لقد اثبت السيد السيستاني اليوم انه ليس ايرانيا كما تدعون
موسى الحياوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انهال البعض طعنا وشتما بالسيد السيستاني بحجة انه لم يعلن عن رؤية الهلال يوم السبت ,وراح البعض يتهجم عليه بحجة انه اعلن عن ذلك قبل الساعة الثامنة مساءا,ونسي هؤلاء ان السعودية والدول العربية كانت قد اعلنت قبل الساعة الثامنة مساء يوم الجمعة ايضا بانها لم تر الهلال وان يوم الاحد هو اول ايام العيد ورغم ذلك لم يخرج علينا من يقول كيف يعلنوا ذلك قبل ان يحل العشاء؟.
لقد اعلان بعض المراجع الكرام ان يوم العيد هو الاحد لم يكن مرجعه الوازع او الفقه الديني,بل وازعه الذي يعلمه الجميع لشهر شوال,والا فنحن نعلم من مصادرنا الخاصة بانه لم يتقدم اي شاهد لاي من مكاتب اولئك المراجع ليخبرهم عن رؤيته الهلال,ولو كان هنالك اي شخص راى الهلال لكان قد تقدم الى مكتب السيد السيستاني ليعلن ذلك وان يبلغ بذلك اي من مكاتب السيد السيستاني وهي منتشرة في اغلب المدن العراقية .
قد يقول قائل بانه كان على السيد السيستاني ان ينساق الى راي اغلبية المراجع الشيعية في اعلان العيد,لقد ارادوا ان يخضعوا السيد السيستاني لولاية السيد خامنئي ورايه بعلم ام بحسن نية,وهم يعلمون بان السيد السيستاني لا يبيع الدين من اجل السياسة,ولا يمكن له ان يرضي السيد خامنئي بان يكذب على الناس ويقول رايت الهلال وهو لم يره ولم يتقدم احد من العدول الى مكتبه ليشهدوا على رؤية الهلال.
لطالما اتهم البعض السيد السيستاني بانه -عميل- وانه منحاز الى بلده الاصلي ايران,واليوم يكتشف هؤلاء الادعياء قبل غيرهم مدى استقلالية السيد السيستاني عن النفوذ الايراني الذي اصبح البعض يتفاخر به بعد ان كان يعير غيره به,لقد اثبت موقف السيد السيستاني من رؤية الهلال بانه مستقل بالكامل عن ايران,وانه عراقيا اكثر من الكثير ممن يدعي انه عراقي ثم يميل حيث تميل موازين القوة.
نعم يجب ان نشكر السيد السيستاني لانه اثبت بان رايه وفقه وتوجهه مستقلا عن ايران وعن غيرها,وان غايته هو الله وحده,وان قيوده هي الشرع والدليل,وكل ما سواهما فهو تحت نعاله,فلا حاكم على الشر عالا الشرع,وان السياسة وساستها تبعا للشرع وليس الشرع تبعا للسياسة كما اصبح البعض يغني بحجة ان مداراة الناس من الدين,وهو امر مخالف لدين الله ولوصية سيدنا علي عليه السلام الذي قال لاحدهم في الحج بانه لا يترك شرع الله من اجل مرضاة فلان.
شكرا سيدي السيستاني فقد اثبتت للاعمى والبصير بان كل ما روجه المغرضون عنك قد اصبح هباءا منثورا,وعلى شانئيك ان يثبتوا اليوم انهم مستقلون ايضا وليسوا تبعا لشرقي او غربي,بل عليهم ان يقسموا امام مقلديهم انهم راوا الهلال او تقدم احدهم لمكاتبهم يشهد برؤيته ان كانوا صادقين في اعلان يوم العيد,ونقول للبعض الذين يريدون توحيد الشيعة على الباطل بان تمزق الشيعة الى طوائف خير من ان يجتمعوا على باطل,والمرجع نائب عن الامام في غيبته ومحاسب على ما استؤمن عليه ,فان كذب على الناس وادعى انه راى الهلال وهو لم يره,فكيف له ان يهدي الناس الى سبيل الحق وهو يكذب عليهم حتى في هذه؟.
الحق احق ان يتبع,و ما ارى السيد السيستاني وهو يرى البعض ينفرون عنه الى ان يستشهد بقول امير المؤمنين علي عليه السلام حين قال ما ابقى لي الحق صاحبا,وكفى بك فخرا سيدا السيستاني ان من فرّ عنك هم حثالات هذا العصر من الذين يبيعون الدين باسم السياسة