صفحة الكاتب : خضير العواد

لبيك يا حسين ام عذرا يا حسين
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لبيك يا حسين كلمات نرددها كثيرا ونجد متعة في هذا الترديد ، ولكن عند ترديدها او سماعها عندما يرددها الموالون تتطاير الأسئلة وعلامات الاستفهام حول ترديد هذه الكلمات ، هل ترديد هذه الكلمات يكفي وخصوصا اذا كانت بأصوات عالية ام يحتاج منا العمل بما تعني هذه الكلمات او الاستجابة الكاملة والمباشرة للتضحية والفداء في سبيل العقيدة والولاية باعتبار أن الإمام الحسين عليه السلام قد طلب النصرة عندما كان يصرخ في ارض كربلاء هل من ناصر ينصرني ؟؟؟.

علينا في هذه السطور معرفة معنى كلمة لبيك حتى بعدها بأمكاننا أن نصل إلى أقرب الإجابات لأسئلتنا .

لبيك" معناها أنني مقيم على طاعتك وولايتك ، اتجاهي إليك وقصدي وإقبالي على أمرك، أي أنني تركت كل الدنيا بمباهجها وزخارفها واستجبت لدعوتك وأقمت على تلبية نداءك والاستجابة وتحقيق مطالبك وغاياتك، فيقول المؤمن لبيك يا حسين ، أي سمعا وطاعة يا من طلبت النصرة مني ، وفي الكلمة معنى الترحيب بطلب النصرة وسرعة الإجابة بقلب سليم وصفاء النفس .

بعد معرفة معنى كلمة لبيك نحاول ان نعرف اهداف وغايات الإمام الحسين عليه السلام التي أراد تحقيقها من خروجه الى ارض كربلاء و قد ظهرت بعض هذه الأهداف من خلال وصيته لأخيه محمد بن الحنفية (وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي) ، من خلال هذه الوصية أن خروج الإمام الحسين عليه السلام لطلب الإصلاح في أمة جده عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطريق هو سيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام ، عندما نردد لبيك يا حسين في تحقيق مطلبك وهو إصلاح الأمة ألا يعني ذلك أن نبدأ في إصلاح انفسنا واهلينا وبعدها نتجه الى الدوائر الأقرب فألاقرب من خلال العمل بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال معالجة الانحرافات التي انتشرت في عوائلنا والمجتمع من خلال التعريف بمخاطر اكل الحرام و وجوب الابتعاد عنه مع مخاطر هتك الحجاب وانتشار التبرج والملابس الغير محتشمة والاختلاط المحرم والابتعاد عن تعاليم الله سبحانه وتعالى وعدم السير على مهج رسول الله صلى الله عليه واله وأهل البيت عليهم السلام ، فإذا لم نعمل او نرشد المحيطين بنا في العمل من أجل تحقيق الهدف الاول لخروج الإمام الحسين عليه السلام وهو الإصلاح فهل هناك معنا في ترديد كلمة لبيك يا حسين ، لأي شيء لبيك يا حسين وانا افعل ما تريد أن تنهى عنه فعندما تأتي المرأة الى زيارة الامام الحسين عليه السلام مع زوجها او ابيها او أخيها بكامل زينتها ومكياجها وملابسها الغير ساترة لمفاتنها ألا يكن هذا تحدي للإمام الحسين عليه السلام ومخالف لاهداف خروجه سلام الله عليه ؟ هل يتناسب هذا الفعل مع جملة لبيك يا حسين ألا نسأل انفسنا بماذا لبيك يا حسين ؟؟؟ وهل أفعال البعض التي يقوم بها من ناحية اكل الحرام والغش وهتك الحجاب والفساد والابتعاد عن الدين وأخلاق اهل البيت عليهم السلام تتناسب مع جملة لبيك يا حسين ؟؟؟ تتناسب مع لبيك يا يزيد ؟؟؟؟؟ باعتبار يزيد أراد هذه الانحرافات وانا اعمل على تحقيقها له ؟؟؟.

فعلينا أن نفكر كثيرا عندما نردد لبيك يا حسين ونهيء انفسنا من أجل تحقيق طلب الإمام الحسين عليه الإسلام في الإصلاح وهو المقام الأول في هذه التلبية اي عندما نقول لبيك يا حسين يجب أن نتبعها في داخلنا بكلمة للحجاب لبيك يا حسين لاكل الحلال لبيك يا حسين لترك الفساد بكل انواعه لبيك يا حسين في نشر تعاليم الدين ما بين أبناء المجتمع لبيك يا حسين في الأمانة والابتعاد عن الغش والكذب و و و و .

وأما المقام الثاني للبيك يا حسين وهو تهيأة النفوس من أجل التضحية والفداء عندما يطلب منا الإمام عليه السلام ( ألا من ناصر ينصرني) وهذا المقام يأتي بعد أن نحقق المقام الأول وهو القيام بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام ، وعندما نعمل على تحقيق أهداف الإمام الحسين عليه السلام من الخروج على الطاغية يزيد عندها تكون افعالنا تطابق اقوالنا (لبيك يا حسين) واذا كانت افعالنا لا تتوافق مع اقوالنا (لبيك يا حسين) عندها علينا أن نقول عذرا يا حسين فأننا لا نستطيع أن نحقق أهدافك وغاياتك من ثورتك على الظالم يزيد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/26



كتابة تعليق لموضوع : لبيك يا حسين ام عذرا يا حسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net