"المرجعية الدينية" في زمن الغيبة ودورها في رسم مستقبل الأمة وحماية العراق.
ا. غالب الحبكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ا. غالب الحبكي

"المرجعية الدينية" هي القيادة المركزية للآمة الاسلامية في زمن الغيبة الكبرى، حيث تمثل الركيزة الأساسية للحفاظ على وحدة الأمة الاسلامية، وتوجيهها نحو القيم الإسلامية الصحيحة حيث تعمل على تصحيح ا
مسار الامه الأحكام الشرعية الفقهية وتقديم الإرشاد والتبليغ اللازم للمجتمع في ظل غياب الإمام المعصوم صاحب العصر والزمان (عج) كما أنها تتصدى للتحديات الفكرية والثقافية وتحافظ على حماية العقيدة الإسلامية عبر تاريخها الطويل، لعبت المرجعية دورا كبيراً مهما في مواجهة الأزمات وإصدار الفتاوى، والتي هداية و حماية المجتمع، كما وتدعمه في مراحل التحول السياسي والاجتماعي فهي ليست مجرد مؤسسة دينية بل هي صمام أمان، يضمن استقرار الأمة، ويعزز العدالة الاجتماعية من خلال توجيه الناس نحو القيم النبيلة وحماية مبادئ الإسلام.
ومن هنا نجد علم الدين ومنار الاسلام الرصين المرجع الديني أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلة) وهو الذي يمثل أحد أبرز الشخصيات الدينية في العصر الحديث، حيث لم يقتصر دوره على توجيه العملية السياسية، وإدارة أمور المسلمين بل امتد تأثيره الى تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية في العراق والعالم الإسلامي فقد كان له دور بارز في دعم الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح، ومحاربة الفساد حيث استخدم قوته المعنوية لتقديم حلول سياسية وإيقاف التدهور الأمني في أكثر من منطقة كما ساهم في إخماد "الفتنة الطائفية" بالحكمة والصبر وواجه الإرهاب، بكافة أشكاله من خلال إصدار فتوى الجهاد الكفائي التي غيرت موازين القوى بشكل جذري، وأحبطت جميع المؤامرات الكبرى،والتي حيكت ضد بلدنا العزيز العراق وشعبه، كانت لهذه الفتوى نقطة تحول في تاريخ العراق الحديث، إذ استجاب لها آلاف من العراقيين والذين انضموا الى دعم القوات الامنية، تحت عنوان الحشد الشعبي، و الذي لعب دورا رئيسيا في تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية كما أن هذه الفتوى لم تكن مجرد دعوة لحمل السلاح بل كانت دعوة لحماية الوطن والمقدسات، وتعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي
كانت هي إضافة الى ذلك لعب السيد المرجع "السيستاني" (دام ظلة) دورا مهما في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات حيث دعا إلى احترام التنوع الديني، والثقافي والعمل على بناء مجتمع قائم على التسامح والتعايش السلمي كما كان له تأثير كبير في دعم التعليم وتطوير الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مما ساهم في الحفاظ على مكانة النجف كمركز للعلم والفقه الإسلامي
ليبقى المرجع السيد أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلة) رمزا للقيادة الحكيمة التي تجمع بين التوجيه الديني والسياسي والاجتماعي، بالتالي يعزز من استقرار العراق ويحمي مصالح المسلمين، و القيم الإنسانية في المجتمع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat