية التاريخية المناطة بالاعلام وحملة الفكر والاعلام المبني على الاستقلالية والكلمة الصادقة الحرة 
                                                                                                 كاتب وناشط في حقوق الانسان
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم محمود شبيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/27


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : الاعلام ودوره في حقوق الانسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net