صفحة الكاتب : صالح العجمي

التحريض الطائفي ليس من أخلاقيات الثورة
صالح العجمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  الثورة  اخلاقيات و قيم  ومباديء   وتسعى إلى  تحقيق رفاه الشعوب   على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية    وتشرع  لقوانين ودساتير  تراعي   حقوق الاقليات كما تراعي  حقوق الاكثريات   وإذا انحرفت الثورة  عن هذا المسار  الحضاري  فقد تكون بعيدة كل البعد عن  أدبيات   ونواميس  الثورات  الأنسانية   التي يتشرف كل  إنسان  أن ينتمي إلى صفوفها.
 
          وللأسف  ما نلاحظه  في مجتمعنا اليمني من بعض  المحسوبين على الثورة  ومن يزعمون أنهم  في صف الثورة      خصوصا النخب   المحسوبة على القطاع الإعلامي  ونقدر نسميهم   المحبطين  يستثمرون   اجواء الخلافات بين  الأطراف   في   تغذية الخلافات المذهبية  والتنظير   لحتمية حرب طائفية في اليمن يجب  ان  تدور رحاها    لتحقيق مكاسب  سياسية    واخرى  شخصية   واخرىانتقامية قائمة على  نزاعات  مزمنة  وحين فاجأهم الشعب  بالتلاحم الشعبي  وتجاوز تلك الخلافات التي كانوا يعولون عليها  في  تحقيق مصالحهم  بعيدا  عن  التحلي بأدني قدر من المسؤولية  الوطنية والأخلاقية  حيث أن   الثورة  اسدلت  الستار  على  كل تلك الخلافات الحزبية والطائفية  وفتحت صفحة جديدة واكسبت الشعب فرصة استثنائية للتوحد والتعايش السلمي والتدافع نحو بناء دولة مدنية لا تشوبها شائبة  من المناطقية والتطرف الديني والحزبي  ما كان  من اؤلئك    المتعطشين للدماء   ومن  لا  دين لهم  إلا تحشيد اقلامهم   وتلويثها بجرم  أخلاقي  ودعوات  مستمرة  إلى حرب  طائفية   تسحق  الجميع وتدمر البلد و تدخل الى عقر كل دار ويعتقدون أنهم سينجون  من  كارثة بهذا الحجم  التي ستطال الجميع   وتقطع  كل الأواصر والعلاقات الاجتماعية والاخوية    من الجنوب  الى الشمال   بل  ستحلق رائحتها الكريهة في  المنطقة    والغريب أن  بعض وسائل الإعلام  تمد يدها لتلك  النفوس  السوداء والأقلام  الملوثة بالدم  وتقدم  مثل هذه المواد الإعلامية  التي لا يقل خطرها  عن قنابل  هيروشيما   .
 
         عندما   نتحدث عن  التغيير والبناء وثورة قامت من أجل الإصلاح  والتنمية   يجب علينا  الشفافية في ما نقوله  وان نتجب الغموض وسياسة المرواغة  وتحشيد الخلافات المذهبية في  خطابنا الإعلامي الثوري   وان  نفكر في   تغيير السياسات العقيمة   القائمة في البلد  وتطويرها   وان  نبادر إلى القضايا العامة   من الدستور إلى   الأمن  والاسثثمار   والزراعة والسياحة والتعليم   بدلا عن الذهاب  إلى  تغيير عقائد الشعب وانتماءتهم المذهبية والسياسية في الوقت الحرج الذي تمر  به البلد  حيث وأن الوضع المأساوي الذي يعيشه  نصف سكان هذه البلد وما يمتلكونه من أسلحة  بعيدة عن سيطرة القانون  قد يكون  فض الصرا ع  الطائفي   شبه مستحيل   والكثير من ابناء الشعب يفكر في الانتحار وقد يكون له ذريعة شرعية ودينية أنه  مجاهد في سبيل  الله واعادة الناس الى جاة الصواب  والحق 
 
          ومن الأفضل أن  نتعلم من  تجارب  الشعوب المثالية  في لبنان و الهند وغيرها من البلدان التي يوجد فيها ديانات مختلفة وطوائف وعشائر واحزاب ولكن انسانية النخب السياسية والدينية في تلك البلدان ووعيهم لم  يخول لهم  استغلال  مثل هذه الخلافات  لتحويل بلدانهم الى  حلبات صراع    من اجل حب الظهور والوصول الى السلطة بناء على   سياسة قذرة لا ترتقي الى  مفاهيم الانسانية   وليعلم اولئك  ان  نجاح الدولة في تحقيق مطالب   الناس  المعيشية والتعليمية  كفيلة  بتغيير  الإنسان, ,   و  من عشعش الجهل في عقولهم وهدفهم من التغيير هو احلال  أنفسهم  في مراكز السلطة  بديلا عن النظام السابق  بناء  على  خلفية عقائدية ودينية  ومحاولة  السيطرة على كل مراكز القوى  لهدف  طائفي ضيق  يقود  البلاد إلى الهاوية  ويستنزق مقدرات  الشعب  في قضايا  يدور حولها   الخلاف التاريخي  ولا يمكن أن تحل  من خلال وضع دستور  وقانون  يرغم   اي جهة عن التخلي  عن عقائدها وانتماءها     وعلى تلك القوى  أن تعي أن  مهمة  فرض  رؤية  أن يكون الناس على قلب رجل واحد  متنافي مع قضية الديمقراطية والحرية  وما  إلى ذلك من المفاهيم  الإنسانية  والقول   كل  شاه معلقة بإذنها  وعليهم أن يتجهوا  إلى  مربع التعايش السلمي  بدلا من  تصنيف الناس  إلى أشكال وألوان  وفئات  ولدينا تجارب كافية  في  اليمن عن القيادات الفكرية  التي  تبنت  نشر الطائفية في المجتمع  وتسلقت بهذا النهج  البغيض الى السلطة  والجماهير الذين التفو حولهم و امنو بما لقنوهم  يدركون   الآن حجم التظليل الكبير الذي  تعرضوا له  بإسم  الدين  ومن كان بالأمس  في المنبر   يتحدث عن الجنة والنار  ويكفر  طوائف المسلمين  ويدعي انه  الفرقة الناجية   وصل الى  مركز  سلطوي  وترك الساحة تتناحر  في  مابينها   والأمثلة  كثيرة   لا يمكن حصرها      .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح العجمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/25



كتابة تعليق لموضوع : التحريض الطائفي ليس من أخلاقيات الثورة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net