لاتهربوا من العلاج الى الكي ؟؟
سليمان الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في اكثر من مرة يستخدم الاكراد في اقليم كردستان, هذا الاسلوب منذ 2003 وكانت تفسر بان الكرد يبحثون عن مكاسب سياسية انهم يريدون ان يضمنوا حقهم في هذا الوطن وعدم العودة الى الماضي او هذا يبدد هواجس الكرد او مخاوف يجب مراعاة الاخوة الكرد, الا انه في هذه الايام لم يبق البارزاني للحكومة من شيء ولم يترك لها الكثيرمن المساحة للتحرك او المناورة في منع البيشمركة للقوات العراقية المتوجهة نحو الحدود السورية فهذه الحادثة تجاوزت كل خط احمر وكل ما اعتدنا عليه ويبدو هو الوصول الى قمة طموحات الاكراد واحلامهم المضيعة وتجاربهم المتكررة في تشكيل الدولة الكردية وعدم الكف عنها وسط الاجواء الدولية المعقدة وخاصة الاوضاع الاقليمية.وما تمر به المنطقة من تغييرات واولويات اتخاذ القرارات وطبيعة واختلاف الاجندات وتداخلها فالعراق ليس بمأمن مع اقتراب النار من الحدود وباتت على مشارف اقتحام البلاد وان كانت نائمة مغطاة بواجهات عدة, فما يجري في سوريا من الممكن ان نقول بان العراق يمر به من منذ سنين وان كانت حدته وبشاعته وقسوته اشد في العام 2007وقد يقول قائل اننا تجاوزناه ونحن نمر بحالة نقاهة او استقرار نسبي وقل هدنة هشة هذا الامر الذي كان بوقوف الكرد الى جانب الوطن او الحكومة وقاموا على دعمها في اصعب لحظاتها واشرس مواجهاتها مع المسلحين والارهاب الذي يخوض العراق معه حرب لا هوادة فيها ولازال ابناءه يعانون من انتهاكاته واجرامه, الا ان اللعب على المكشوف من قبل الاكراد مثل نقطة تحول جديدة في العلاقة مع بغداد وما يترتب عليه من مشاكل خاصة وان العلاقة الكردية الشيعية منذ ان تاسست فانها كانت علاقة مصالح ومصير مشترك الى ان استجدت وتدهورت في ازمة سحب الثقة وتحالف اربيل النجف او دخول القائمة العراقية على خارطة التحالف الكردي البارزاني. فما الذي تبدل وما الذي تغير وما الجديد والطاريء ومن المسؤول عن هذا الخراب والتدهور في العلاقة ام ان الحديث سيتجاوز هذه العلاقة وهذه المصلحة لما له من خطر على المصلحة الاكبر والعلاقة الاوسع فهي مسألة وجود وبقاء وحياة ومصير فتقف كل المصالح الفئوية وان كانت هي في الاساس لضمان مصلحة اكبر وما دمنا وصلنا الى المساحات الحرجة والحافات الدقيقة واللحظات المصيرية والمواقف التاريخية فيجب ان نترك كل الادوات وكل اللغات وكل المساومات ونبقي على اداة الجراح الماهروالذي يملك ويحس ويعرف اين يضع المشرط لتطبيب الجرح من دون المساس بحياة المريض والتركيز على لغة الحكمة وضبط النفس اوالحديث بلا خفايا وبشفافية هذا ان اراد الطرفين الاكراد اولحكومة البقاء في سفينة واحدة وهي العراق اما اذا جزم الجميع بعد كل هذه الازمات والمهاترات والمواجهات بان الامور تجاوزت الوقاية ولا ينفع معها العلاج وباتت العملية الجراحية ضرورية فعلى الجميع ان يعطي الفرصة والوقت والاجواء المناسبة لاجراءها وان كانت غير مأمونة العواقب وتحتاج ان يقوم بها العراق على مسؤوليته حتى لايصل الامر والوضع الى المرحلة اخيرة وهي الكي فأخر العلاج كما يقولون الكي وهذا ما يستحمله الجميع وخير مؤدب الزمن ولنا في تجاربنا الاكراد والحكومة وكل اطراف الازمة لنا عبرة فيجب ان تكون لنا رادع ومخلص ودافع نحو الامام لا الرجوع الى الوراء ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سليمان الخفاجي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat