الإمام الصادق (عليه السلام) و التصوف!
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر

يروج البعض ممن أشتبه عليه الإمر [أن الصوفية شيعة أضلوا الطريق ]وهذه دعوى قام الدليل على خلافها فالآثار الواردة عن إهل البيت (عليهم السلام) تُثبت أن هناك محنة حقيقية بينهما لضلال الصوفية فكرا وسلوكا وإعتقادا وهذا يظهر من التحذير الشديد الوارد منهم (عليهم السلام) بحق التصوف وبما أننا نعيش ذكرى صادق العترة الطاهرة (صلوات الله عليه) سنتعرض لبعض من رواياته التي ذمت هذه المنظومة الضالة الوافدة الينا من إمم غابرة لا تمت إلينا والى ديننا بإدنى صلة!
ما رواه -الضمير راجع للمقدس الاردبيلي- أيضا في الكتاب المذكور -حديقة الشيعة- بإسناده قال: قال رجل للصادق عليه السلام قد خرج (ظهر - خ) في هذا الزمان قوم يقال لهم الصوفية فما تقول فيهم؟
فقال عليه السلام: إنهم أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم وسيكون أقوام يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بلقبهم ويأولون أقوالهم ألا فمن مال إليهم فليس منا وإنا منه براء ومن أنكرهم ورد عليهم كان كمن جاهد الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وآله (١)
وروى علي بن الحسين بن بابويه القمي في قرب الإسناد الذي صنفه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن العسكري عليه السلام أنه قال سُئل الصادق (عليه السلام) عن حال أبي هاشم الكوفي فقال: إنه فاسد العقيدة جدا وهو الذي ابتدع مذهبا يقال له التصوف وجعله مقرا لعقيدته الخبيثة (٢)
–أما محاولات إقحام العقيدة الجعفرية الاثني عشرية في ركب التصوف فهذه جريمة كبرى ورزية عظمى تنم عن الجهل المظلم لمدعيها وحملة لوائها، لان هذه المنظومة عابرة لحدود المعتقدات بل حتى الأديان !!
يتبع الصوفية منهجا ضالا يعزل الشريعة الغراء والتعامل مع ظواهرها عن الواقع الخارجي ، ومن أخطار هذه الفئة الضالة أنها تميع المباديء الحقة وتُلغي خصوصية الاعتقاد بها والعمل وفقها لصالح أهواء سقيمة ومقالات باطلة
وهناك أخبار كثيرة وردت في ذمها إقتصرنا على هاتين الروايتين لوضوح المسألةو شهرتها بين أتباع طائفة الحق فإن محاولات ترقيع الخلاف وغض النظر عن الخلاف المتجذر بينها وبين مدرسة إهل البيت (عليهم السلام) لن تنفع في مقام الحقيقة لإن البوصلة في ذلك المعصوم (عليه السلام) والحال أنه ذمها وحذر منها فلا جدوى من محاولات التقارب البائسة !
__
(٢)-(١) الرسالة الاثني عشرية في الرد على الصوفية للحر العاملي رض نقلا عن كتاب حديقة الشيعة للمحقق الإردبيلي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat