الإمام الصادق (عليه السلام) والمذهب الجعفري!
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر

تُعد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أقدم المدارس في الاسلام حيث يقترن تأسيسها بأول بزوغ فجره وفي زمان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي عرّف المسلمين بها وبعلو مقامها وقداسة شخوصها وولايتهم على المؤمنين وفضلهم وعلمهم وفرض طاعتهم وحقهم في خلافته ووراثته والنص على إمامتهم (عليهم السلام)
لكن الظروف التي واجهت مسيرة هذا الاتجاه الحق كانت كبيرة حيث عاشت محنا عظيمة فلم يتسنى إذاعة تعاليم هذه المدرسة الحقة الا في زمان الإمام الصادق (عليه السلام) حيث تزاحمت الركبان في مجلسه وأختلفت الأفئدة على درسه وعُقدت القلوب على فضله وأشارت الخناصر على علو شأنه
حينها رسخ (عليه السلام) تعاليم الحق وأذاعها في الآفاق لاختلاف ظرفه وفسحة أيامه وإنشغال الطغاة عنه، فشيد معالم الحق وأرسى قواعده وحصيلة ذلك أربعة الالاف من حملة العلم كلٌ يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) .
فماجاء به هو عين الدين المحمدي والنهج العلوي الذي أظهر حقائقه ونشر معارفه وأما تسمية طائفة الحق بمسمى الجعفرية هو لإن معارف الثقلين أُظهرت على يديه وإنتشرت في إيامه والا فإن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من أول إمام الى آخره نهج واحد وطريقة واحدة مثلى ومحجة بيضاء ناصعة هادية
كل ماهنالك أن ظرف الامام (عليه السلام) كان مؤاتيا لنشر المعارف الحقة فقد عاصر هرم ونهاية دولة بني إمية وطفولة بني العباس والارهاصات التي إستتبعت هذه الحقبة فلم يكن بإمكانهم أن يضيقوا على الامام (عليه السلام) في باديء الإمر ، فكانت إمامته ممتدة ل ٣٤ سنة وهذا كان كافيا لتربية إجيالا من المسلمين على نهج الاستقامة والبصيرة
وهذا يكشف الستار عن الفرق الجوهري بين مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وبين الطوائف والفرق المرتبطة بالبلاط الذي إنشأها بالقوة والمال وليس بالعلم والبصيرة والعمل فكانت القضية الدينية التي روجها الإمام (عليه السلام) مغايرة لما هو معهود من صناعة الاتجاهات المتصلة بالسلطان والمعتاشة على قصاعه !
رغم ترويجه للدين الذي كادت أن تندرس آثاره معالمه لإغتصاب حق من نصبهم الله عز وجل هداة أبرار وحجة لله على الأخيار فلم يرق للفئة الباغية التي أول ما أستحكمت على الأمور وأخضعت الرقاب أغتالوا صادق العترة (صلوات الله عليه) عن طريق أزلام طاغية عصره الدوانيقي (لع) فذهب إلى ربه مظلوما شهيدا!!
#رئيس_المذهب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat