جمال وأخلاق وثقافة عالية، قليلة الكلام هادئة وهي جادة في الحياة.
وأنا لست ممن يفتح القلب على مصراعيه أمام مثل هذه العلاقات، صعبة المراس، انعزالية بالقدر الذي جعلني شبه وحيدة.
ربما لامتلاكها عفوية عالية مع روح البساطة وهي بعيدة عن التكلف، كنت إلى وقت قريب اعتقد أن كل شيء يسير على سجيته دون تخطيط أو قصدية مبيتة لأي هدف كان، الذي أدهشني في صديقتي أنها تعرف عني كل شيء، حتى أفكاري وميولي ومعتقداتي وآرائي وانطباعاتي، لقد ذاكرتني جيدا وعرفت عني كل شيء، وأنا لا أشك لحظة بصدق مشاعرها ومحبتها لي، صرت أفكر بها ليلا نهارا، تحولت إلى لغز كبير في حياتي، القضية ليست قضية شك أو ريبة أنا مؤمنة بأنها نظيفة رصينة محجبة ومن عائلة ملتزمة، لكن أخذتني الهواجس عنوة ولم أطق صبرا.
انفجرت أمامها لأضع هواجسي على بساط الألفة، قلقي مع إيماني بعفة الصداقة، أشعر أن في الأمر سرا، وأن صداقتنا نشأت بقصدية مرتبة، أخرجت منديلها لتوقف شلال الدمع، بعد صمت متعب، قالت نعم حان الوقت أن تعرفي كل شيء، عليك أن تعرفي ليست كل العلاقات تنشأ عن نوايا سيئة، وهذا النمط السلبي الدخيل على مجتمعنا سينهي كل شيء، كل معاني المودة والألفة والإعجاب الذي ملؤه الاحترام.
- لماذا يوجه لي هذا الكلام، ما الذي فعلته؟
بعد برهبة صمت عنيفة، وكأنها قررت تفجير السكون سألتني سؤالا غير متوقع أبدا
ـ لماذا رفضت جعفر؟
صحت:
ـ أوه تعرفين علاقتي بجعفر أيضا؟
من سمح لك التجسس علي وعلى حياتي ومشاعري وأسراري.
شاب مجرد شاب، تأثرت به بما تسمينه أنت مودة وألفة وإعجاب ملؤه الاحترام.
نظرت الي بقوة وسألتني:
ـ لماذا رفضته؟
ـ مشاعري وأنا حرة بها
قالت: ـ أنا سأعطيك السبب، جعفر شاب ملتزم، متدين خجول لا يعرف كيف يتمنطق بمفردات الهوى والتغني بأوصاف الحبيبة، أحبك بصدق ليس لجمالك ففي الجامعة من هي أجمل، أحبك لعفتك وطيب منهلك.
ثم سألتني بحدة ما الذي جعلك ترفضينه؟
وهو الداخل من باب البيت رفع رأسك أمام أهلك وناسك وطلب القرب منهم على سنة الله ورسوله.
قاطعتها لأسألها وما علاقتك أنت بجعفر؟
خنقتها العبرة:
ـ هل تعرفين أين هو الآن؟ وأي منصب ارتقى؟
قلت:
ـ لا أريد أن أعرف
أجابتني:
ـ لا بد.. لتتضح لك الأمور، أسوء ما في الإنسان عجالة الحكم على الآخرين، أردت أن أتكلم، قاطعتني وقالت:
ـ جعفر شهم وصاحب مبادئ وقيم وأخلاق يرفض الباطل، وطني شجاع ونبيل ترك الوظيفة بعد التخرج والتحق بالجبهات دفاعا عن الوطن قال:
ـ الوظيفة موجودة مادام الوطن بخير وغير هذا لا عفة لمقام.
نظرت لوجهي ودموعها تفيض، أنا أحببتك لمحبته، تذكريه بخير، إذا أنت لم تنصفيه حيا فانصفيه شهيدا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat