صفحة الكاتب : زهير الفتلاوي

(العشائر العراقية.. تشكيلاتها وأعرافها) في مجلس الدكتورة آمال كاشف الغطاء
زهير الفتلاوي

 الباحث في شؤون العشائر محمد عبيد الجابري  يقول : 

 

  هناك عدة ظواهر دخيلة على قانون العشائر، منها حرق البيوت وفيها النساء والاطفال، والكتابة على المحلات والدور بكلمات (مطلوب عشائريا)   

 

 زهير الفتلاوي

دعمت العشائر العراقية بناء الدولة وترسيخ قيم القانون، الا انه بعد عام 2003 ظهرت العديد من السلبيات واخذت مجموعات تعمل تحت ظل الاعراف والتقاليد العشائرية، الا ان شيوخ ووجهاء العشائر ابدوا استغرابهم من هذه الاعمال والتجاوزات منها الهجوم على بيوت الناس وكتابة «مطلوب عشائريا» فضلا عن استخدام السلاح بطرق غير قانونية وابتزاز الناس والاعتداء عليهم بالاسلحة المختلفة.

مجلس الدكتورة امال كاشف الغطاء دعا الى عقد مؤتمر عام لطرح كل القضايا التي تسيء الى سمعة واعراف العشائر، وفي ندوة موسعة حضرها شيوخ عشائر ووجهاء اغلب محافظات العراق فضلا عن قيادات امنية رفيعة ناقشت التهديدات التي تواجه المجتمع واهم اعراف وتقاليد العشائر وحملت عنوان (العشائر العراقية وتشكيلاتها واعرافها).ولمتابعة التفاصيل  و انعقاد الندوة وكان لنا  هذا التحقيق التالي:  اول المتحدثين كان الباحث في شؤون العشائر محمد عبيد الجابري الذي قال: ان الهدف من هذه الامسيات والملتقيات هو نشر الوعي الثقافي بين افراد المجتمع، وقيم التسامح والتعاون ونبذ الفرقة والغاء العادات القديمة غير المحمودة .

وبين الباحث: ان مفهوم العشيرة في اللغة، هي من العشرة والتآلف والانسجام بين الافراد، وهم يرتبطون بكثير من الروابط 

بعد ذلك تطرق الباحث الى عدة مصطلحات تخص العشائر قائلا: نواة العشيرة هي الاسرة التي لا يزيد عدد افرادها على (30) فردا، والفندة التي تتكون من عدة اسر ولا يتجاوز افرادها (150) فردا، اما الفخذ او الحمولة الذي هو مجموعة من الفند فيبلغ عدد افراده بحدود (500) رجل، واذا ما زاد عدد افراد الفخذ اصبح عشيرة، وهناك ما هو اكبر من العشيرة التي هي القبيلة صعودا الى الامارة والتي تم اعلان عن اكثر من امارة في السنوات الاخيرة الماضية .

ثم عرج الباحث على موضوع المضيف  قائلا: المضيف هو مكان الضيافة، ويختلف موقعه وشكله من عشيرة الى اخرى. وقد يكون عبارة عن بيت من الشعر كما في الصحارى، أويكون من القصب والبردي، او يكون من الطابوق . 

ثم تطرق الى الصفات الواجب توفرها في الشيخ، مثل فصاحة اللسان، وتنوع المعلومات، وسرعة البديهة والفراسة والهدوء التام والاستماع للاخرين .

  وتطرق الى موضوع الفصول العشائرية او الدية قائلا: يختلف الفصل من عشيرة لاخرى ومن سبب لاخر وتقسم الى عدة اقسام منها: (دية الاعضاء): والتي تكون خاصة للحوادث غير المقصودة مثل حوادث السيارات، ودية الاعضاب في الحوادث غير المقصودة: والتي فيها ظروف معينة مثل سياقة السائق تحت تأثير المسكر .

اما دية الاعضاب في حوادث المشاجرة: والتي يحصل فيها استخدام سلاح ناري او جارح، وهناك دية القتل غير العمد ولكن اصعبها القتل العمد لاسيما اذا ما رافقتها سرقة وخطف واغتصاب او ما شابه ذلك. حيث تتطلب عند ذلك عدة اجراءات، مثل النفي او (الجلوة) التي قد تكون دائمية او مؤقتة، وقد يتم هدر دم الجاني حتى بعد الفصل العشائري.

راية العباس: وهي المرحلة الاخيرة في الجلسة العشائرية (الفصل)، وهي منتشرة في محافظات بغداد والعمارة والبصرة والناصرية والكوت وغيرها، وتعتبر هذه الراية امان بين الطرفين 

وينتهي موضوع الفصل بعد ان يعطي المذنب قسما من الفصل المقرر ويبقى القسم الاخر لمدة معينة وفق شروط. ومن ثم يتصافح الطرفان وينتهي الامر.

وفي ختام البحث بين الجابري دور العشائر الكبير في الازمات او الثورات او مراحل التحول السياسي التي يمر بها البلد، محذرا من خطورة توظيف العشائر سياسيا، لان له انعكاسات سلبية على العشيرة نفسها. لاسيما الشيوخ والوجهاء.

مبينا: ان اغلب الكتل السياسية لا تريد ان تأخذ العشيرة دورا سياسيا بالمعنى العام للقيادة، وانما تريد تسخيرها من اجل كسب الاصوات في الانتخابات .

الجابري قال: ان هناك عدة ظواهر دخيلة على قانون العشائر، منها حرق البيوت وفيها النساء والاطفال، والكتابة على المحلات والدور بكلمات (مطلوب عشائريا) او حول املاك المحلات وحرقها، وهذه الحالات دخيلة على المجتمع العشائري والغرض منها والكسب المادي، كما نوصي بعقد مؤتمر موسع ويعمم على كافة العشائر ويوصي بعدم وجود فصل لكل من يقوم بهكذا اعمال بعيدة عن القانون والاعراف العشائرية والاجتماعية، كما يجب ان يكون الرادع قوي  وصارم وتطبيق القانون  .

وبين: ان هناك شجارات تصل الى الضرب بالأسلحة الجارحة والبنادق وحتى المارة يصابون احيانا ما ينجم عنه الموت والسجن وتشرد الاطفال وتشتت الاسرة. كما ان هناك دورا سكنية تم بيعها بسبب تصرفات الشباب الطائش ودفع ثمنها للفصل العشائرى  وعدم متابعة الاباء لابنائهم الشباب ما يؤدي الى ارتكابهم للجرائم الجنائية التي قد تصل الى حد الارهاب .

اما قائد عمليات الكرخ الفريق الركن علي  الموسوي فقد قال: هناك بعض الهفوات في تصرفات العشائر بشكل عام، لكن العشائر لا تخرج عن التقاليد الاسلامية وخاصة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ذات البين .

مضيفا: ان هناك تناقضا بين القانون والعشائر الذي يصل الى حد التضارب، لافتا: الى ان واجب القوات الامنية توفير الامن والامان لكل اطياف المجتمع .

واكد: ان القوات الامنية ستضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المواطنين وعدم احترام القانون والتجاوز على الممتلكات العامة والشخصية والكتابة عليها بعبارة (مطلوب عشائريا) ولا تتأثر بالازمات والسجالات السياسية .

وكشف: ان هناك تركة ثقيلة ورثتها قوات الجيش من قبل القوات الامريكية ونعمل على تجاوزها من اجل استتباب الامن وبناء العراق. وذكر: ان الارهاب نهجه واحد ولا دين له وتوجهه هو اشاعة الطائفية وافشال المشروع الديمقراطي ولكننا نعمل بجهد استخباراتي كبير وسنقضي عليه تماما بتظافر كل الجهود .

واكد على دور العشائر والجيش في التعاون المشترك من اجل عبور هذه المرحلة الحرجة وخاصة ان نهج رئيس الوزراء هو حصر السلاح بيد الدولة .

فيما بين اللواء الركن خلف رحيمة المحمداوي قائد الفرقة السادسة ابعاد هذه الملتقيات، حيث اكد على تذويب الخلافات وطرح كل المتعلقات امام شيوخ اجلاء لهم ثقلهم في المجتمع والدولة .

وقال: نريد ان نبني الوطن من دون خسائر في الارواح، ،  و قال  ظهرت عدة سلبيات في المجتمع العراقي ومنها تعاطي المخدرات والمتاجرة بالاعضاء البشرية والسلاح، والرمي العشوائي للعيارات النارية .

اما الشيخ ماجد الجنابي مسؤول مجلس اسناد حي الجامعة، فقد قال: ان مناطق حي الجامعة والعامرية والخضراء تعد آمنة بفضل تعاون السكان مع رجال الامن والجيش على شتى المستويات وخاصة تزويدهم بالمعلومات الاستخبارية .

فيما بينت الدكتورة آمال كاشف الغطاء: ان العشائر العراقية صاحبة الدور الكبير في رسم سياسة وتاريخ العراق ومنهجه، فضلا عن المساهمة في سيادته .

واضافت: ان العشائر ساهمت ومنذ فجر الاسلام في سبيل توطيد الامن والاستقرار، وتساءلت كاشف الغطاء: لماذا تراجع دور العشائر العراقية على مدى الحقب الماضية والحالية .

وبينت: ان اجتماع العشائر في هذا المكان والزمان نتيجة لاهمية دور العشائر في حفظ الامن والاخبار عن المجرمين والارهابيين وعدم السماح لهم بعودة العنف الطائفي الى البلد. والمحت الى ان عائلة كاشف الغطاء تتشرف بارتباطها مع العشائر .

فيما اوضح الشيخ هاشم ابو ريشة الحاجة القصوى لهذه الملتقيات الحوارية كي تسهم في تذليل العقبات وسماع الاراء ووجهات النظر، وقال: ان هناك حاجة ملحة للنظر ببعض الاعراف العشائرية وخاصة في مجال الفصل والدية ودفع التعويضات ولا تتناسب مع القيم العليا التي تحكم بها العشائر العراقية .

مضيفا: ان بعض العشائر وفي بغداد خاصة تطالب بدفع مليار دينار للتعويض عن الضرر الذي لحق بها، مبينا ان هذا مخالفا للشريعة الاسلامية ولقانون السماء  وان هذا الموضوع في غاية الاهمية ويتطلب موقفا من الدولة والعشائر .

وفي الختام، تم الاتفاق على الخروج بعدة توصيات ومقترحات لعرضها في المؤتمر العام للعشائر منها: اولا: ادانة العشائر للارهاب، وثانيا: منع التهديد العشائري للاطباء والتجاوز على القانون، وتفعيل  قرار رئيس الوزراء لكل من يهدد الموظف في عمله بثلاث سنوات سجن. وثالثا: دعم واسناد الاجهزة الامنية وخاصة في المعلومة، ورابعا: الانفتاح على دعم العشائر بمختلف المسميات وحقهم في تمثيل المجتمع. خامسا: الحفاظ على الوحدة الوطنية والتقارب بين وجهات النظر، عند حدوث خلافات بين العشائر ودعم المصالحة الوطنية. سادسا: توحيد موقف العشائر وان لهم رأي في توحيد الخطاب وخاصة في قواطع المسؤولية. سابعا: ان يكون للعشائر حضور في المناسبات والاحتفالات الرسمية والدينية وبشكل مميز واحترام الشعائر والرموز الدينية. ثامنا: اعطاء دور للمرأة في المساهمة في بناء المجتمع والعمل على شتى الاتجاهات وعدم التهميش. تاسعا: دعم مشاريع الطلبة والشباب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم واعدادهم قادة للمستقبل. عاشرا: تشكيل وفد للقاء بالمسؤولين لتوفير الخدمات والحفاظ على الامن. حادي عشر: توحيد السلم والتضامن بين العشائر وعدم التمييز بين عشيرة واخرى وخاصة عدم المبالغة في الفصول. ثاني عشر: عقد الندوات والمؤتمرات بين مناطق الكرخ والرصافة وتبادل المعلومات وتوثيق الاجتماعات ومناقشة تعامل القوات الامنية مع المواطنين والسيطرات خاصة. ثالث عشر: طرح موضوع عقد مؤتمر موسع لمعالجة الفصول العشائرية والقضايا الداخلية على العشائر .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/24



كتابة تعليق لموضوع : (العشائر العراقية.. تشكيلاتها وأعرافها) في مجلس الدكتورة آمال كاشف الغطاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : سيد عبد الحسن البطاط ، في 2015/06/17 .

العشائر تحتاج الى قانون بالرغم من وجود اعراف وسواني لكن اغلبها غير ملتزم بها بحكم ازد واجية المفاهيم القانونية التي شرعة في العراق فالمواطن تحكمه قوانين دينية وقوانين مدنية وقوانين عشائرية عرفية وايضا مرة هده القوانين بمراحل حيث كان القانون الديني سائد في المجتمع ابان الخلافة العثمانية ثم قانون المدني في القرن المنصرم اى قرن العشرين فضلا عن ممارسة القانون العشائري على نطاق واسع واحيانا يتاءرجح حسب قوة نظام الحكم المدني مما سبب عدم اعتماد سنة قانونية تحكم تصرفات ابناء العشائر كما كانت سلطة روءساء العشائر في زمن الاقطاع اى دكتاتورية فرض القانون العرفي كونه يخضع الى سلطة الشيخ اما في زمن الحكومات الجمهورية عفت سلطة رئيس القبيلة فضلا عن فوضى سقوط النظام السياسيى الصدامي مما اربك المشهد العرفي والقانوني ادا نحتاج الى حملة اعلامية تتبناها وزارة الثقافة والداخلية بتسليط الضوء عليها وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي قسم الاجتماع والتربية النفسية حتى توجه انظار المجتمع الى اهمية السواني العشائرية وتحويلها من ظاهرة سلبية اللا ظاهرة ايجابية

• (2) - كتب : سيد عبد الحسن البطاط ، في 2015/06/17 .

العشائر تحتاج الى قانون بالرغم من وجود اعراف وسواني لكن اغلبها غير ملتزم بها بحكم ازد واجية المفاهيم القانونية التي شرعة في العراق فالمواطن تحكمه قوانين دينية وقوانين مدنية وقوانين عشائرية عرفية وايضا مرة هده القوانين بمراحل حيث كان القانون الديني سائد في المجتمع ابان الخلافة العثمانية ثم قانون المدني في القرن المنصرم اى قرن العشرين فضلا عن ممارسة القانون العشائري على نطاق واسع واحيانا يتاءرجح حسب قوة نظام الحكم المدني مما سبب عدم اعتماد سنة قانونية تحكم تصرفات ابناء العشائر كما كانت سلطة روءساء العشائر في زمن الاقطاع اى دكتاتورية فرض القانون العرفي كونه يخضع الى سلطة الشيخ اما في زمن الحكومات الجمهورية عفت سلطة رئيس القبيلة فضلا عن فوضى سقوط النظام السياسيى الصدامي مما اربك المشهد العرفي والقانوني ادا نحتاج الى حملة اعلامية تتبناها وزارة الثقافة والداخلية بتسليط الضوء عليها وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي قسم الاجتماع والتربية النفسية حتى توجه انظار المجتمع الى اهمية السواني العشائرية وتحويلها من ظاهرة سلبية اللا ظاهرة ايجابية




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net