صفحة الكاتب : جعفر المطيري

وزارة أبوالمليار دولار !
جعفر المطيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 حققت الحكومة العراقية طفرة نوعية لوزارة الشباب والرياضة حين خصصت لها من الميزانية السنوية العامة للدولة أكثر من مليار دولار ، نعم مليار دولار رقم مخيف تمكن من خلاله اليابانيين ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تطوير كرتهم وبنيتهم التحتية للوصول إلى العالمية عبر طفرة نوعية تشمل كل ما يتعلّق بكرة القدم ، سنوات كثيرة مرّت على تخصيص اليابان لهذا المليار الذي بدأ يعطي ثماره اليانعة التي تمنيّنا أن نتذوّق مثلها. أذكر مقولة للمدرّب الفرنسي (تروسيه) كان يرددها في كل مناسبة وهي تخصّ العاملين في المجال الرياضي الياباني ومفادها ، لم أجد أكثر من اليابانيين أناساً مخلصين في عملهم الرياضي ، فهم يعملون بنزاهةٍ ونظافة لم أجدها في أي مكانٍ في العالم ، لذا لا يتعجّب أحد مما وصلته الرياضة وكرة القدم في اليابان ، لأن من يزرع بإخلاص يحصد الثمار التي الأفضل. ترى أين هم العاملون في وزارة الشباب والرياضة من هذا ؟ نعرف أن لا جواب سيأتيننا ، لكون العاملين في وزارة الشباب والرياضة عندنا من قمة الهرم ونقصد به الوزير إلى الساعي في تلك الوزارة يجتمعون اليوم لتبويب ما تحت أيديهم من المال العراقي الذي ليس له من صاحب أو سائلٍ عليه ، فأصبح كما الداعر مباح للجميع. يكفي أن سفرات السيد الوزير لها حصّة من الميزانية السنوية للوزارة ولو تم تجميع ما صرف على سفرات وزيرنا لرأينا ملعب التاجيات حقيقة واقعة أمامنا وليس حجراً للأساس مهشّم أو مسروق حاله كحال أموال الوزارة. سألني ابني يوماً وقال ، بابا إلى متى تبقى تكتب على وزارة الشباب والرياضة ووزيرها أو من يعملون فيها ؟ أحرجني ابني بسؤاله حتى اعتقدت أنّه قد تم تجنيده ضدي من قبل الوزير أو بطانته ، لأن الجماعة لديهم أساليب كثيرة في تحويل الولاءات والتخلّص من الخصوم ولا أستبعد أن يكونوا قد وعدوا ابني بوظيفةٍ أو مشروع مقاولة يتحاصصون أرباحه ، أردت الرد على ابني فرفعت يدي لألطمه بكفي التي تجمّدت قبل أن تصل إلى وجهه ، لأني استعدت توازني لتنكشف صورة طفلي الذي لم يتجاوز بعد السبع سنوات ، فعرفت ساعتها أن سؤاله كان بريئاً وأنا من يتحمّل اللوم والتقريع لأني أحمل همومي وهموم الشباب والرياضيين معي إلى البيت بعد أن غسلت يدي ممن يمكن لهم أن يتدخّلوا وسألوا ألوزير وحاشيته أو يسائلوه عن الانتهاكات التي تفوّقت على كل الوعود التي أطلقت من مبنى أفشل وزارة عرفها الشعب العراقي ، وزارة أبوسفرات لتدمير الشباب والرياضيين ، أعطيت ولدي (500) دينار وطلبت منه أن يخرج لكي أكمل هذا المقال ، أخذ الورقة النقدية وخرج وقبل أن أنتهي من الكتابة وجدت طفلي قربي من جديد وهو يهمس بأذني ، بابا .. بابا .. هذا مو عمو الوزير ، نظرت إلى التلفاز فإذا بي أرى الوزير بشحمه ولحمه الذي تغيّر كثيراً ، فقلت نعم بابا ، إنّه الوزير بعد التحسين ، ويا رب ما يطير المليار دولار بسفرات وملذات الوزير وحاشيته .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المطيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/30


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : وزارة أبوالمليار دولار !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net