مرجعية السيد السيستاني دام ظله والانتخابات النيابية / البينات مصدرا
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

سأستعين بشاهد قبل الولوج لعوالم البيانات
الشاهد / غسان سلامة، سياسي لبناني واستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون، شغل منصب وزير الثقافة اللبناني عام 2000 إلى عام 2003 م وشغل منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وهو الرجل الذي تبنى المبادرة السعودية السلام مع إسرائيل
أي أن الرجل لم يكن من أتباع أهل الولاء لا للشيعة ولا للسيد السيستاني، الذي يهمنا من الموضوع، إنه كان ضمن وفد الأمم المتحدة المبعوث إلى العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003م، أعرب في أحد لقاءاته على قناة b b c عن انبهاره بالفكر السياسي عند السيد السيستاني دام ظله، عندما التقاه بعد سقوط الطاغية، بخصوص تشكيل مجلس الحكم، وسجالات كتابة الدستور وشرعيته، أذ قال لا صحة لما يقال عن أن المرجعية الدينية تقدم طرفا على آخر، فهي أكبر من هذا الكلام، وردت الشهادة بأدلاء الكاتب (مرتضى عصام)عن الأسس التي يقوم عليها الفكر السياسي عند المرجعية الرشيدة.
بعث سماحة السيد السيستاني رسالة إلى الرئيس حسني مبارك عام 2005 م عن طريق السفارة المصرية في العراق فيها توضيحا تفصيليا لتوجهات السيد ومواقفه، ذلك أثر اتهام حسني مبارك الشيعة في العراق بالتبعية لإيران، موضحا الموقف الحقيقي لشيعة العراق، ومن أهم الأسس التي أرساها سماحة السيد أن الوحدة الوطنية هي الضمانة للعراق في الخروج من أزمته، وسيادة العراق يجب أن تكون محترمة من قبل الدول المتعاونة معه، واستقلالية قرارات الحكومة يجب أن تكون بين أبنائه، والوقوف على مساحة واحدة من كل الكتل السياسية
جذبتني مقولة مهمة للأستاذ (إبراهيم العابدي) باحث من مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية (صالحت النظرية السيستانية الأمة مع نفسها ومع ما توصل إليه الفكر التشريعي، من نظم واليات وفلسفات سياسية حاولت أن تعالج الاستبداد وتواصل لحرية الإنسان)
سجلت المرجعية حضورها الكبير في المحطات المصيرية الكبرى، وتضع الجمهور ومفكريه ومثقفيه وساسته ليكونوا في مستوى المسؤولية التاريخية.
هناك تشخيص حقيقي للأستاذ (أياد العنبر) نشره تحت عنوان (الانقلاب المخملي) تقع سمات هذا الانقلاب بترسيخ السيد السيستاني المبدأ العام الذي يجعل الشعب مصدرا للسلطات، ورسخ من خلال البيانات التي أصدرها عبر مواقف تتجاوز نمط التفكير الفقهي التقليدي مع الشأن السياسي، بالمقابل شرع لتأصيل فقه سياسي يتلاءم مع منطق الدولة المعاصر، في قراءة للأستاذ (حسين كركوش) لبيان مكتب السيد السيستاني بشأن الانتخابات العراقية، يرى فيها أن السيد السيستاني رجل دين وليس رجل سياسة لكنه كشف عن نضج سياسي معقد لم يتوفر مثله لدى الطبقة السياسية العراقية، وقمة النضج السياسي لدى السيد السيستاني هو البيان الذي أصدره بشأن الانتخابات التشريعية، موقف السيد السيستاني وثيقة سياسية مدنية تستحق أن يتوقف عندها كل العراقيين، وقد بين سماحته، أن العزوف عن المشاركة سيمنح الفرصة للآخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة
وبيان المرجعية هو عبارة عن خارطة لتصحيح المسارات الخاطئة، وانتاج مخرجات انتخابية سليمة تسهم في إصلاح الواقع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat